-A +A
فهيم الحامد (جدة) falhamid2@
لم تكن المملكة بعيدة عن لبنان طوال العقود الماضية، وسعت من اليوم الأول للحرب الأهلية التي دمرت لبنان لإحداث التوافق والمصالحة ودعم تطلعات الشعب والتعامل مع الشرعية للحفاظ على وحدة وسيادة وأمن واستقرار لبنان بعيداً عن التدخلات التي جعلت من لبنان بؤرة إرهاب طائفية.. وكان اتفاق الطائف معلما تاريخيا في إنهاء الشقاق في الجسد اللبناني.

المملكة لم تغب يوماً ما عن لبنان البلد العربي الأصيل سياسياً واقتصادياً، ودعمت الشعب اللبناني بعيداً عن المعادلات السياسية الداخلية. وعندما أعلن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في كلمته التي ألقاها في باريس أمس الأول بمؤتمر المانحين وقوف المملكة مع الشعب اللبناني في هذا الظرف العصيب نتيجة التفجير الضخم الذي حوّل بيروت إلى ركام؛ فإن موقف المملكة لم يكن جديداً.. فلبنان كان ولا يزال في وجدان وقلب الملك سلمان الذي ظل يدعم وحدة وسيادة وسلامة الأراضي اللبنانية، فضلاً عن توجيهه بإرسال جسر جوي لإغاثة الشعب اللبناني من ويلات ونتائج تفجير مرفأ بيروت..


وجاءت مطالبة المملكة بإجراء تحقيق دولي شفاف ومحايد لمعرفة أسباب هذا الانفجار المريع وما خلّفه من ضحايا ودمار؛ للوصول إلى العدالة التي لا يمكن أن تتحقق إلا عبر هذه المحكمة الدولية.. لقد وضع وزير الخارجية النقاط على الحروف عندما قال «إن الشعب اللبناني له الحق في العيش في بلاده بأمان واحترام، وبحاجة ماسة إلى إصلاح سياسي واقتصادي شامل وعاجل بما يضمن عدم تكرار هذه الكارثة المروعة».

ولا يمكن لمثل هذا الإصلاح أن يتم لضمان مستقبل لبنان السياسي إلا بإنهاء حقبة اختطاف الدولة وبناء مؤسساتها بعيدا عن الاستفراد وتسليم السلاح الملشياتي للدولة. وما أكده وزير الخارجية أن استمرار الهيمنة المدمرة لتنظيم حزب الله الإرهابي يثير قلق العالم. لقد أضاءت المملكة بلافتات ألوان علم لبنان مصحوبة بشعار «بيروت في قلوبنا»، للتأكيد على الروابط التي تجمع الشعبين لتقديم الدعم لهم بالكثير من الرسائل المعنوية والدعاء للمصابين والضحايا، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان بعد انفجار ميناء بيروت.