-A +A
«عكاظ» (تيرانا) okaz_policy@
افتتح أمس (السبت) مؤتمر حول المعارضة الإيرانية في ألبانيا، تحت شعار «نستعيد إيران» ويعتبر المؤتمر السنوي من أهم التجمعات السنوية للمقاومة الإيرانية، التي اتخذت هذه السنة وجهة ألبانية، حيث يوجد أكبر مركز للمعارضين وهو «أشرف 3» الذي يضم المعارضين الذين رحلوا إلى ألبانيا تحت غطاء أممي.

وقد اختارت المعارضة الإيرانية هذا المخيم لعقد مؤتمرها السنوي بالعاصمة الألبانية تيرانا، «أشرف 3» وهي مدينة صغيرة بناها «مجاهدو خلق» خلال عام ونصف عام في ألبانيا.


وخلال اليوم الأول أقيم معرض كبير لعرض تاريخ إيران خلال أربعة عقود عرض من خلاله لما جرى خلال سنوات حكم الملالي بشكل مكتوب ومرئي من القمع والإرهاب والحروب وفي المقابل ما فعله الشعب الإيراني ضد النظام ومختلف أوجه المقاومة.

وقد افتتح المؤتمر رئيسة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، بكلمة ذكرت فيها بمجهودات أعضاء مجاهدي خلق الذين حولوا قطعة أرض نقلوا لها قبل 20 شهرا، إلى مركز كبير يضم كل المنشآت والضروريات للحياة،

وارتكزت كلمة رجوي على التذكير بحقائق تاريخية وكذلك ببعض الواقائع التي أكدت أن النظام الإيراني هو سرطان يجب استئصاله للخلاص من شروره في العالم وفي المنطقة، مشيرة إلى تصريحات خامنئي في 29 مايو الماضي، عندما أشار ضمنيا إلى أن العمليات الإرهابية في الفجيرة والمملكة العربية السعودية والعراق من تنظيم إيراني، معتبرة أن تهديد خامنئي بزيادة تخزين اليورانيوم والتخصيب هو نوع من الارهاب الملالي.

يأتي انعقاد مؤتمر المعارضة بتيرانا في ظروف دولية متذبذبة، خاصة بعد إخلال النظام الإيراني بالاتفاق النووي وفرض عقوبات جديدة على النظام من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والمجتمع الدولي الذي بارك الخطوة بنوع من التحفظ من قبل فرنسا الراعي الرسمي للاتفاق.

وتحاول فرنسا، التي تسعى لتقديم مقاربة تخدم الاتفاق النووي المبرم على أرضها في 2015، إنقاذ بعض بنود الاتفاق بالتقرب من نظام الملالي، الأمر الذي دفع بالمعارضة الإيرانية لتكثيف نشاطها ومظاهراتها في أوروبا من أجل تحريك الرأي العام الأوروبي لخطورة النظام الإيراني المصدر للإرهاب في المنطقة وإلى العالم.

ورغم ما يبديه النظام من تعنت إلا أن بعض الدول الأوروبية لم تتراجع عن مقاربتها حيال هذا النظام، وما زالت تعول على إمكانية الانخراط في تفاهمات مع إيران، وتغاضت أوروبا بشكل خاص عن التجاوزات والانتهاكات الخطيرة التي يرتكبها النظام الإيراني في المنطقة وفي الداخل الإيراني، كما غضت الطرف عن عدة ملفات خطيرة أخرى.

ورغم كل الإنجازات التي حققتها المعارضة الإيرانية بالخارج، ورغم الخروج الأمريكي من الاتفاق النووي، إلا أن بعض الدول الأوروبية لم تغير سياساتها تجاه إيران، وتحولت إلى جبهة تبحث عن مقاربات مهادنة مع النظام الإيراني، رغم محاولات المعارضة والمنظمات القومية نشر الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان التي يرتكبها النظام الإيراني داخليا في حق شعبه وارتفاع حالات الاعتقال والتعذيب واستمرار سياسات التمييز الطائفي والعرقي، والتدخل الخارجي من خلال الدور التخريبي الذي تقوم به طهران على الصعيد الإقليمي، بشكل أدى إلى زعزعة الاستقرار وتفاقم الأزمات، لتوجه بذلك انتقادات للدول الأوروبية لغض نظرها عن الممارسات الخطيرة للنظام الإيراني.

وترى المعارضة الإيرانية أن معقلها الجديد بألبانيا تحول إلى قطب محوري للمعارضة الإيرانية في الخارج، وبمثابة رسالة إلى العالم بأن تغيير«الملالي» سيكون من «أشرف 3».