الصائغ بعد خضوعه للعملية. (عكاظ)
الصائغ بعد خضوعه للعملية. (عكاظ)
-A +A
محمد المويلحي (ضباء) Moelhi1357@
لم يعرف محمد إسماعيل عاشور الصائغ، المتبرع له بكليته، إلا بعد خروجه من غرفة العمليات، حاملا في جسده كلية تنبض بالحياة، وما ضاعف من دهشته وذهوله هو أن المتبرع لم يكن سوى ابنته ولاء التي لم يتجاوز عمرها 23 عاما.

روت ولاء لـ«عكاظ» قصة تبرعها لوالدها بكليتها بعد عملية ناجحة في مستشفى القوات المسلحة بمدينة تبوك، موضحة أنها عايشت معاناة والدها على مدى ثلاث سنوات بعدما فشلت كليتاه، وبات يتردد بكثرة على المستشفيات، وضرورة خضوعه للغسل الكلوي أو زراعة كلية، بعد دخول حالته مرحلة حرجة تستدعي الغسل ثلاثة أيام من كل أسبوع.


وأشارت إلى أن خوفها على والدها وهو يودعهم كلما حان موعد الغسل والدموع تنهمر من عينيه، دفعها للتسلل إلى غرفة نومه باحثة عن التقارير الطبية لحالته وبعد أن عثرت عليها، احتفظت بها سرا، مبينة أنها توجهت مع إخوتها لإجراء تحاليل لكشف تطابق أنسجتهم مع والدهم.

وقالت: «وجاء الاختيار عليّ لتطابق الجينات والأوضاع الطبية وبعدها تحدثت مع والدي وأخبرته أن معاناتك مع الغسل الكلوي ستنتهي خلال أسبوع، بعد أن تلقيت ضوءا أخضر من المستشفى وحدد لنا موعد نقل كليتي وزراعتها في جسد والدي»، مشيرة إلى أنهم توجهوا من ضباء إلى تبوك بيوم واحد أخبرت والدها بأن هنالك فاعل خير رفض ذكر اسمه يريد أن يتبرع لك بكلية واحدة.

وأضافت: «طلبت منه أن نرافقه في الرحلة للاطمئنان عليه، ودخل والدي غرفة العمليات، وبعد أن فاق من آثار التخدير التفت يميناً ووجدني بنفس هيئته ولبسه، وفوجئ بوجودي معه، فقلت له هذا أقل واجب أقدمه لك بعدما قدمت لنا كل ما تملك وبنيت لنا منزلا نتباهى به بين أهالينا وعلمتنا فخراً جاء الوقت لأرد لك أنا وأخوتي جزءاً من الجميل»، ملمحة إلى أن الدموع انهمرت من عيني والدها ودعا الله لها، ما أثلج صدرها وأزال آلام العملية.