-A +A
خالد السليمان
لا أدري إذا كنت الوحيد الذي شعر بأن رمضان هذا العام مر سريعا وبلا طعم أو لون، فلم أشعر بالشبع منه ولم تكن له الأجواء الروحانية التي اعتدتها، وكنت سأعزو السبب إلى انقطاع الصلات والزيارات العائلية التي لطالما ميزت رمضان ومنحته لمسة عاطفية حميمة لولا أننا في رمضان العام الماضي كنا أكثر قطيعة وعزلة!

ربما أجني هذا العام الآثار النفسية والاجتماعية لجائحة كورونا التي أصبت بها العام الماضي، فبعض الأعراض والآثار تظهر متأخرة، وكل ما أخشاه أن تكون هذه الأعراض والآثار مجرد بداية وليست نهاية، فالحياة كما أعرفها تستمر في انغلاق حلقاتها وانحسارها عن كل ما كنا نعرفه وعن كل من كنا نعرفهم!


والأكيد عندي أننا عندما نطوي صفحة «كوفيد-١٩» ستبقى ندوبه النفسية كما لو أنها ندوب الجدري التي تركت آثارها على كل من أصابته من الأجيال السابقة، فكما أن العالم لن يعود كما كان فإن الناس أيضا قد لا يعودون كما كانوا في كيفية بناء علاقاتهم ومد جسور تواصلهم!

أكثر ما يحزنني أن بعض الأشخاص الذين كنت أشتاق لهم في وقت بداية الجائحة وتطبيق إجراءات الحجر والتباعد ويشتاقون لي، لم نعد نشتاق لهم كما كنا نفعل ولم يعودوا يبحثون عنا كما كانوا يفعلون، فهل ستكون القطيعة الإجبارية بالأمس اختيارية اليوم؟!

إن مجرد التفكير في ذلك يبث الرعب في النفس مما قد تكون هذه الجائحة قد أحدثته وتركته من جروح غائرة وندوب أعمق مما كنا نتصور!