-A +A
أسماء بوزيان (باريس)
عندما يصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاتفاق النووي، بأنه غير كاف بالنظر إلى ما تقوم به إيران في المنطقة، فذلك يعني أن هناك تقاربا أمريكيا فرنسيا لتقويض السياسة النووية لطهران ومواجهة تهديداتها بالهيمنة وبسط نفوذها في الشرق الأوسط.

ماكرون الذي سبق أن انتقد نظيره الأمريكي دونالد ترمب حين طالب بإعادة النظر في الاتفاق النووي، عدل موقفه واقترب من الموقف الأمريكي عندما أكد أن هذا الاتفاق ليس كافيا بالنظر إلى التجاوزات المتزايدة التى تمارسها إيران فى المنطقة.


ويبدو أن إيران أدركت أنها فقدت الحليف الفرنسي الذي تحول إلى جبهة المناوئين لممارساتها وتدخلاتها، وقد قض التحرك الفرنسي ضد طهران وشغبها مضجع نظام الملالي، الذي أوعز إلى روحانى ليتوسل الرئيس الفرنسي عبر اتصال هاتفي أمس (الثلاثاء)، في محاولة لإقناعه بأن إيران لا تسعى للسيطرة على الشرق الأوسط «محاولا تبرير وجوده في سورية والعراق، بزعم أن نظامي البلدين استعانا بإيران لمكافحة الإرهاب».

وهو عذر أقبح من ذنب، وحيلة قد تنطلي على نفر من المجتمع الدولي، لكنها لن تنطلي على الدول التي وقفت على حقيقة إيران ومنها فرنسا، التي أصبحت تعي أن الفوضى والحروب في المنطقة نتيجة تدخلات إيران وميليشياتها الإرهابية.

وقد أدرك ماكرون، ولو بعد حين، أن إيران لن تتنازل عن إستراتيجية الهيمنة والتوسع والإرهاب في المنظقة، وهو ما دفعه إلى القول إن «إيران لا يؤتمن لها وأنها تلعب في الوقت بدل الضائع لاسترجاع خيوط الإستراتيجية التي تهدف بها لفرض هيمنتها بالمنطقة»، مؤكدا أن لا شيء سيقف أمام تجسيد أمن واستقرار الشرق الأوسط، وأن المجتمع الدولي لن يتوانى في اتخاذ عقوبات إضافية ضد طهران وحزب الله.

وقد تناسى روحاني وهو يقول إنه ليس من حق المرتزقة الجدد في السياسة الدولية أن يختطفوا ممتلكات المجتمع الدولي، أن يطبق ذلك على نفسه وعلى نظامه الذي يختطف أمن السوريين واليمنيين والليبيين والعراقيين، وغيرهم ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وفي هذا السياق، طالبت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أنييس روماتى أمس، «حزب الله» بالتخلى عن السلاح، والتعامل كحزب سياسى يحترم سيادة لبنان بشكل كامل، وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولى.

وأضافت فى رد على سؤال حول موقف باريس من طلب واشنطن من حلفائها التصدى لأنشطة «حزب الله» المزعزعة للاستقرار، بقولها: نعتبر استقرار لبنان أمرا يتطلب أن يبقى بمنأى عن توترات المنطقة، ونرى انخراط حزب الله فى حرب سورية أمرا خطيرا، ونذكّر بأولوية ضمان الأمن على طول الخط الأزرق عند الحدود بين لبنان وإسرائيل.