إحسان طيب
إحسان طيب
-A +A
إحسان صالح طيب*
رحل عنا طيب الذكر الأستاذ الدكتور عدنان البار بعد معاناة طويلة مع الألم، ويغيب الدكتور البار رحمه الله عنا جسدا ولا يغيب أثرا نافعا بعد أن وضع بصماته في العمل الإنساني الخيري التطوعي في مجال الصحة وجمعتني به معرفة وصداقة وصحبة عمل عندما كان مديرا عاما للشؤون الصحية، وكنت وقت ذلك مديرا عاما للشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة، وزاملته مجاورا له في مجلس الشورى.

تميز حبيبنا الخلوق الدكتور البار بحبه للخير وسعيه لإيجاد منظومة صحية تتكامل فيها جهود العمل التطوعي الخيري الأهلي مع الجهد الحكومي للرقي بمستوى الخدمات الصحية في المنطقة، وسعى وقتها مع مجموعة من الفضلاء من أساتذة الطب بجامعة الملك عبدالعزيز وبالأخص في مجال طب الأسرة وخدمة المجتمع إلى أن ينشئوا جمعية زمزم للخدمات الصحية والإنسانية، وكانت من أوائل الجمعيات المتخصصة بالمنطقة واستطاع بتوفيق الله له وبجهود المخلصين من أبناء هذا البلد المبارك بدعم من القيادة الراشدة في الوقاية وتقديم العلاج للمحتاجين من الأسر الفقيرة، وانتشرت زمزم بفروعها لتشمل معظم منطقة مكة المكرمة، وتتألق في عملية الاستدامة بفضل التخطيط الواعي والتنظيم الدقيق لعملية التوسعات التي تمت فيها وبما يملكه الراحل من علم وفكر تخطيطي وتنظيمي، استطاع أن يوجد لها أماكن وأوقافا ثابتة في مكة المكرمة وعندما وضع أسس الاستدامة ببناء برج على الخط الدائري الثالث، وأيضا بنى بعض الاستثمارات الخاصة باستمرارية الموارد، وسعى بشكل مدروس إلى تواجد الجمعية بأدواتها ورجالها في الأسواق العامة والمولات الكبرى لتسهم في التعريف بخدمات هذه الجمعية ودورها الإنساني في خدمة المجتمع وذلك من خلال تيسير الحملات الطبية لمعالجة المحتاجين في القرى والأرياف. رحم الله الفقيد عدنان البار، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان وما تركه البار من أعمال خيّرة ومشروعات حققت النفع والفائدة والاستمرارية للمجتمع، كما لا أنسى دوره في إنشاء المركز الدولي للأبحاث والدراسات (مداد) الذي أثرى العمل الخيري بنتائجه التي كان لها أجمل وأطيب الأثر، في تطوير وتنمية هذا العمل. رحم الله أخي عدنان وجعل الجنة مثواه وكتب له أجر كل من استفاد من زمزم ومداد. اللهم نور قلبه واغفر ذنبه واعلِ درجته واجعله في شفاعة وصحبة الحبيب صلى الله عليه وسلم، واجبر أهله في فقيدهم الغالي.


* أمين عام هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية سابقاً