-A +A
متعب العواد (حائل) Motabalawwd@
فيما تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني التاسع والأربعين يلوح المجلس التنسيقي السعودي - الإماراتي بالنموذجية المثالية للتعاون الثنائي بين الدول وتفعيل أواصره وسط منطقة الشرق أوسطية تعاني من الاضطرابات، إذ تم إنشاء المجلس ضمن اتفاقية بين المملكة والإمارات في شهر مايو 2016، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

ويأتي إنشاء المجلس التنسيقي السعودي - الإماراتي بناءً على الروابط الدينية والتاريخية والاجتماعية والثقافية بين المملكة ودولة الإمارات، ويهدف إلى التشاور والتنسيق في الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة ويضم المجلس فرق عمل مشتركة من مختلف القطاعات والمجالات.


ويعمل المجلس على توفير الوقاية لشبكات المعلومات والبيانات في الدولتين، وتأمينها من الهجمات السيبرانية التي تستهدفها، من خلال التعاون في مجال التقنيات الحديثة لأمن المعلومات، وهو ما يدعم جهود تعزيز الأمن السيبراني، ويوفر فضاءً سيبرانيًا موثوقًا للبلدين، يؤمن تبادل المعلومات والخبرات.

وكانت البداية بتنظيم معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ورش عمل الأمن السيبراني في العمل الدبلوماسي، بالتعاون مع أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، بهدف زيادة الوعي بالأمن السيبراني والتحديات السيبرانية التي تواجه العمل الدبلوماسي، وبناء قدرات وطنية قادرة على التعامل معها.

كما نفذ المعهد لقاءات متعددة في الأمن السيبراني وقضايا الأمن والقانون الدوليين في عصر التحول الرقمي، وذلك في عدد من الملفات منها الجدل القانوني في تحديد المفاهيم والأعراف السيبرانية، ومقارنة النزاع في الفضاء السيبراني بالنزاع في الفضاء المادي في ضوء القانون الدولي ومدى إمكانية تطبيق اتفاقية دولية للأمن السيبراني، والأمن السيبراني في سياق الأمن الدولي.

واستعان البلدان السعودي والإماراتي بخبراء معهد شاتام هاوس البريطاني، ومركز جنيف للسياسة الأمنية، وذلك للاطلاع على آخر التجارب في ملفات إستراتيجية في (التهديدات والتحديات الحالية والمستقبلية في الفضاء السيبراني)، وأبرز التهديدات والتحديات الحالية في فضاء الأمن السيبراني من حيث تنامي عدد ونوع الهجمات والمهاجمين، وتأثير تلك الهجمات على المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية للدول والمجتمعات، وطرق الحماية وأفضل الممارسات والحلول والإستراتيجيات الوطنية للتصدي لأخطار الفضاء السيبراني، وتتناول البلدين أيضا دور الدبلوماسية في خدمة قضايا الأمن السيبراني، والجهود الدبلوماسية التي تبذل في إطار العمل الدولي المشترك للحد من سباق التسلح، وتزايد الهجمات النوعية في الفضاء السيبراني، ودور الدبلوماسية في قيام تعاون دولي يسهم في التوصل إلى اتفاقيات دولية تحكم سلوك اللاعبين الدوليين وغير الدوليين في الفضاء السيبراني.

ونتيجة ذلك التعاون بين البلدين أظهرت أحدث الأبحاث التي أجراها معهد سانز التدريبي للأمن السيبراني أن اختيار تقنية المعلومات مساراً مهنياً (بما فيها الأمن السيبراني) في أوساط اليافعين بين 14 ــ 18 عاماً في 7 دول بالشرق الأوسط وأوروبا شهد النسبة الأعلى في السعودية والإمارات بنسبة 46% و47% على الترتيب.

ومن بين الطلاب المهتمين بالعمل في تقنية المعلومات، أفاد 49% بأنهم مهتمون بالأمن السيبراني، وذلك ضمن عينة من الطلاب في أوروبا والشرق الأوسط، وكانت النسبة الأعلى من نصيب السعودية والإمارات كذلك بواقع 63% و58%.

وبين حاكم الفجيرة عضو المجلس الأعلى الشيخ حمد بن محمد الشرقي أن ذكرى اليوم الوطني لدولة الإمارات هي ذكرى خالدة وعزيزة محفورة في ضمير أبناء الوطن الغالي، التي سطرت برؤية قيادة حكيمة تستشرف المستقبل وتسعى إلى تحقيق الخير والسعادة والأمان لشعبها والمقيمين على أرضها.

وأوضح حاكم عجمان عضو المجلس الأعلى حميد بن راشد النعيمي أن شعب الإمارات كان على موعد مع غد مشرق في يوم الثاني من ديسمبر 1971، فقد فتح هذا اليوم آفاق المستقبل الواعد بالخير والبناء الشامل ورفاهية وسعادة مجتمع الإمارات.