يتساءل العديد من الاهالي خلال هذه الجولة في سدود المدينة عن مدى كفاية قنوات تصريف السيول في احياء العزيزية وشوران وابومرخة والقصواء وعروة والزهراء باعتبار ان هذه الاحياء تقع في مناطق جريان السيول فيما تكشف الجولة عن مخاوف هؤلاء الاهالي من تكرار حوادث السيول ما لم يتم تنفيذ التوصيات التي اقرتها لجنة السدود في العام الماضي خاصة فيما يتعلق بتنظيف مجاري السيول والعبارات كما في وادي العقيق الذي رصدنا بعض عباراته مسدودة بالكامل وقد تحولت الى مكب للنفايات.
قال لنا منير المطرفي عن سد عروة ان هذا السد يقع داخل حي عروة المكتظ بالسكان “نحو 50 ألف نسمة” فضلاً عن انه يقع الى جوار اكبر اسواق المدينة المركزية ويمر باحياء اخرى وقد قامت أمانة المدينة المنورة بإنشاء سد جديد في موقع غير الموقع القديم الذي هدمته السيول في العام الماضي ويأمل الاهالي ان يحظى باهتمام الجهات المسؤولة كي لا يكون عرضة لعوامل التعرية او الاهمال او ان ينهار امام السيول.
سد وادي بطحان
وكما هو الحال في سدي العقيق وعروة، لا يحظى سد وادي بطحان بالنظافة او الصيانة ولذلك اصبحت عباراته مسدودة كما اشار الى ذلك كل من سعد الميموني وخلف السهلي ومساعد منصور وبخيت العمري وظافر الحربي مشيرين الى عدم تجديد الحواجز الحديدية المقامة على هذه السدود، ومطالبين إما بإعادة تأهيل هذه السدود او انشاء سدود جديدة مكانها.
السكن في بطون الأودية
ورغم تأكيدات مدير الدفاع المدني بالمدينة المنورة اللواء صالح المهوس على مناقشة مسألة ازالة المنازل ومنع السكن في بطون الاودية في جلسة لمؤتمر الدفاع المدني الذي عقد العام الماضي بالمدينة المنورة، الا ان الاهالي يؤكدون ان هذه التوصية لم تنفذ مشيرين الى غياب التنسيق في هذا الموضوع الهام مع الجهات المختصة ومتهمين الامانة بالتهاون في هذا الامر علماً بان السدود المقامة على هذه الاودية ليست بالقوة التي تمنع الخطر عن السكان.
وعن الاجراءات التي قامت بها امانة المدينة المنورة فيما يتعلق بتصريف السيول في الاودية اوضح المهندس محمد العلي وكيل امين امانة المدينة المنورة للتعمير والمشاريع ان امانة المدينة المنورة قامت بتنفيذ قناة مفتوحة في جزء من تحويل مسار وادي الفحل الى وادي المبعوث ثم الى وادي قناة من طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى طريق علي بن ابي طالب والجزء الاخر عبارة عن “صندوقية” من طريق علي بن ابي طالب الى طريق الهجرة وجار الارتباط على الجزء المتبقي والواقع ضمن منطقة الاسكان واسفل طريق الهجرة الى القناة المفتوحة المنفذة بوادي المبعوث ضمن مزرعة الشريف الحسن الى طريق الملك عبدالعزيز وجار دراسة عرض العبارة الصندوقية المنفذة اسفل طريق الامير محمد بن عبدالعزيز من فتحتين الى اربع فتحات 2م في 2م لاستيعاب كمية مياه الامطار بعد تحويل وادي الفحل الى وادي المبعوث حتى نهاية مصبها بوادي قناة.
قناة صندوقية
واضاف انه جار تنفيذ قناة صندوقية اسفل طريق الخدمة بطريق الجامعات من محطة التميمي الى مصبها في وادي العقيق وذلك لضمان عدم تجمع مياه الامطار بمخططات الزاحم وزين منصور ومخططات الربوة. واشار الى انه تم الانتهاء من تنفيذ قناة تحويل وادي بطحان من السد الجديد الى وادي العقيق وجار دراسة الشرائع التي تصب بمنطقة حوض التخزين الجديد خارج الطريق الدائري الثالث ومعالجة وضع الممتلكات المعترضة لهذه الدراسة ومعالجة اوضاعها حتى يتسنى تنفيذ هذه الشرائع كما تم ردم منطقة تجميع المياه الجوفية بوادي وعيرة “وادي العوينة” ضمن مخطط ابناء الامير ناصر بن عبدالعزيز والكتابة لمديرية المياه لايصال حي وعيرة بشبكة الصرف الصحي لضمان عدم تجمع مياه الصرف بالوادي وما تسببه من اضرار بيئية، وتنفيذ قنوات مفتوحة ضمن مخططات العزيزية بالكامل بالتنسيق مع المقاولين المتعاونين مع الادارة العامة للاودية وتصريف السيول وقد تم تنفيذ بعض العبارات وجار دراسة تنفيذ الاجزاء الاخرى عند تنفيذ هذه الطرق ضمن مخططات العزيزية المعتمدة لانسياب مياه الأمطار بهذه القنوات ولمرور الحركة بشكل يضمن سلامة اهالي المنطقة فقد تم تنفيذ العرض التصميمي لهذه القنوات وتابع انه تم عمل الدراسات الخاصة بأودية المدينة المنورة وباشراف من خبير “الامم المتحدة” في مجال الاودية روعي في اعدادها النواحي الهندسية “الهيدرولوجية” حسب تحديد المساحة التجميعية التي يتشكل من سقوط الامطار عليها مجرى الوادي وما يصب فيه من شعاب وشرائع.
وحسب معدلات سقوط الامطار لفترة “25- 100- 50 سنة” وذلك لحساب العرض التصميمي، وتحديد مناسيب الارض الطبيعية التي تحدد مسار جريان مياه الامطار على مسطحات سقوط الامطار وذلك لتحديد مجرى الوادي ومراعاة تحديد مناسيب الارض الطبيعية والعوائق الطبيعية ومسارات البنية التحتية “المرافق” عند تحويل مسارات بعض الاودية او الشعاب لغرض حماية مناطق سكنية او زراعية او خدمات عامة قائمة وما يترتب عليه من اعادة تصميم الوادي المحول اليه اودية اخرى ليتناسب مع كمية المياه المتوقع تدفقها فيه، واتباع الاسس والمعايير العلمية الهندسية “الهيدرولوجية” والفنية والتخطيطية “عمرانية” والبيئية في تحديد الوادي مغطى او مكشوفا.
ورشة عمل متخصصة
وبناء على هذه الاسس تم تحديد عروض الاودية وعمقها ومقدار الميل الجانبي وتحديد طرق الخدمة لها بمراعاة شبكة الطرق القائمة والمستقبلية بما يتناسب مع المخطط الهيكلي المعتمد للمدينة المنورة والخدمات التحتية “المرافق” المنفذة والكثافة السكانية المجاورة لهذه الاودية. واشار المهندس العلي ان امانة المدينة المنورة قامت عام 1425هـ بعمل ورشة عمل متخصصة في مجال الاودية وتصريف السيول شاركت فيها بعض الجهات العلمية بأوراق عمل ودعت اليها العديد من الجهات الحكومية والعلمية وقال ان الامانة اول جهة قامت بدراسة متخصصة للاودية وعرضت نتائج تجربتها في هذا المجال في بعض المحافل العلمية والتي لاقت قبولاً جيداً. بالاضافة الى قيامها بتقديم خبراتها في مجال الاودية لمعالجة قضايا تصريف مياه الامطار ببعض المناطق خارج المدينة المنورة مثل بيش بمنطقة جازان وقرية عين شمس بمحافظة الجموم بمنطقة مكة المكرمة بالاضافة الى مجاري السيول بالمشاعر المقدسة ودراسة تصريف السيول بمحافظة جدة وقال ان الخبير الهيدرولوجي بالامانة قام بتأهيل وتدريب فريق هندسي متخصص بالادارة العامة للاودية وتصريف السيول للقيام بعمل الدراسات اللازمة لتصريف مياه الامطار بمنطقة المدينة المنورة. وقال ان امانة المدينة المنورة قامت بعدة خطوات للحفاظ على مجاري الاودية منها انشاء ادارة مستقلة تعنى بالاودية تتكون من ثلاثة اقسام للدراسات الهيدرولوجية ومراقبة الاودية والتصاريح.
دراسة 42 وادياً
وتابع انه تم عمل دراسات هيدرولوجية لـ42 واديا بمنطقة المدينة المنورة تم فيها تحديد المساحة التجميعية لكل واد والعرض التصميمي له واعماقه ونسبة الانحدار وطرق الخدمة المحيطة بها وتم حصر شامل للعوائق التي تعترض مسارات الاودية ورفعها مساحياً وتوقيعها على المخططات مع الجهات المعنية وتحديد محاور الاودية. وتصريف المياه على الطبيعة وتنزيلها على المخطط الارشادي بالاحداثيات. وتم تهذيب وتنفيذ مجاري الاودية على الطبيعة من خلال اتفاق مع مقاولين يسمح لهم باستغلال المواد الناتجة من الحفر مقابل تنفيذ هذه المجاري وفق عروضها التصميمية وحسب الميول الطبيعية لها من خلال الدراسات التي قامت بها الامانة ومراقبة الاودية بصفة مستمرة لمنع الاحداث والزحف عليها ومنع رمي المخلفات بها مع تطبيق الانظمة والجزاءات على المخالفين، والعمل على تنفيذ شوارع خدمية على جانبي الاودية تحدد حرمها وتمنع الزحف عليها وترتبط هذه الشوارع بشبكة من الطرق المعتمدة بالمخطط الارشادي والمشاركة مع الجهات الحكومية في تحديد المشاكل والعوائق التي تعترض الاودية وايجاد الحلول المناسبة لها من خلال العديد من اللجان المشكلة لهذا الغرض. وتم عمل دراسات هيدرولوجية لتصريف اماكن تجمع مياه الامطار وتنفيذ الحلول المقترحة لمعالجة ذلك. وقال ان امانة المدينة وبجهود ذاتية قامت بتنفيذ عدد من المشاريع بهذا الخصوص منها تحويل مجرى وادي بطحان ويبلغ طول المشروع 11306م. ط واقامة السد الترابي بالوادي بطول 600 م. ط وارتفاع 600م وتنفيذ قنوات الاودية بالعزيزية ومخطط حمراء الاسد وتهذيب وادي الدعيثة. وبين ان الامانة وضعت آلية لمعالجة تصريف مياه الامطار في المخططات المعتمدة حيث يطلب من المالك اعداد رفع مساحي للموقع موضحاً عليه الخطوط الكنتورية فيما تقوم ادارة الاودية بتحديد المجاري الطبيعية على المخطط من واقع الطبيعة ويتم دمج المجاري الصغيرة في مجار اكبر تلافياً للاضرار بمساحة الارض كوحدة واحدة قدر الامكان وتحديد المجاري على المخطط وتعتمد هذه المجاري المحددة في مخطط التقسيم من قبل ادارة التخطيط العمراني. وربط المجاري المحددة في المخطط باقرب مجرى صرف مياه امطار طبيعي ويلزم المالك بتنفيذ هذه المجاري على الطبيعة قبل تحويل المخطط الى كاتب عدل للافراغ، وفي مخططات الامانة يمكن تنفيذ مجاري الاودية بالسماح للمقاول بأخذ المواد من المجاري شريطة المقطع التصميمي للمجرى.
دراسات هيدرولوجية لـ 42 وادياً بالمدينة المنورة
منازل على ضفاف الخطر
5 أغسطس 2007 - 19:24
|
آخر تحديث 5 أغسطس 2007 - 19:24
تابع قناة عكاظ على الواتساب
جولة خالد الجابري « 2 »تصوير: رمزي عبدالكريم