بدا واضحا بعد انتهاء دورة البرامج الرمضانية لهذا العام تفوق قناة mbc بأكثر من عمل درامي في مقدمتها «طاش ما طاش» و«بيني وبينك» و«باب الحارة» ـ الذي استعرضناه في جردة حسابنا خلال الحلقة الماضية ـ و«الملك فاروق» الذي جسده النجم السوري تيم الحسن واخرجه حاتم علي، المتواجدان حاليا في دبي للاعداد والتحضير لمسلسل بدوي عن الشيخ محمد بن راشد حيث يبدأ فريق العمل التحضير لهذا العمل الكبير بالمغرب بعد غد الخميس.«عكـاظ» التقت رئيس مجلس ادارة تلفزيون الشرق الاوسط mbc الوليد بن ابراهيم البراهيم الذي ابدى تقديره للجمهور على ذائقته السليمة مؤكدا ان القناة تسعى لان تكون مع المشاهد العربي في اختيار البرامج داخل المنطقة العربية وخارجها كما كان شعارنا «العالم بعيون عربية» اضاف: نتمنى ان نوصل رسالة عالمنا العربي بكل لغات العالم من خلال قنواتنا المختلفة، وتابع: دعني اقول انني سعيد بما حققته الاعمال الفنية التي جذبت المشاهدين، لقد حظي «الملك فاروق» بمشاهدة النخبة في عالمنا و«باب الحارة» بمختلف المشارب والمستويات.
بورصة النجوم
رغم نجومية الكبار في اعمال رمضان المنصرم الا ان الاجور والارقام لم تكن كما يطمح اليها بعضهم فبعض كبار النجوم لم يستطيعوا تحقيق ما حققه الجدد القادمون من اجور فمثلاً كان اجر النجم تيم الحسن الذي جسد دور «الملك فاروق» نحو 1،700.000 جنيه مصري مقابل نحو 3.000.000 ملايين جنيه للنجم جمال سليمان الذي قام ببطولة مسلسل «اولاد الليل» الذي لم يحظ بنسبة المشاهدة التي حظى بها الملك فاروق وهو العمل الذي عرض على شاشة ابوظبي وقام ببطولته جمال سليمان والى جانبه كل من غادة عبدالرازق واحمد راتب وكلا العملين لنجمين من سوريا الى جانب مخرجين من سوريا ايضاً الا ان تنفيذهما كان في مصر حاتم علي لـ«فاروق» ورشا ابنة المخرج الكبير هشام شربتجي لـ«اولاد الليل» وسنواصل في الجزء الثالث من هذا التحقيق الكشف عن بورصة اجور نجوم اعمال رمضان.
شهدت الدراما المصرية الرمضانية ما يمكن تسميته بعربنة الدراما عبر مشاركة الكثير من نجوم التمثيل والاخراج من سوريا ولبنان والاردن، الامر الذي اضفى نكهة متميزة على مذاق الدراما الرمضانية لهذا العام هذه النكهة استقبلها الجمهور بحفاوة بالغة باعتبار انها منحت الفرصة للجمهور المصري بخاصة للتعرف على نجوم الفن العربي ومخرجيه عن كثب، اتاحتها له فرصة المقارنة الفنية بين شتى نجوم العالم العربي وقدرات كل منهم. اما على المستوى النقدي فان النقاد اعتبروا ان هذه السنة تعد فاصلة فيما حققته الدراما العربية بعامة من ثراء كمي تمثل في عرض قرابة 80 مسلسلاً، وثراء نوعي تمثل في المنافسة الشديدة التي تبارى فيها نجوم الفن العربي من المحيط الى الخليج في اداء مختلف الشخصيات. كما اعتبروا ان وجود الفنانين العرب في الدراما المصرية قد فتح الباب واسعا لمعالجة العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعج به العالم العربي بشكل اكثر انفتاحاً مما شهدته السنوات الرمضانية الماضية.
في هذا السياق جاء كشف الحساب الدرامي ليضع مسلسل «الملك فاروق» وبطله تيم الحسن ومخرجه حاتم علي في المقدمة باعتباره اهم مسلسل رمضاني حظي بالمشاهدة والاعجاب الجماهيري والنقدي في آن واحد.
اللافت في مسلسل «الملك فاروق» أنه اعتمد أولا على سيناريو محكم وجريء للكاتبة لميس جابر، حيث قدمت من خلاله رؤية مخالفة لما استقر في أذهان المصريين عن آخر ملوكهم الذي أثيرت حوله الحكايات والمغامرات باعتباره عربيدا وسكيرا وزير نساء، وكأنها بذلك تعيد كتابة تاريخ مصر مجددا وتعيد تصحيح المفاهيم المغلوطة عن شخصية هذا الملك الذي ظلم تاريخيا.
ثانيا أداء تيم حسن بطل العمل الفني جاء مميزا الى حد أنه يبدو وكأنه قد عاش في الشخصية وتقمص الملك فاروق بدرجة كبيرة من الاقناع، ومن ثم يكون هذا الدور بالنسبة له بوابة لاقتحام عالم النجومية التي حصدها العام الماضي جمال سليمان، ولكن يبقى السؤال هل سيفلح تيم الحسن في الحفاظ على هذه البوابة أم أنه سيسقط عند أول فخ مثلما سقط هذا العام جمال سليمان في «أولاد الليل»؟ ولعل الاجابة على هذا التساؤل مرهونة بقدرة الفنان تيم الحسن على اختيار أدوراه المقبلة.
النجاح الموازي الذي حققه مخرج العمل السوري ايضا حاتم علي يضعه في مصاف كبار نجوم الاخراج في العالم العربي باعتباره المايسترو الذي قاد فريق العمل الفني بتميز شهد له الجمهور والنقاد على حد سواء، فضلا عن قدرة حاتم علي في ادارة قدرات الفنانين المصريين الذين عملوا معه وفي مقدمتهم الفنان عزت أبو عوف الذي قدم أبدع أدواره في تجسيد شخصية حسنين باشا رئيس الديوان الملكي، والفنانة وفاء عامر التي برعت في تجسيد شخصية الملكة نازلي محققة بهذا الدور نجاحا باهرا.
والعامل الرابع لنجاح هذا المسلسل يتصل بأدوات الانتاج الضخمة التي وفرتها قناة mbc وهو ما يؤهل هذه القناة في السنوات القليلة المقبلة للمنافسة بقوة في مجال الانتاج الدرامي لتتصدر الصفوف الأولى في قائمة الانتاج الضخم والمميز للدراما العربية.
ويعرض المسلسل قصة حياة الملك فاروق آخر ملوك مصر، من مولده حتى وفاته وقصة الصراع الخفي بين القوى السياسية المتواجدة في ذلك الوقت والممثلة في القصر والانجليز والوفد والاحزاب الصغيرة وقصة تأثير الملكة نازلي والدته في حياته منذ توليه العرش وحتى اكتشافه لعلاقاتها ورغبتها في الزواج.
أولاد الليل
اما نجم سوريا الكبير جمال سليمان فقد سقط سقوطا مدويا في مسلسله الرمضاني «اولاد الليل» هذا العام مقارنة ببراعته في تجسيد شخصية الصعيدي مندور ابوالدهب العام الماضي في حدائق الشيطان التي استفاد فيها من سحر اللهجة والجلباب الصعيدي وملامح الرجولة البادية على شخصية ابوالدهب والتي اعجبت الكثير من النساء في العالم العربي بمعزل عن مكامن الشر بداخله كشخصية شريرة.
بينما جاء تجسيده لشخصية البورسعيدي ركيكا متواضعا للغاية وخاليا من ادوات السحر والجاذبية حيث وقع في فخ كبير لم يكن يعمل له حسابا.
ويأتي نجم سوريا ايمن زيدان في تجربته الاولى مع الدراما المصرية مخيبة لآمال الكثيرين من عشاق الدراما العربية في مسلسله «عيون ورماد» وقد ارجع النقاد ذلك الى عوامل عديدة منها عدم توفيق ايمن زيدان في اختيار الشخصية المناسبة وسوء اختيار النص المناسب حيث اختار شخصية رجل اعمال مثل عشرات الشخصيات التي قدمتها وتقدمها الدراما المصرية كل عام، فضلا عن ترهل العمل الفني نفسه بكثرة زحام الشخصيات داخل العمل وضياع الفكرة الرئيسية للمسلسل وسط هذا الصخب.
«الملك فاروق» وضع «تيم» في المقدمة.. وسليمان وزيدان سقطا في الفخ
22 أكتوبر 2007 - 19:41
|
آخر تحديث 22 أكتوبر 2007 - 19:41
«الملك فاروق» وضع «تيم» في المقدمة.. وسليمان وزيدان سقطا في الفخ
تابع قناة عكاظ على الواتساب
علي فقندش (جدة)، هناء بنهاوي (القاهرة)