-A +A
أحمد الرباعي (عرعر) ahmadalrabai@
لم يستطع عضو الشورى السابق والمؤرخ التاريخي الدكتور محمد آل زلفة كتم مشاعره وهو يتحدث لـ«عكاظ» عن حنينه لوالدته وخبزها في ظل ما خلّفته جائحة كورونا، متمنياً العودة إلى الزمن الجميل الذي وصفه بزمن البساطة والعفوية، وتمنى أن يكون دواء فايروس كورونا متوفراً في الصيدليات.

• في ظل الجائحة، ماذا تفتقد في رمضان الحالي؟


•• افتقدت الصوم في قريتي فقد منعتني كورونا عن ذلك.

• كيف تقضي رمضانك؟

•• أقضي رمضاني في تصحيح وتعديل بعض ما أعده من كتبي للنشر، وكتابة تعليقاتي على بعض ما أقرأه من أبحاث، إضافة إلى كتابة تغريدات على ما يلفت نظري مما تشهده الساحة الوطنية والإقليمية من أحداث.

• كيف تكافح الشوق للأهل والأقارب والأصدقاء في ظل التباعد الاجتماعي؟

•• بالعيش بأمان ومحبة مع من يعيش معي من أسرتي، وبالتواصل المستمر مع منهم بعيدون عني، أو من فرقت بيني وبينهم كورونا مع وجودنا في مدينة واحدة.

• بعد الإجراءات الاحترازية لمنع التجول، هل تأقلمت روحك لأن تصبح «بيتوتية»، أم أنك من هواة البقاء في المنزل؟

•• الحقيقة لدي مكانان لا ثالث لهما، أمكث فيهما معظم وقتي: «بيتي ومكتبي»، فلم أشعر بالحجر إلا عندما طال شعر رأسي، إذ افتقدت الذهاب إلى صالون الحلاقة وحفيدتي أنقذت الموقف وقامت بجزء من الواجب فلها مني كل شكر.

• إضافة إلى صوت العطاس، ما أكثر شيء تخشاه هذه الأيام؟

•• أكثر ما أخشاه أن يحصل في المنزل عُطل وليس هناك ما أثق به لعلاج العطل.

• هل سمعت بـ«ووهان الصينية» قبل أن تصدّر لنا «كورونا»؟

•• نعم سمعت بها، ولكن لم يسرني ما تبثه التقارير والصور عما يعرض في أسواقها من أنواع الحيوانات البرية والزواحف التي يأكلها الإنسان ولا تتقبلها النفس.

• يؤمن الكثير حول العالم بتورط الخفافيش في إصابة البشر بـ«كورونا»، إن صح هذا هل ستنهي الجائحة أسطورة «الرجل الوطواط»؟

•• منظر الخفاش مقرف ومصدر شؤم، فكيف يكون مصدر طعام أو حساء، ولكن لا اعتراض على ثقافات الشعوب إلا إذا أصبحت مهددة للبشرية، وأعتقد أن الخفاش أصبح في قفص الاتهام.

• إذا كتب لك القدر لقاء أول رجل أصيب بـ«كورونا» بعد وجبة «حساء الخفافيش»، ماذا ستقول له؟

•• أقول له ابتعد عني وبمساحة مضاعفة عن المسموح.

• قبل أن يبدأ العالم عده التنازلي لاستقبال «2020» وعجائب الأحداث تتوالى، حرائق في أستراليا، وإصابات بـ«كورونا»، وما تلاها من وقائع حبست أنفاس العالم، بماذا تصف «2020»؟

•• مر على العالم أعوام أنحس من هذا العام منذ ثورة الملالي في إيران، ومنطقتنا تعيش أنحس أربعين عاماً في تاريخها.

• لو قررت كتابة قصة عن «2020»، ما العنوان الذي ستختاره؟

•• عام الوباء الصيني أكمل الوباء الإيراني.

• لم يمضِ من «2020» سوى أقل من نصفها، ماذا تتوقع أن تخفي لنا «الكبيسة» في جعبتها؟

•• تخفي لنا بحول الله زوال حكم الملالي في إيران.

• درس علمتك إياه الجائحة؟

•• لا، لليأس.

• أول مكان ستزوره بعد زوال «كورونا»؟

•• قريتي الجنوبية الجميلة.

• دواء لا يباع في الصيدليات، ما هو؟

•• دواء كورونا.

• ما الأكثر بشاعة «الكذب، الخيانة، النفاق، السرقة، الغيبة»؟

•• كلها مقيتة، ولكن الخيانة وخصوصاً خيانة الأوطان والنفاق أشدها مقتاً.

• شيء تحسد سكان القرى والأرياف عليه؟

•• أنا ابن قرية وريف، أشعر أنني أسعد الناس حينما أكون في قريتي.. والله يكفينا شر الحساد.

• نغمة موسيقية تحبها؟

•• أحب كل نغمة فيها طرب وفيها شجن.

• مدينة تتمنى أن تقضي رمضان فيها، ولماذا؟

•• أحب أن اقضي ما تبقي لي من رمضانات في عمري في قريتي، إذ ما زلت أشم رائحة خبز أمي في مدخل كل رمضان بعد مضي أكثر من 65 سنة.

• حقبة زمنية تتمنى العيش فيها، ولماذا؟

•• زمن أمي وزمن أهل قريتي الجميل، كونه زمن البراءة والعفوية.

• هل أنت من أنصار التأمل، ولماذا؟

•• نعم، أنا من أنصار التأمل وبشدة؛ لأن لحظات التأمل تمنحك طاقة إيجابية.

• لو كنت طيراً، إلى أين ستحلق؟

•• سأحلق كاسراً حجر كورونا؛ لأعيش في أعلى شجرة زرعتها أمي قبل 50 عاماً في حديقة منزلنا في القرية.

• ضحكة الأطفال، بماذا تشبهها؟

•• بشقشقة الطيور عند بكورها.