أهمية السيل الكبير قديمة.. فالمكان يرتبط بمنفذ يصله بنجد وأهل الخليج.. من هنا كانت تمر القوافل، ويفد كل معتمر وحاج. هنا ( الميقات ).. والتوافد على ( قرن منازل ) لا ينفض، و لهذا يتحرك المكان بنبض دائم، ويشهد في كل يوم وجوها جديدة، فكان التميز التاريخي للسيل الكبير، واجهة ترمقها كل الوجوه القادمة، و تحملها إما احتياجا و إما مرورا في الذاكرة. أليس السيل الكبير هو الواجهة؟ الأهالي يفخرون بالميقات، ويحتفون بالقادمين، فتبقى صورة جميلة تحملها الذاكرة، ولعل هذا سر إلحاحهم الدائم لمزيد من الخدمات املا في مزيد من الحفاوة بتلك الواجهة.
ازمة المياه
رئيس لجنة التنمية الاجتماعية المحلية وعضو الجمعية الخيرية بالسيل الكبير سليمان بن خنيفس الثبتي ( 57 عاما ) اشار الى ان السيل الكبير يبعد عن الطائف ( 45 ) كم و يعتبر الواجهة الشرقية حيث يقع ميقات ( قرن المنازل )، ويتكون من ( الضمير ، و الخويرية ، والهجيج ، و ركك و جريولة و الكنفري و أبو سيال و تلعة المطرفي و المرفة و طلح و دف ابو عبيه و الثوابية و الصفراء و تحرة و الحويمض ووادي الملاح و الودنية.
واوضح ان عدد السكان في السيل الكبير قد يصل الى ( 12) الف نسمة.
واضاف ان السيل الكبير كان ولازال يشتهر بالميقات، وتكثر فيه المزارع والتي ذبل الكثير منها بسبب قلة المياه، والتي تكاد تعتبر مشكلة مزمنة للسيل الكبير بالرغم أن (اشياب التحلية) لا تبعد سوى ( 16 ) كم في السيل الصغير، وهي مسافة ليست بالبعيدة جدا و يمكن أن تمتد مياه التحلية الى الموقع.
وعلى مدى السنوات الماضية شهد السيل الكبير زيارات مختلفة للكثير من المسؤولين جميعهم كانوا يعدون السكان بمد مياه التحلية، لكن تمضي السنوات ولم ينفذ شيء من تلك الوعود المشكلة كما يقول الثبتي أن الميقات يمثل واجهة البلد، و من المؤسف أن يجد القادمون للميقات مثل هذه المعاناة.
مضيفا ان الوايت حتى يصل للسيل الكبير يتطلب دفع (210) ريالات للحجم الكبير، في حين يكلف الصغير (120) ريالا، وكذلك وايت مياه الابار.
لم تكن الطرق الفرعية والتي تربط المساكن في السيل الكبير معبدة، بل أن بعضها لازال يعايش التراب و الرمل وبالتالي تتضخم المعاناة عند هطول الامطار، هناك مجهود فردي من الأهالي يتمثل في شراء الاسفلت الذي يتم إزاحته من قبل وزارة المواصلات، ومن ثم وضعوه كأفضل الحلول في بعض تلك الطرق، فيما الاسفلت المبشور يتم نثره بجهود فردية تعاونية بين السكان، ويقول سليمان هذا أفضل من بقاء الطرق بصورتها الوعرة ،، يشتري السكان الاسفلت القديم ويوضع على الطريق عوضا عن عملية السفلتة التي لم تتم، فقط الطريق الرئيسي تمت سفلتته، ويربط بعض القطاعات الحكومية مثل مركز الشرطة الذي يقع على الطريق المسمى سوق ( الزلال ) ويوازي طريق السيل العام، ويمكنك مشاهدة الحفر و الهبوطات فيه بسبب إهماله تماما رغم أنه طريق حيوي للمنطقة.
اهمال الطرق
كما يعتبر طريقا رئيسيا يرتاده الجميع و مع ذلك لم يحظ بذلك الاهتمام، مثلما الحال في اهمال طريق السيل القديم ( طريق الملك عبدالعزيز )، و الذي يربط عشيرة بالسيل الكبير وهو طريق تاريخي يرتبط بالسنوات الاولى خلال توحيد المملكة، ومع ذلك للاسف لم تتم سفلتته ولا حتى إنارته، رغم أنه لو تمت العناية به لخف الازدحام الذي نشاهده على طريق السيل الكبير العام، بسبب إمكانية فصل الشاحنات و تحويلها منه وخصوصا التي تود الذهاب الى الرياض بدلا من إجبارها على قطع كل تلك المسافة التي تصلها بالطريق الذي يحولها للرياض من ناحية الطائف، مما يوفر على السيارات ما يقارب الـ(50) كم، ومن هنا يمكن حل مشكلة الحوادث الناتجة عن تدفق الشاحنات بهذا الحجم.
ويضيف سليمان انه بمناسبة كثافة الحركة المرورية في طريق السيل الكبير فهناك سبب رئيسي لكثرة الحوادث في المنطقة ومن السهل التعرف عليه، فالسيارات القادمة من مكة المكرمة تسير في طريق السيل الكبير عبر مسارات ثلاثة، وتستمر فيه حتى منطقة السيل الكبير، قبل ان يتحول المسار الثالث والأيسر صعودا الى الكوبري المنفذ للمنطقة السكنية لأهالي السيل الكبير و يستمر الطريق بمسارين فقط..
هذا التحول المفاجئ يربك الحركة المرورية تماما وخصوصا في ظل وجود الاعداد الهائلة للشاحنات الذاهبة للطائف أو الى الرياض والخليج العربي، بالرغم من انه كان يمكن الاستفادة من طريق السيل القديم لكن الامر لم يحدث.
معاناة الخروج
و يشير سليمان الى عقبة مرورية أخرى تخص طريق الدخول والخروج للميقات ويقول دعنا نذهب الى مسجد الميقات سوف تلاحظ أن الدخول والخروج يكون من مدخل واحد أثناء وقت الذورة سواء كان في الحج أو أوقات العمرة، ويتعذر على السيارات المتوجهة او الخارجة من الميقات السير بتلك المرونة المرورية حيث تتوقف الحافلات بشكل مزدحم جدا نتيجة لعدم التنظيم المروري الواقعي، واقصد أنه بدلا من إلزام السيارات التي تود الخروج من الميقات من العودة مجددا الى الكوبري، كان يمكن فتح طريق خروج ( سلس ) وواقعي بالامتداد نحو المساحات التي تتجه نحو الطريق المتوجه لمكة المكرمة مباشرة والذي يمكن تجهيزه من المواقف الخلفية للميقات و يوجد طريق ترابي وغير مسفلت حاليا لكنه مغلق، ولا أدري سببا لهذا الاصرار على استخدام الكوبري دخولا و خروجا في حين كان يمكن التخفيف على القادمين للميقات بتلك السهولة الممكنة.
ويقول العم مرزوق عايض الثبيتي ان هناك طريقا لم ينجز بعد من السيل الكبير الى المليحاء و القيف - و ميقات أهل العراق ( ذات عرق )، يمكن ان يساهم مساهمة كبيرة ( لو تم انجازه ) في الوصول الى طريق السيل المتجه الى مكة المكرمة بشكل سهل ومختصر لكن مع كل اسف فالمقاول الذي استلم الطريق لازال حتى الآن لم ينجز شيئا.
وحول موضوع الميقات هناك مشكلة أخرى وهي أن مياه الصرف الصحي الخاصة بالميقات ذات كميات كبيرة تتسرب الى الوادي والآبار الموجودة فيه مما ينتج عنها تلوث لمياه الابار هناك، ويمكن مشاهدة تلك المياه تتجمع بكميات هائلة لتشكل بحيرة، وهذا يساهم الى حد كبير في انتشار الحشرات، ولم يتم حتى التفكير في حل لها أو على الاقل رشها من باب الوقاية.
واضاف نحن نعاني من هذه المياه وأضرارها منذ ما يقارب الـ( 18 ) عاما ولم يتم تنفيذ حتى محطة المعالجة التي وعدنا بها منذ تلك الفترة.