-A +A
خالد السليمان
من البرامج التلفزيونية الرمضانية التي شدتني كمشاهد ودعتني للعودة لمشاهدة ما فاتني من حلقات، برنامج «بالتي هي أحسن» الذي أخذ فيه الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي المشاهد بجولة فكرية عميقة تهدف لإبراز الصورة الحقيقية للإسلام الوسطي المعتدل، معززا الملامح الجمالية للحضارة الإسلامية !

الدكتور العيسى الذي حرص على ذكر تجاربه الشخصية وسرد المواقف التي مر بها حول العالم أراد أن تكون تلك التجربة مرآة لما يراه الآخرون عن الإسلام، وكيف أن العمل على تغيير صورة الإسلام وإبراز إيجابيتها يبدأ برسم صورة ذهنية إيجابية لدى غير المسلمين عن الدين الإسلامي، وهذا لا يكون إلا من خلالنا نحن المسلمين بإحياء وإبراز قيمنا الإسلامية الخيرة التي تدعو للاعتدال والرحمة والإحسان للآخرين، وتفهم سنة الله عز وجل في تنوع الكون واختلاف الخلق !


ولعل من أبرز ما طرحه العيسى في البرنامج تمييز الفرق بين التشدد الديني والتطرف الفكري، حيث أشار إلى أن التشدد الديني هو التضييق على الناس فيما لهم فيه سعة بالمخالفة لمنهج التيسير الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، فاجتهادات سد الذرائع دون ضوابطه والنظر في مآلات الأمور والترجيح بين المصالح والمفاسد يؤدي للتضييق على الناس في المباحات بمفهوم خاطئ يخالف مقاصد الشريعة، بينما التطرف الفكري هو تضليل الناس ورفض حقهم في الاجتهاد وسحق المخالف، وتظهر خطورة هذا الفكر في جماعات التكفير والإرهاب التي استباحت الدماء وقتل الأبرياء، وشوهت صورة الإسلام !

الخلاصة.. قدم البرنامج خطابا دينيا معتدلا وصورة متنورة للإسلام الوسطي المعتدل الذي يبث الطمأنينة في نفوس المسلمين والإيجابية في نفوس غير المسلمين !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com