تعود المخرجة رشا شربتجي إلى الساحة من جديد في مسلسل «يوم ممطر آخر» سيناريو وحوار الكاتبة يم مشهدي، الذي بدأ عرضه مؤخرا. «يوم ممطر آخر» دراما اجتماعية بقالب معاصر، تحمل العديد من الأفكار غير المسبوقة والجديدة في الطرح، وهو يتألف من 30 حلقة تعالج عددا من القضايا الاجتماعية والإنسانية المؤثرة بإسلوب جريء، يلامس مشاعر الأسرة الواحدة. حيث يتطرَّق للعلاقات بين الأزواج والأخوة والأصدقاء والأحبة وبين الآباء والأبناء، من خلال الأحاسيس الحميمة للناس العاديين، وملامسة الحياة اليومية في المدينة لمجموعة من الأفراد، تبتلعهم أحلامهم الصغيرة التي باتت تقارب المستحيل. ويتناول العمل تراجع الواقع الاقتصادي للطبقة الوسطى، ليسرد الواقع المعاش من خلال عائلتي؛ كامل وأولاده الخمسة (عمار، سلافة، بديعة، هيلين، خزامى) وعائلة جوري وابنتاها (مها ورحاب). حيث تتداخل مصائر أفراد العائلتين عن طريق الصدفة بعد وفاة زوج جوري، وتبدأ علاقة شفَّافة بالنمو بينهما. علاقة تلمح إلى توقهما لوجود كل منهما في حياة الآخر. عن خوفهما من الوحدة والعزلة التي ينشدانها في كثير من الأحيان، فإلى أين ستصل تلك العلاقة في ظلِّ واقعنا الاجتماعي؟ وعن الجديد في «يوم ممطر آخر»، أوضحت المخرجة رشا شربتجي قائلة : «إنه عمل درامي مختلف من الحياة اليومية، وتشكل الأدوار نسيج العمل المتعلق ببناء الشخصية، وسيكون عبارة عن مجموعة من القصص في سياق درامي متصل، لمجموعة من العلاقات المتناقضة أحياناً، والمتفقة أحياناً أخرى يتطرق العمل للعديد من المشكلات المهمة في المجتمع العربي عبر مجموعة قصص منفصلة ومتصلة في الوقت ذاته، لعدد من الأشخاص.العمل لا يعتمد على الأحداث المفبركة أو الفجائية، بل يرتكز على الوقع الهادئ للحياة اليومية بطريقة سردية، تتشابك في العمل الخطوط الدرامية الاجتماعية مع الخطوط السياسية، فالمسلسل يحمل بعض الإسقاطات السياسية بشكل غير مباشر يناسب حبكة العمل، وفي الوقت ذاته لا يخرجه عن مضمونه الاجتماعي». أما عن الرؤية الإخراجية التي أرادت طرحها عبر المسلسل، فأجابت : «إنها تجربة جادة لمعرفة رأي المشاهد العربي في التعامل مع هذا النوع من الدراما، الذي لا يتجاوز فيه عدد مشاهد الفنان أكثر من ثمانين مشهداً، ومدى قدرة المشاهد في الاندماج مع مشكلات وعلاقات، وتفاصيل هؤلاء الممثلين جميعاً، وسيكون بمشاركة واسعة لعدد كبير من نجوم الدراما السورية، حيث لكل شخصية خطها الدرامي، وإشكالاتها التي تتشابك مع الخطوط الأخرى. وهذا الاختلاف في العمل من ناحية تعدد شخوصه، سيكون مفاجأة للمشاهد وتجربة جديدة في الطرح. وسيقدم نمطاً جديداً في الدراما السورية».
وتجسد الفنانة (سلافة معمار) شخصية (مها) وعن هذا الدور حدثتنا قائلة: «أقدم شخصية (مها) ابنة عائلة متوسطة الدخل، وهي بعد وفاة والدها بحادث سيارة، تجد نفسها وحيدة بجانب والدتها المريضة المصابة بمرض عضال، لتتشابك الأحداث ويدخل على هذه التركيبة الاجتماعية المعقدة التي تعيشها قصة حب تجمعها مع شاب من غير دينها، تدخلها في صراع مع والدتها الرافضة لهذه العلاقة المرفوضة أصلا من المجتمع. ويجسد الفنان سعد مينا شخصية بسيطة، وفي الوقت ذاته تنطوي على الكثير من الخلفيات والأبعاد، حيث يؤدي دور شاب يعيش حياة متناقضة داخل بيته الذي يعيش فيه صراع دائم بين ثلاثة أجيال نسائية مختلفة، وهن زوجته ووالدته وأخته. ويتحدث الفنان غزوان الصفدي عن دوره قائلاً: «أجسد شخصية شاب محب لرفاقه ملتزم وابن بيئة محافظة. ورغم زواجه القائم على قصة حب مع زميلته في الجامعة، نجد الحياة وقد ابتلعته وأدخلته في دوامة الروتين الذي لا يرحم، خاصة مع ازدياد مسؤولياته بوجود الأطفال، ورغم كل الضغوط يبقى محافظا على تفاؤله وقدرته على مواجهة صعوبات الحياة بدبلوماسية عالية وبروح طيبة ومتسامحة». أما الفنانة قمر خلف فتؤدي دور الزوجة الشابة التي تسيطر عليها هواجس خوفها من تقدمها في العمر لنراها تعيش صراعاً مع الزمن.
يذكر أن شربتجي انطلقت من جديد نحو مصر، لتبدأ تصوير أحداث مسلسلها الجديد «شرف فتح الباب» وهو من تأليف الكاتب المصري المعروف محمد جلال عبد القوي وبطولة يحيى الفخراني. وكشفت رشا بأنها قد أختارت هذا العمل من بين ستة أعمال كانت قد عرضت عليها في مصر، لقناعتها بالنص ولوجود النجم الأكثر شعبية في مصر يحيى الفخراني إلى جانبها في العمل.
تلعب سلاف فواخرجي دور البطولة في المسلسل ويشاركها كل من: قصي خولي، وسلاف معمار، وخالد تاجا، وسلمى المصري، وعبد الهادي الصباغ وغزوان الصفدي، وسعد مينا، ووائل رمضان، وسمر سامي، ومكسيم خليل، ولورا أبو أسعد، وصفاء سلطان، وقمر خلف، وجيهان عبد العظيم، ونبيلة النابلسي.