لقاح فايزر-بيونتك عند شحنه من المصنع للدول المتعاقدة على شرائه.
لقاح فايزر-بيونتك عند شحنه من المصنع للدول المتعاقدة على شرائه.
-A +A
«عكاظ» (لندن) OKAZ-online@
لا تزال السلالات المتحورة من فايروس كورونا الجديد تمثل شغلاً شاغلاً للعالم، خصوصاً في أوروبا الغربية، التي اكتوت أكثر من غيرها بجحيم التفشي الفايروسي. وفيما توقع علماء بريطانيون تستشيرهم الحكومة البريطانية في شؤون مكافحة الوباء بأن يصل عدد السلالات المتحورة من فايروس كوفيد-19 في العالم إلى نحو 4 آلاف سلالة؛ ذكرت المجلة الطبية البريطانية أن تحور الفايروس أثناء قيامه باستنساخ نفسه هو أمر طبيعي ومتوقع، لكن يتوقع أن يكون عدد ضئيل جداً من السلالات الجديدة هو الذي سيثير قلق العلماء. وقال وزير التطعيم البريطاني ناظم زهاوي لشبكة سكاي نيوز البريطانية أخيراً، إن بريطانيا توجد فيها 50% من منشآت تحديد الخريطة الجينومية للفايروسات في العالم. وهي تملك مكتبة ضخمة تحوي مورثات تلك السلالات. ويعني ذلك أنها قادرة على الاستجابة لأي تحور ينذر بالخطر، بحيث نكون مستعدين للرد على أي تفش محتمل في الخريف أو ما بعده، وبحيث نعرف مسبقاً إن كان بمستطاع أي تحور وراثي في الفايروس أن يهدد فعالية أي من اللقاحات المتاحة المانعة للإصابة بمرض كوفيد-19.

وأكد مسؤولون بريطانيون أن الباحثين يخوضون سباقاً مع الزمن لتحسين فعالية اللقاحات. وأضافوا أن علماء شركتي فايزر الأمريكية وأسترازينيكا البريطانية يعملون بشكل مكثف لاستكشاف إمكان دمج جرعتي هذين اللقاحين، في عمل قد يكون الأول من نوعه في العالم. واستبعد الوزير البريطاني أن تكون السلالات الجديدة، كالبريطانية، والبرازيلية، والجنوب أفريقية، قادرة على إبطال فعالية أي من اللقاحات الراهنة؛ خصوصاً قدرة تلك اللقاحات على منع تدهور حالة المصاب بالفايروس، وعدم وصول المرض إلى وضع يستلزم تنويم المصاب في المستشفى. وكانت بريطانيا كشفت (الخميس) أن علماءها يجرون تجارب للمزج بين لقاحي فايزر-بيونتك الأمريكي-الألماني وأسترازينيكا البريطاني، على جرعتين. وتوقعت ظهور بيانات هذه الدراسات بحلول يونيو القادم. وستتم تجربة إعطاء جرعة أولى من لقاح فايزر، على أن تعقبها جرعة ثانية من جرعة تعزيزية صنعتها شركة أسترازينيكا. وسيراوح الفاصل الزمني بين الجرعتين بين أربعة و12 أسبوعاً. كما ستتم تجارب أخرى بإعطاء جرعة أولى من لقاح أسترازينيكا، تتلوها جرعة تعزيزية من لقاح فايزر-بيونتك. وستكون هذه التجارب الأولى من نوعها في العالم التي تمزج بين لقاحين صنع أحدهما (فايزر-بيونتك) بتكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي mRNA، وتكنولوجيا استخدام فايروس نافق لإحداث رد فعل مناعي، وهي المستخدمة في صنع لقاح أسترازينيكا، الذي ابتكره علماء جامعة أكسفورد. ويأمل العلماء العاملون على هذه التجارب أن تؤدي -في حال نجاحها- إلى توسيع نطاق نشر اللقاحات في العالم، وربما إلى زيادة رد الفعل المناعي للقاح. وأكد أستاذ علم الفايروسات بجامعة أكسفورد الدكتور ماثيو سنايب، الذي يقود الفريق العلمي الذي يعكف على إجراء هذه التجارب، أن مزج اللقاحات أثبت فعالية ملموسة في استخدام لقاحات فايروس إيبولا. وتوقع أن تنجح المحاولة مع لقاحات كوفيد-19، على رغم أن كلاً من اللقاحين المذكورين يستخدم تكنولوجيا مختلفة لتحقيق الغرض نفسه.