يمثل إصدار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أوامره بالتسديد عن الموقوفين في الحقوق الخاصة، وممن عليهم ديون أو ديات وتوجيه بالعفو عن سجناء الحق العام الموقوفين والمحكوم عليهم، في سجون جميع المناطق وبمنح الجنسية السعودية لعدد من المتقدمين من ذوي الكفاءات والتخصصات العلمية، وفقاً للضوابط النظامية، الذين يؤمل إسهامهم في خدمة وتنمية الوطن، والقيام بمتطلبات وواجبات الانتماء إليه بكل تفانٍ وإخلاص تعد خطوات واسعة في الجانب الانساني الذي عرف به حفظه الله.
وجذرنا العربي الصرف يجعل بيت الكريم مقصدا وملجأ لكل ضائقة، ومنذ ليلة البارحة وأنا أتلقى مكالمات ذهبت جلها بالدعاء للملك عبدالله وأن يسدد خطاه في سبيل انعاش حياة الفقراء وإعادتهم الى بهجة الحياة وكنت مؤمنا على ايصال تلك الدعوات والمطالبات كما يجب أن تصل الامانة.
وقد افترقت المكالمات بين أمرين، فأبناء الوطن يطمعون بلفتة كريمة منه للنظر في أحوالهم المعيشية التي تكدرت بسبب القروض طويلة الاجل، وهؤلاء ممن وقع فريسة انحدار سوق الاسهم وتكبدوا ديوناً بنكية كانوا يظنون أن أرباحهم من السوق ستتكفل بسداد الاقتطاع الشهري الا أن انهيار السوق أدى الى اقتطاع ثلث راتبهم مما أدخلهم في ضائقة مالية حادة، وهناك فئة تكبدت الديون من أجل شراء قطعة أرض أو من أجل بناء ، وهؤلاء جميعهم يقولون أنهم أقرب للدخول الى السجن من أي وقت مضى لتهرب بعضهم من السداد وبعضهم تحمل قروضاً إضافية لاستعادة توازنه، وفي كل الحالات فحياتهم دخلت في (مطبات) عنيفة، وأمنيتهم لا تحتاج للشرح فقط يبحثون عن وسيلة تعيد اليهم توازنهم.
كأن تتحمل الدولة تلك القروض ويصبحوا مدانين للدولة وليس للبنوك، أو أن تدرس حالتهم للتقليل من الكوارث الاقتصادية التي يعيشونها..وبعضهم ذهب في تفاؤله حدا مبالغا به الا أنهم عللوا ذلك التفاؤل بأن الكريم لايرد سائله وأن الناقل عليه توصيل الامانة من غير أن يتدخل بقلة حيلته.
أما المقيمون فتعلقت امنياتهم في اعادة النظر في التجنس، خاصة أولئك الذين أمضوا الخمسين عاما أو الاربعين عاما داخل البلاد من غير ان يرحلوا الى أي جهة كانت، فهم يتوقون لتأكيد انتمائهم من خلال الحصول على الجنسية السعودية أو على أقل تقدير أن يحصلوا على إقامة دائمة.
أحد هؤلاء المقيمين استحلفني بالله أن أضع عنوان مقالتي (هكذا يكون الملوك) مشيرا للافعال العظيمة التي يتبناها الملك عبدالله من أجل شعبه دون سواه من الملوك والزعماء.
وها أنا أفعل.
abdookhal@yahoo.com