-A +A
خالد السليمان
بداية أرجو أن يكون جمال خاشقجي بخير أينما كان، فرغم مرارة مواقفه المعادية لوطنه في وقت حرج تكالبت فيه الخصوم على بلاده إلا أنني أرجو ألا يكون أصابه أي مكروه في تركيا، وأن تضطلع السلطات التركية بمسؤوليتها في ضمان أمنه وسلامته وجميع المقيمين على أراضيها!

الملاحظ في قضية اختفاء جمال خاشقجي هو أن جميع المغردين والإعلاميين المحسوبين على تيار الإخوان المسلمين وقطر ودكاكين الشعارات من «القومجية» و«المقاومجية» يتكلمون بلسان واحد، وكأن مصدر صياغة المعلومات والتعليقات واحد، فمنذ اللحظات الأولى لإعلان من وصفت بأنها خطيبته أنه دخل القنصلية، بدأت فصول مسرحية متسلسلة يلعب أدوارها هؤلاء المغردون والإعلاميون بانسجام تام يدل على تدريب دقيق على أداء هذه الأدوار على خشبة مسرح أعد بعناية للعرض أمام العالم، بل إن بعض الممثلين و«الكومبارس» اختاروا أن يقوموا بأدوارهم من على مقاعد الجمهور كما فعلت الواشنطن بوست بمساحتها الخالية التي يبدو لي أنها لم تكن سوى مساحة إعلانية مدفوعة الثمن من نفس منتج المسرحية!


تصاعد الأداء الدرامي لأدوار المسرحية من ادعاء دخول القنصلية ثم الاحتجاز ثم الاختفاء ثم النقل إلى السعودية وصل إلى ذروته في ترديد جميع الممثلين لنص واحد بمنح خاشقجي صفة الشهيد وكأن موته بات يقينا، والهدف هو تكريس فكرة أن خاشقجي قد قتل لتصعيد مستوى الضغط على الحكومة السعودية أمام الرأي العام الدولي، لكن الجمهور الواعي لم يكن يشاهد في الحقيقة سوى مسرحية عنوانها: كاد المريب أن يقول خذوني!

جميع سيناريوهات المسرحية تنتهي إلى الإساءة لتركيا، وسهولة اختراق أمنها ومعابر حدودها، وحتى يسدل الستار على نهايتها، فإننا سنستمر في مشاهدة فصول إحدى أكثر المسرحيات التي أنتجها «ثلاثي أضواء المسرح» الجديد: الإخونجية والقومجية والمقاومجية، رداءة في إخراجها وأداء ممثليها!