محمد أبو شرارة
محمد أبو شرارة
-A +A
محمد أبو شرارة
جلستْ هناكَ بآخرِ المقهَى

أنثى كأنَّ أريجَها دِفْلَى


لم تَصطنعْ شيئًا لزينتِهَا

مَكياجُها هُوَ وعيُها الأعلى

قَلَمُ الشفاهِ رمتْهُ واتَّخذتْ

قلمَ الرصاصِ فكانتِ الأحلى

تَتصفحُ الديوانَ باسمةً

وتَمُرُّ في صفَحاتِهِ جَذْلَى

نَبَتَتْ قصائدهُ على يدِهَا

وتألَّهتْ في عَيْنِها النَّجْلَى

فقصيدةٌ بالتُّوتِ مُثْخَنَةٌ

وقصيدةٌ قدْ أزهَرَتْ فُلَّا

وقصيدةٌ كالنُّورِ مُنزلةً

سبحانَ مَنْ أَوْحَى ومَنْ أَمْلَى

وقصيدةٌ كالشمسِ مُشرقةً

تشْرِينُ صارَ لنَسجِها نَوْلا

وقصيدةٌ ضاعتْ كسَوْسَنَةٍ

فتَكامَلتْ بِنتُ الشَّذا شَكْلا

ديوانُ شِعري وَهْيَ تَحضِنُهُ

فأعُودُ رَغْمَ تَوَقُّدي طِفْلا

خُصلاتُهَا انزَرَعتْ بَصفحتِهِ

مَهْلًا على خُصلاتِهَا مَهْلَا

لم تَكترِثْ لوجودِ شاعرِهِ

أتُرَى دَرَتْ أَنِّي الذي يُتْلَى!

القَهوةَ السمراءَ.. نادِلَتِي

جاءتْ بكوبَيْ قَهوةٍ عَجْلَى

وأنا أَهُمُّ بأنْ أُقدِّمَها

وأخافُ: عفوًا سَيِّدِي كَلَّا!

أَتَرُدُّ شاعرَهَا؟ أأُخْبِرُهَا

أنِّي الذي.. لا.. لمْ أَجِدْ حَلَّا

القهوةُ السمراءُ باردةٌ

والبُنُّ يَغرِزُ في دَمِي نَصْلَا

وَحْدِي هُناكَ أَحُلُّ مُعضِلَتِي

وأكادُ أَنْ أَمْضِي لَها؛ لَوْلَا...