أسر سورية فارة من شرق حلب. (أ.ف.ب)
أسر سورية فارة من شرق حلب. (أ.ف.ب)
-A +A
«عكاظ» (بغداد)
كيف سيتعامل الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب مع الملف السوري، وتحديدا مع ما يجري في حلب؟ لا أحد يمكنه تقديم إجابة دقيقة على هذا السؤال. فالقراءات لموقف ترمب من الأزمة السورية متعددة باعتبارها أزمة فيها الكثير من جيوب الإرهاب الذي يمارسه الأسد بدعم وإسناد من إيران وأذرعها في المنطقة.

ترمب نفسه لخص سياساته تجاه الملف السوري بأنه سيحارب «داعش»، ولن يولي أهمية لمحاربة الأسد، لأن الولايات المتحدة لديها مشكلات أكبر من الأسد، مضيفا أنه لدينا إيران، روسيا وكلاهما يدعمان الأسد، وهذا ليس هو السبب الرئيسي الذي سيبقيني بعيدا، لكن وجودهما بالتأكيد عامل يساهم في تعقيد الأمور.


وألقى ترمب باللائمة على أوباما، فيما وصفه بـتعزيز قوة إيران، قائلا: «لدينا إيران أصبحت قوة بسببنا، بسبب بعض من أغبى الاتفاقيات التي رأيناها على الإطلاق»، في إشارة إلى الاتفاق النووي بين طهران ومجموعة الدول (5+1).

إيران تريد إنهاء معركة الموصل قبل تسلم ترمب رسميا مهامة وهي تريد عبور الحشد الشعبي من الموصل إلى الأراضي السورية لتعزيز قوتها ونفوذها في سورية ولدعم الأسد مما يحول الأراضي السورية إلى أكثر المناطق بؤرا للإرهاب الذي وعد ترمب بالقضاء عليه.

المراقبون يرون أن ترمب لن يدخل في مواجهة مع روسيا، بل سيحاول إقناع موسكو إخراج إيران من المنطقة وخصوصا من سورية على أن تتقاسم موسكو وواشنطن مناطق النفوذ في المنطقة، بعيدا عن الوجود الإيراني وهو ما ألمح إليه ترمب أكثرمن مرة ولكن مثل هذا الأمر يتطلب إعادة خلط الأوراق وإقناع الكرملين بضرورة التخلي عن نظام الأسد لضمان المصالح الأمريكية والروسية.

ولا شك أن التفاهمات المرتقبة بين بوتين وترمب ستتضمن اتفاقا حاسما بشأن حلب التي تريدها موسكو تحت سيطرتها، لأنها أهم مواقع المصالح الروسية في سورية وخصوصا ميناءها البحري في طرطوس المنفذ الوحيد لروسيا في البحر المتوسط - وكذلك قاعدة حميميم الجوية، التي أُنشئت حديثا في الشمال الغربي، وهي القاعدة الروسية الوحيدة في الشرق الأوسط، خصوصا أن التدخل الروسي في سورية جاء بعد اتفاقية سرية مع دمشق أقرها البرلمان الروسي وهي اتفاقية مفتوحة تسمح لروسيا بتحريك البضائع والأفراد داخل وخارج سورية بدون تدخل من السلطات السورية وهي اتفاقية أعطى الأسد بموجبها حلب إلى موسكو وباتت قاعدتها العسكرية في المنطقة.