بادئ ذي بدء لنلقي نظرة متجردة عن كل النوازع والالهامات الثقافية الى معنى «التطور» بشكل عام سنلاحظ حينئذ انه معنى يندرج تحت بند المعاني الايجابية والمتفائلة في اللاوعي الانساني وقد يكون هذا التصور صائبا الى حد كبير ولكن ماذا لو شاب هذا المعنى نزر يسير من الشوائب الواقعية التي يصاب بها الممارس الاول بهذا التطور وهو «الانسان». وبشكل أقل تعقيدا استطيع ان اقول بأن التطور الانساني كان الهدف الاول منذ القدم للمجتمعات الانسانية في حين كان المصدر الاول لنشوء عدد من المنغصات التي تستهدف الفرد في اكثر الحقب الزمنية تطورا ذلك انه يعد اعني «التطور» حدثا من العيار الثقيل وان طال وقت حدوثه مما يستدعي اصطحابه لعدد من التداعيات التي تحمل قيما عكسية كعادة الاحداث العظيمة على مر العصور نحن نعلم ان المجتمع الانساني يتكون من عدة طبقات وكل طبقة تنقسم الى عدد من النماذج المختلفة وكل نموذج يقف امام ما يسمى بالفروق الفردية بين الافراد وبناء عليه تستطيع ان تفهم وتعقل بشكل مبسط ان جميع هذه التقسيمات لا يمكن ان تقف جميعها على كفة الجزء الايجابي للتطور.
لذلك اصبح من الواجب اعادة النظر في التصور الذي يسعى جاهدا في تخليد التطور وجعله الحاجة الاولية لأي مجتمع دونما النظر الى سلبيات التطور المتمثلة في عدم قدرة عدد من الاشخاص عن مواكبته نظرا لما يحتويه هذا التطور من ادوات لا يمكن للجميع اقتناؤها مما يحدث لدى هذه الفئة انعكاسات نفسية حادة تجعل منها اكثر عزلة واقل فائدة من هذا التطور.
وأخيراً التطور هو مطلب اساسي لكل العناصر البشرية كما انه في نفس الوقت حقيقي وواقعي لعدد منهم وعليك عزيزي القارئ ان تخمن ما هو التطور بالنسبة لهذه الفئة المتبقية.
تركي علي السلمي
التطور الانساني وحيثياته
19 أكتوبر 2007 - 19:50
|
آخر تحديث 19 أكتوبر 2007 - 19:50
تابع قناة عكاظ على الواتساب