في الشارع نماذج كثيرة من البشر كل يغني على ليلاه وينشد سمفونية مغايرة للآخر تحت اشعة الشمس الحارقة تجدهم وخلف البسطات يجففون عرقهم ولكنهم سعداء في دواخلهم لأنهم يأكلون لقمتهم بالحلال. ائع «الحب» الذي يجمع في محله مختلف انواع الحبوب يبتسم حالما تقدم نحوه.. فهو يدرك مقدما انك قادم لتكليفه بأن يضع ذلك «الحب» لتلك الطيور.. وفي الاصل كما يذكر «محمد تاج هندي 42 عاما» ان المحل متخصص في بيع الذرة والدخن وحتى الشعير.. لكن عندما بدأت هذه الطيور بالتجمع امام الفسحة التي تقع امام المحل وبهذه الكميات الكبيرة صار بعض أهل الخير يشتري دخنا أو ذرة ثم يطلب مني أن أضع هذه الكميات لهذه الطيور بين الحين والآخر.. صدقة منه لوجه الله تعالى. لذلك حالما تنهي هذه الطيور ما اقوم بوضعه لها فانني أكرر وضع الحب لها باستمرار..
مع الايام وجدت هذا الأمر ممتعا وخصوصا عندما بدأت هذه الطيور بالتآلف معي.. اصبح بعض منها يقف على رأسي أو على كتفي ولا يخاف بل أحيانا أمد لها يدي فأجدها تهبط عليها بلا تردد.
هذا لم يكن الا بسبب مرور وقت طويل عرفتني هذه الطيور كموفر للغذاء لها.
وتتناول هذه الحمامات طعامها بكل فرح ولا يعكر صفوها الا حينما يأتي بعض الصبية ويقومون برميها بالحجارة او العلب الفارغة.. وهذا يصيبها بالخوف ولذلك تحلق بعيدا حينما تشاهد احدا من هؤلاء الاطفال ولا تعود الى الاطمئنان الا بمرور وقت طويل على ذلك.
هناك بعض المحسنين يقومون لهذه الطيور بعمل اخر ويتمثل ذلك في الحرص على توفير كميات المياه لها بشكل يومي.
هناك رجل يأتي بعد صلاة الفجر يوميا وله حوالي اربع سنوات لم يتخلف يوما واحدا. هذا الرجل بعد صلاة الفجر يأتي الى هنا وهو يحمل كميات من الماء يقوم بافراغها في هذه الاواني هنا التي يشرب منها الحمام الماء البارد.
الرجل لا يكتفي بالحضور بعد الفجر وانما يعود بعد صلاة العصر ايضا لكي يتأكد من وجود الماء في تلك الاواني.
بائع «الحب»:
سعادتي في إطعام الطيور
4 أكتوبر 2007 - 21:56
|
آخر تحديث 4 أكتوبر 2007 - 21:56
سعادتي في إطعام الطيور
تابع قناة عكاظ على الواتساب