انتقلت الى رحمة الله في الثانية من ظهر امس الفنانة الاماراتية المغربية الاصل رجاء بالمليح وذلك بعد صراع طويل استمر لاربع سنوات مع مرض السرطان الذي اصابها في الثدي واستمرت في حالات استطباب متوالية بين ابوظبي وباريس والدار البيضاء.
الفنانة بالمليح التي توفيت في مستشفى الشيخ زايد بن سلطان في الرباط امس كانت قد قضت رحلة استجمام في شرق اسيا منذ شهرين فرحة بتحسن بسيط شهدته حالتها الصحية ثم عادت الى الامارات حيث احيت قبل نحو شهر احدى حفلات برامج مسابقات الشعر والغناء في الخليج.
ثم ذهبت الى زيارة اهلها مع زوجها رجل الاعمال المصري محمد شرف وابنهما الوحيد «عمر» وقبل نحو 3 اسابيع اخذها اهلها الى مستشفى الدار البيضاء في حالة يائسة من مضاعفة تأثير السرطان فأعيدت الى المنزل حيث طلب طبيبها في المستشفى ايقاف العلاج الكيميائي ومواصلة طعامها ودوائها الطبيعي الا انها لم تصمد بعد اصابتها بحالة ضيق شديدة وترشح ونزول الماء الى الرئة وانتشار السرطان الى ان جاء قبل ثلاثة ايام امر من «ابوظبي» بادخالها مستشفى الشيخ زايد في الرباط ليلحق بها زوجها مجددا الى هناك لمتابعة الحالة حيث حضر وفاتها امس هو وابنهما الوحيد «عمر».
ورجاء بالمليح من اجمل الاصوات والمطربات العرب رغم صغر سنها وتجربتها الفنية التي لم تتجاوز العشرين عاما لها علاقة بالاغنية السعودية والخليجية حيث جاءت برفقة ابيها ووالدتها ضيوفا على الاعلامي السعودي الكبير احمد حريري الذي جمعها بالفنان طلال مداح -رحمه الله- ليلحن لها احدى اغنياتها الاجمل التي شدت بها في حفل رأس السنة في القاهرة منذ «18» عاما كذلك عرّفها إلى الفنان الكبير جميل محمود الذي لحن لها خمس اغنيات من انتاج السعودي هيزع البركاتي كانت «يا امل عطشان» و «انسى اللي راح» من كلمات ياسين سمكري و «سافر وروح» كلمات ابراهيم خفاجي اما «قسوة الايام» كلمات عبدالقادر مغربي و «الدمعة الحزينة» كلمات سعود سالم لم يتم تسجيلهما وعنها يقول جميل محمود: رحم الله الفقيدة التي كانت انسانة صادقة في تعاملها وتلقيها وتغني بامانة وتحاول التعبير عن اللحن ببعض «العُرب» الخاصة بها دؤوبة في اظهار ونشر اعمالها.
كما شدت بقصائد الشاعر السعودي الكبير الناصر في عدة البومات من الحان الدكتور عبدالرب ادريس.
كما كانت الراحلة سجلت نجاحا في مصر مع حميد الشاعري في «صبري عليك طال» و «ياغايب عن عيوني» و «ياليل» و «شوق العيون» وبرزت تجربتها بالغناء المشترك مع سيد الموسيقى والغناء الحديث في الثمانينات في البحرين والخليج خالد الشيخ بنص للشاعر سميح القاسم «صوت المآذن» الامر الذي يلقبونها بـ «اللؤلؤة والدانة».
الراحلة من مواليد الدار البيضاء ورحلت وهي في منتصف الاربعينات من عمرها القصير وحصلت على الليسانس في الادب العربي من جامعة الملك الحسن الثاني بالمغرب وحصلت على درجة الماجستير حول الشعر والرواية والفلسفة من نفس الجامعة والتحقت بالمعهد البلدي بالدار البيضاء ودرست الموسيقى والمقامات العربية كما درست الغناء القديم والكلاسيكي والموشحات الاندلسية وبدأت رحلتها مع الطرب منذ صغرها متأثرة بأسرتها الفنية وباغنيات عبدالوهاب وام كلثوم وفريد الاطرش وعبدالحليم حافظ وكانت تؤديها باقتدار وبرزت في طريق الفن من خلال برنامج اضواء المدينة بالتليفزيون المغربي عندما حصلت على المركز الاول عن اغنيتها «بحقك انت المنى والطلب» لام كلثوم ثم احيت حفلات عدة في مختلف مدن المغرب وحققت نجومية وصارت تتعاون مع اذاعة وتلفزيون المغرب حيث قدمت العديد من الاغنيات مثل ياجاز وادينا.. زنادقة وانتقلت الى عاصمة الفن العربي «القاهرة» لتكون جواز مرورها نحو عالم الشهر وقدمت العديد من الاغنيات الناجحة من شعر كبار شعراء مصر والحان العديد من الاسماء المشهورة فيها ثم انتقلت الى الامارات وحصلت على الجنسية الاماراتية عام 2001 «1422» الى جانب جنسيتها الاصيلة وافتتحت شركة فنية في ابوظبي تعنى بالانتاج الفني والاشراف على تنظيم المعارض وتقديم المواهب وكانت الراحلة قد أصدرت شريطها الاول بعنوان «بدون عنوان» ثم اتبعته بشريطها الثاني بعنوان «ياغايب» يذكر ان زميلتها الفنانة السعودية عتاب التي كانت تعيش في الامارات ايضا توفيت بالسرطان الاسبوع الماضي.