بعض الفتيات يعانين من رفض طلباتهن للعمل بالقطاع الخاص لا لأي سبب آخر سوى انهن منقبات فكثيرات من المتقدمات للحصول على وظائف بالقطاع الخاص يمتلكن من الشهادات والخبرة والكفاءة ما يؤهلهن للالتحاق بالعمل ولكن كون الواحدة منهن تصر على النقاب يُرفض طلبها.! استبيان «عكاظ» من خلال موقعها الالكتروني أظهر تباينا في الآراء حول كشف الوجه للوظيفة وتغطيته في مختلف مواقع العمل:
63% يعترفون بوجود المشكلة.. و78% من النساء يبدين ان هناك معاناة حقيقية لطالبات العمل من المنقبات.
قضايا حواء طرحت الموضوع للنقاش وكانت هذه أبرز الآراء:
كشف الوجه
مروان عبدالمجيد «مسؤول خدمة العملاء بأحد البنوك» يرى ان الفتاة اذا ما ارتضت لنفسها ان تعمل في مكان مفتوح فلابد ان تقبل بجواز كشف الوجه ولاتضع أي زينة بل لتكون طبيعية.
مشكلة منقّبة
نورة سعيد «حاصلة على ماجستير دراسات عليا في ادارة الاعمال» تقول: لديّ معاناة في الحصول على الوظيفة منذ تخرجي الذي كان قبل اربع سنوات فلم اجد مكانا بسبب مشكلة الوظائف وحتى القطاعات التي فتحت مجالا لتوظيف النساء لم اجد لي مكانا فيها بسبب رفضهم توظيف المنقبات وكوني منقبة تضاعفت مشكلتي في البحث عن عمل واتساءل لماذا لانجد مثل هذه التفرقة لدى القطاعات الحكومية ونجد هذه المشكلة تظهر اذا رغبت الفتاة في الالتحاق بالعمل في القطاع الخاص؟
خدمة العملاء
محمد الماجد «موظف بشؤون الموظفين بأحد المستشفيات الخاصة» يقول: من واقع تجربتي هناك رفض لتوظيف المنقبات خاصة في المستشفيات الخاصة باعتبار ان للمستشفى وجهة وطريقة خاصة في خدمة العملاء من خلال التفاعل والتواصل حيث يرون ان النقاب يخفيها.
ثريا مبارك «ممرضة في القطاع الصحي» تقول: نحن كممرضات في قطاع حكومي لانجد صعوبة في عملنا كوننا منقبات لان القطاع الحكومي لايشترط رفع النقاب بخلاف القطاع الخاص وفعلا رفضنا العمل في مستشفيات خاصة بسبب هذه المشكلة لذلك تجد ان الممرضات يتكدسن في المستشفيات الحكومية أكثر من الخاصة التي تعتمد على الممرضات الاجنبيات او من دول عربية.
منى سلمان «مسؤولة علاقات عامة في احدى الشركات» تقول هناك توجه لعدم توظيف المنقبات ولكن لايوجد رفض علني او قرار بذلك لكن يفضل في بعض المهن التي تتطلب نوعا من التفاعل الا توظف عليها منقبة لانه في اعتقادهم ان المنقبات لا يمكن للجمهور ان يتعامل معهن.
مسألة أمنية
خالد محمد ناصر «رجل أعمال» يقول: لاصحاب العمل الحرية في قبول او رفض التوظيف حتى وان كان السبب هو النقاب وايضا لطالبات العمل الحرية في التزامهن بنقابهن اذ لا يمكن ان نفرض أي شروط على القطاع الخاص لكن بمناقشة الموضوع يمكن ان يؤدي الى افساح المجال لهن للدخول في العمل.. ايضا لابد ان نحترم رغبة المرأة في العمل أيا كانت وبالتالي فلابد ان نحترم هذه الرغبة ونحترم عادات وتقاليد المجتمع كون مسألة النقاب وكشف الوجه مسألة خلافية ولابد الا ننسى ان الامور الأمنية مؤخرا تتطلب معرفة الشخص الذي تتعامل معه بغض النظر عنه امرأة أو رجل والنقاب يمكن ان يرفض في اماكن لانه يمكن ان يستغل امنيا وهذه نقطة لابد ان نسلط عليها الضوء بشكل اقوى.
د. محمد آل زلفة يعلق على القضية بقوله: ان قضية عمل المرأة تشكل اشكالية كبيرة ولفترة طويلة ما بين محافظين لديهم موقف من عمل المرأة نهائيا وان عملها ماهو الا نوع من الرفاهية في حين انه اصبح في هذا الزمن من الضروريات فالواقع الذي نعيشه الآن واقع مختلف عن الواقع الذي كنا نعيشه في الماضي وصار الاختلاف الآن في موضوع عمل المرأة في الأماكن العامة كالمستشفيات والبنوك والشركات والفنادق .. فهل هذا يعتبر اختلاطا وهل هذه من الاعمال المسموح بها والآن اصبحت المرأة تعمل في هذه الاماكن فاصبحت قضية اختلاف العلماء حول مفهوم الاختلاط.. هل وجودها في السوق والطائرة والفنادق اختلاط لكون عملها اصبح من ضرورات الحياة.. ونأتي الآن لمفهوم الحجاب الشرعي فهو محل اختلاف بين العلماء فمعظم الفقهاء لا يرون في غطاء الوجه مشكلة وانها قضية خلافية ولكننا تعودنا على غطاء الوجه والنقاب واعطي الصفة الشرعية في المملكة وانه لابد ان يكون هناك غطاء للوجه لانه اصبح عادة رسمية وملزمة لذلك فالطالبات يذهبن للمدرسة بغطاء الوجه والمعلمات وغيرهن ولهذا فانا لا اتصور ان تحرم المرأة المنقبة من فرصة الحصول على عمل لمجرد كونها منقبة لانها قضية اختيارية ولكننا نتمنى من علمائنا وفقهائنا ان يبينوا للناس والنساء انه ليس فيه الزام شرعي فلا احد يكره امرأة محجبة لكونها غير منقبة ولا يجبرها احد على تغطية الوجه والعكس لا احد يرفض امرأة لكونها منقبة ويرفضها في العمل ومن الصعوبة ان يجبرها احد على ان تزيل نقابها للحصول على عمل وانا اتمنى ان لايؤخذ موقف اقصائي لأي انسان اختار لنفسه متى ما التزم بالاساسيات المنصوص عليها في أداء الوظيفة بمؤسسة ما فهذه المنقبة ترى ان نقابها لابد منه وايضا لا تأتي منقبة في مكان لخدمة العملاء وتقوم برفض العمل لكونها ستتعامل مع الناس وجها لوجه هنا ستصبح مشكلة وفيما يتعلق بالعمل انا اتعاطف مع المرأة المنقبة حينما تذهب للعمل في الظروف المناخية الصعبة في ظل وجود النقاب والتعامل مع الآخرين فلو فرضنا وجود طبيبة ترغب في التعامل مع المرضى كيف لها ان تتواصل مع المريض في وجود نقاب لا يعكس تواصلها مع المريض وطمأنته وهذا التواصل لا يأتي الا حينما يرى الآخر هذه الانعكاسات في ملامح الوجه. ولهذا لا يجب ان تقصى المرأة كونها فقط منقبة والمسؤولية الكبرى تقع على علمائنا ان يبيّنوا للناس هذه الجزئية وللمرأة بالاخص ان هذا الموضوع ليس ملزما وتستطيع ان تستفيد من الاختلاف بين العلماء.
موضوع خلاف
ومن جهتها تعلق د.فوزية القثامي «دكتوراه في الشريعة وأصول الفقه» بقولها: ان دولتنا تنتهج المنهج الاسلامي ومن مقتضى الوطنية الالتزام بهذا المنهج وتطبيق شرع الله في حياتنا والاولى على اصحاب وارباب الاعمال ان يشترطوا فرض الحجاب الاسلامي لا ان يعقدوا طالبات العمل بطلبهم لكشف الوجه ورفض فئة ارتضت لنفسها ان تتمسك بحجابها, واضيف: نحن في بلد يشترط على غير المسلمات المقيمات في البلد ان يتخذن الحجاب حتى ولو كان زينة واطالب الاخوات العاملات او الباحثات عن وظيفة ان يتوكلن على الله ومن ترك شيئا لله عوضه الله بخير منه وعملية ان ترفض العمل لاشتراطات اصحاب العمل امر لا علاقة له بالانتاج وانما بالحجاب فهذا عمل لا خيار لها فيه مشيرة الى انه لابد ان ندرك معنى الحجاب الشرعي والمتضمن تغطية الشعر وكامل الجسم تماما ويفضل ان يكون باللون الاسود والا يكون في هذا الحجاب زينة كي يحمي المرأة ممن في قلبه مرض كما ان النقاب اذا جاء بزينة واظهر جمال العين ايضا يعتبر غير جائز وبعض العلماء حرمه اذا اظهر جمال العيون وفتنتها خاصة ان الجمال العربي يتركز في العيون.. مطالبة اصحاب الاعمال بأن يلزموا الحجاب الشرعي والدولة سعت لفرض ذلك من خلال منع الاختلاط وانشاء مكاتب خاصة للنساء في أي قطاع تعمل به نساء ورجال لذلك لابد ان يكون لمكتب العمل دور ايضا في حل مثل هذه الاشكاليات في التوظيف.
وعن غطاء الوجه واختلاف العلماء في هذه المسألة بينت د.القثامي ان مسألة غطاء الوجه موضوع خلاف بين الفقهاء فبعضهم اجاز كشف الوجه دون زينة واستدلوا بذلك ان السيدة عائشة رضي الله عنها كشفت وجهها في الحج.. كما كان للحنابلة رأي في تغطية الوجه مستدلين بنفس دليل عائشة ان كشف الوجه غير جائز لان السيدة عائشة كشفت وجها في الحج فقط وهذا جعل المسألة خلافية لكن العلماء ايضا رأوا ان موطن معرفة جمال المرأة وعمرها هو وجهها وبالتالي لم يجيزوا كشفه كما ان للنقاب شروطا حيث ينبغي ان يكون بدون زينة ولا يظهر العين كاملة والجبهة وعلى المرأة ان رغبت في الخروج والارتضاء بالعمل ان تبحث عن مرضاة ربها والتمسك بدينها ايضا.
حرية شخصية
الكاتبة والاديبة زكية العوضي تقول: من المستغرب ان تظهر في مجتمعنا هذه القضية والغرابة فيها اننا كنا نسمع عن معاناة المنقبات وحرمانهن من فرص العمل في مجتمعات غير اسلامية ولكننا نفتح افواهنا دهشة ونحتار ماذا نقول ونحن نجد ان هذه المعاناة تعاني منها الفتيات في بلادنا وهي مهبط الوحي.
واذا سلمنا جدلا ان مسألة كشف الوجه فيه اختلاف لدى العلماء وان هذا الاختلاف هو ما يستند عليه اصحاب العمل الذين يشترطون كشف الوجه ويتذرعون بعدم وجوبية تغطية الوجه شرعا فاننا نذكرهم بأنه لابد من احترام الحقوق الشخصية باعتبار ان الحجاب ومنه النقاب هو حرية شخصية محضة ليس من حق صاحب العمل ان يرفض لبسه او رفض تعيين المنقبة أياً كانت الحجة التي يستند اليها لاننا نعتبر ان لبس النقاب هو من صميم الحرية الشخصية ويقع ضمن اطار الحقوق الانسانية التي يجب ان تتمتع بها المرأة في أي مكان بصفة عامة وفي بلادنا بصفة خاصة ومن هذا المنطلق يجب ان يتدخل مكتب العمل ويحفظ للمرأة هذا الحق الشخصي و«الديني أولا وآخراً» وهو لا يقل اهمية عن الحقوق المالية والوظيفية التي يحرص مكتب العمل على حمايتها.
اعتقاد خاطئ
واذا كان هناك بعض اصحاب الاعمال الذين يرفضون توظيف المنقبات بغرض مصلحة العمل من الناحية التجارية كما يتراءى له وحسب اعتقاده ان ذلك يصب في مصلحة المؤسسة او الشـــركة فهـــذا اعتقاد خاطئ لانه بهذه الشـــروط يخسر الكثير من الموظفات ذوات الخبرة والكفاءة نظرا لاعتماده على شروط مظهرية وشكلية فقط.
ومن الطريف في القضية ان صاحب العمل قد يغفل عن جانب مهم يؤثر في نفور العملاء وعزوفهم عن التعامل مع المؤسسة سواء كانت مستـــشفى او شركة في أي مجال من مجالات خدمة العملاء ففي الوقت الذي يظن صاحب العمل ان تبرج الموظــفـــات في الصفوف الأمامية للمنشـــأة عنصر جذب للعملاء فقد يكون لذلك التبرج ردة فعل عكــســيـة ونفـــور للعملاء خاصة السيدات بدافع الغيرة على ازواجهن فمعظمهن قد لا يكررن التعامل مع تلك المؤسسة وقد تكون للمرأة السلطة لتمنع الرجل ايضا من التردد عليها.
لمتطلبات الوظيفة وطبيعة العمل وجوانب أمنية أخرى
النقاب بين الرفض والقبول في القطاع الخاص
24 أبريل 2008 - 22:05
|
آخر تحديث 24 أبريل 2008 - 22:05
النقاب بين الرفض والقبول في القطاع الخاص
تابع قناة عكاظ على الواتساب
ابتهاج منياوي - جدة