.. في السنوات التي كان يعيش بيننا عدد كبير من المشائخ الأفاضل أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل شيخ مفتي عام المملكة، وسماحة الشيخ عبدالله بن حميد، وفضيلة السيد أمين كتبي، والسيد علوي المالكي، لم تُمنع النساء من السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم مع الرجال .. كما أن لهن أوقات معينة من ضحى كل يوم، وفيما بين الظهر والعصر يسمح لهن فيها بالصلاة في الروضة الشريفة.
ولازلت أذكر كما يذكر أبناء جيلي كيف كانت النساء يدخلن مع الرجال يتقدمهم الدليل المزور للوقوف بهم وبهن معا في المواجهة الشريفة للسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضوان الله عليهما. أما صلاة النساء في الروضة الشريفة فقد كان لها وقت محدد كما أسلفت.
وبتاريخ 9/4/1437 نشرت «عكاظ» جانبا من الجلسة التي جرت في مجلس الشورى بشأن منع النساء من الصلاة في الروضة الشريفة البتة، وكذا عدم السماح لهن بالسلام من المواجهة الشريفة.. وهو ما لم يحصل منذ ظهور الإسلام إلى منتصف الثمانينات بعد الألف والثلاثمائة هجرية، وفجأة عزل الرجال عن النساء في الزيارة، وقفلت الروضة أمام النساء حتى في غير أوقات صلاة الفروض الخمسة.. وكأنه قد استجد في التشريع جديد!!
فقد جاء فيما نشرت «عكاظ» بتاريخ 9/4/1437: «انتقدت عضوة شورى، الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في ما يتعلق بتنظيم زيارة النساء للروضة الشريفة، مؤكدة أن ما ذكرته الرئاسة من اهتمامها بهذا الأمر لا يعدو كونه حبرا على ورق. كما وافق مجلس الشورى بالأغلبية على إعادة دراسة طريقة التفويج لزيارة الروضة «إلا أنه بحكم النتائج التي نراها أصبح من المستحيلات زيارة النساء للروضة والصلاة فيها».
طبعا النص واضح بأن المطالبة ليست بالسماح للسيدات بأداء الصلوات الخمس في الروضة الشريفة، وإنما هن يطالبن بالسماح لهن بالصلاة في الروضة بالأوقات المتعارف عليها ضحى كل يوم.. وما بين الظهر والعصر، وكذا ثلاث ساعات من الليل بعد أن أصبح المسجد النبوي مفتوحا على امتداد الأربع والعشرين ساعة.
وأعود فأقول: أنه رغم وضوح المطلب فقد أعلن في اليوم نفسه عدم إمكانية أداء النساء للصلوات الخمس في الروضة الشريفة في الوقت الذي لم يرد في مداخلات أعضاء مجلس الشورى ما مقصده الصلاة المفروضة، فالجميع يعلم أن ذلك من المستحيل، ولم يكن ثمة داع أن يعلنه السيد علي العبيد لمجرد تمييع المطلب بالصلاة في الروضة، وفي غير أوقات الصلاة المفروضة وحسبنا الله ونعم الوكيل.
السطر الأخير :
قال صلى الله عليه وسلم: «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة».
الصلاة في الروضة الشريفة
25 يناير 2016 - 20:34
|
آخر تحديث 25 يناير 2016 - 20:34
تابع قناة عكاظ على الواتساب