يتوهم البعض أن التقدم الفكري والتمتع بعقلية علمية يعني أن يكون منظور الإنسان لقوانين الكون والحياة هو منظور نيوتني “نسبة لنيوتن” أي منظور عصر النهضة العلمية الأوروبية الذي رأى أن العالم أشبه بساعة ميكانيكية محكومة بشكل جبري بالقوانين المادية التي تتفاعل بشكل ميكانيكي غير قابل لأي تداخل معها على أي مستوى غير المستوى المادي، بينما في القرن العشرين غيرت نظرية النسبية وفيزياء الكم مفهومنا عن قوانين الكون والحياة بما أثبت وجود ما أقسم الله تعالى به من ما يبصره وما لا يبصره الإنسان من قوى متفاعلة ليس هناك حاجز في تفاعلاتها بين ما هو مادي وما هو غير مادي، فالمادة في مستواها الأساسي ما دون الذري عبارة عن طاقة متذبذبة وليست شيئا جامدا، ففي فيزياء الكم مجرد وعي وملاحظة الإنسان للظاهرة موضع الرصد يؤدي لتغيرها بما يوافق نيته، فإن كانت نيته رصد الطاقة فهو سيرى طاقة، وإن كانت رصد المادة فهو سيرى مادة، فحسب النظرية النسبية المادة والطاقة وجهان لعملة واحدة، وبالإضافة لهذه النظريات العظيمة تراكم تراث رائع من الأبحاث والدراسات العلمية التي قام بها علماء من أرقى جامعات العالم حول القدرات فوق الحسية والخواص غير العادية لنسيج المكان والزمان، وهناك أقسام متخصصة لأبحاث الوعي والقدرات الفوق حسية والظواهر غير العادية مثل “مختبر جامعة برينستون لهندسة الظواهر غير العادية” “PEAR” التابع لجامعة برينستون الأمريكية العريقة، وخلاصة مئات الدراسات أن الظواهر غير المحكومة بالبعد المادي المحض كأثر الدعاء والعين والنية والرقية كلها صحيحة ولها أثر قابل للرصد وآلية يمكن توصيفها علميا، لكن للأسف واقعنا الإسلامي غائب تماما عن هذا التطور، ولهذا تسود لدينا معتقدات تجانب العلم وتنغمس في التصورات الخاطئة باسم الشرع مما يسيء للإسلام، بينما اعتمدت الكنيسة الكاثوليكية منذ عصر النهضة المنهجية العلمية للتحقيق في الحوادث غير العادية فأنشئت هيئة
The Sacred Congregation for the Causes of Saints”” وهي هيئة علمية دينية تضم علماء وخبراء من كل التخصصات بالإضافة لرجال الدين ووظيفتها التحقيق في الخوارق المنسوبة للشخصيات الدينية، كاستخراج الشياطين من الناس والشفاء غير العادي بعد دعاء أو رقية، وفي الإسلام لدينا القصة الشهيرة للمرأة التي كان عمر يرقيها فلما توفي جاءت لعثمان فقال: الفاتحة موجودة “لكن أين يد عمر”. فهناك أشخاص وهبهم الله قدرات خاصة، لكن بسبب غياب التأصيل العلمي صار هذا المجال مرتعا للممارسات الخاطئة، لذلك اقترح إنشاء هيئة علمية إسلامية متخصصة في دراسة المزاعم المتعلقة بهذا المجال وإذا كان هناك أشخاص لديهم موهبة عمر، فلتتم إجازتهم في إطار مقنن لمساعدة الناس، فهناك ظواهر علمية وأمراض جسدية ونفس جسدية “سيكوسوماتيك” تدخل في إطار الغرائب بالنسبة لعامة الناس وقد ينسبونها لغير مسبباتها الحقيقية، فتأثير المجالات الكهرومغناطيسية وبعض الموجات الصوتية والصرع الصدغي والأرق والأورام والحرمان الحسي والأمراض العقلية كالانفصام تجعل الشخص يرى ويسمع هلوسات عن جن وملائكة وأرواح-أبحاث البروفيسور.مايكل بريسنجر-والأصل أن تكون غايتنا التوصل للحقيقة.
bushra.sbe@gmail.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 111 مسافة ثم الرسالة
هيئة للتحقيق في الكرامات والظواهر غير العادية
28 يونيو 2008 - 20:29
|
آخر تحديث 28 يونيو 2008 - 20:29
تابع قناة عكاظ على الواتساب