الروبوت الآلي «صوفيا» الذي سيشارك في إدارة إحدى جلسات مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض. (متداول)
الروبوت الآلي «صوفيا» الذي سيشارك في إدارة إحدى جلسات مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض. (متداول)
-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
تصدرت الرؤية 2030 أجندة السعودية داخليا وإقليميا بامتياز، باعتبارها تغييرا في قواعد اللعبة عالميا، وكونها فتحت المجال لتحالفات واستثمارات ببلايين الدولارات مع الشرق والغرب، في إطار سياسة السعودية في مرحلة ما بعد النفط، ولقد نجح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في هندسة الرؤية، إذ أصبح اليوم الرهان على السعودية المتجددة. وسعى صندوق الاستثمارات السعودية الذي يعتبر «القاطرة الرئيسة لبوصلة الاقتصاد، والذراع التنفيذية لاستراتيجيات الرؤية 2030» إلى استقطاب العالم باتجاه الرؤية السعودية وفتح قنوات الاستثمار، إذ ينظم الصندوق الذي يرأس مجلس إدارته الأمير محمد بن سلمان، مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) اليوم (الثلاثاء)، وهي مبادرة رائدة في مجال الاستثمار لتشكيل حلقة وصل بين أهم المستثمرين في العالم وقادة الأعمال والفكر، إضافة إلى أهم المسؤولين الحكوميين، عبر ابتكارات فريدة سترسم الوجهة نحو المستقبل انسجاماً مع رؤية المملكة 2030، وهي الخطة الطموحة التي بدأ تأثيرها ينعكس إيجاباً بشكل فوري في تحديد الطريق للمملكة من أجل تعزيز قدراتها الاستثمارية واستغلال موقعها الإستراتيجي المميز لتحويل المملكة إلى مركز عالمي للاستثمار يربط بين قارات العالم الثلاث. وتسعى السعودية لأن تكون أكبر مستثمر في التكنولوجيا في العالم؛ بناءً على الرؤية التي طرحها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ لبناء اقتصاد جديد لمرحلة ما بعد النفط، إذ يرغب في تنويع الاقتصاد في عدة جوانب مهمة ومشاريع إستراتيجية داخل المملكة وخارجها.

وبحسب مصادر في الصندوق الذي يشرف عليه ياسر الرميان، فإن المبادرة تسعى لتوفير منصة لحوار موضوعي بقيادة الخبراء لبحث توجهات الاستثمار العالمية الحالية وعلى المدى الطويل، بحيث يكون الهدف الأساسي هو استكشاف الفرص لتحقيق عائدات مستدامة طويلة المدى ذات أثر إيجابي ودائم. ومنصة تفاعلية مصممة خصيصاً لخلق فرص تعارف وعلاقات متينة، وأفكار مشتركة، وتبادل أفضل الممارسات العالمية، بالإضافة إلى التوصل إلى فهم جديد لفرص الاستثمار الخاصة بقطاعات أو شركات معينة، فضلا عن كونها فرصة غير مسبوقة للرؤساء التنفيذيين، والمستثمرين العالميين، وصناع القرار في عالم الأعمال.


ومن أبرز محاور جلسات «مبادرة مستقبل الاستثمار» قيادة الروبوت صوفيا في إدارة إحدى جلسات المنتدى، وصوفيا هو إنسان آلي يشارك للمرة الأولى في منصة لقادة أكبر صناديق الاستثمار العالمية تضم أكثر من 100 متحدث من رؤساء وصانعي السياسات والقرارات المالية عبر العالم، الأمر الذي يعكس دخول السعودية عتبة ثورة تكنولوجية قد تصل في نهاية المطاف إلى تفوق الرجل الآلي بذكائه الاصطناعي على الإنسان. وسيكون مستقبل التكنولوجيا والروبوتات والذكاء الاصطناعي فحوى جلسات «مبادرة مستقبل الاستثمار». وستغطي الجلسات محاور جديدة، مثل تحديد الصناعات التى ستشهد تحولات جذرية عن طريق الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن للمجتمعات أن تشهد انتقالا «سلساً» للقوى العاملة لديها، لاسيما أن هذا النوعِ من الروبوتات قد يفتح الباب واسعاً أمام الشركاتِ للاستغناء عن البشر. ويخطط الصندوق ومجموعة سوفت بنك اليابانية لإجراء دراسة مشتركة حول كيفية استخدام أجهزة الروبوت بشكل أكثر فعالية في الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع.

ووفق بيان صدر أخيرا أشار الصندوق إلى أنه سيؤسس مع شركة التكنولوجيا اليابانية شراكات للمشروع في الأشهر القادمة ومع شركات وأكاديميات وأجهزة حكومية في أرجاء العالم مشروع الروبوت منفصلا عن اتفاق وقعه صندوق الاستثمارات العامة العام الماضي لاستثمار ما يصل إلى 45 مليار دولار على مدى خمس سنوات في صندوق سوفت بنك فيجن، وهو صندوق للاستثمار المباشر يركز على التكنولوجيا أسسته الشركة اليابانية ومستثمرون كبار آخرون.

الروبوت صوفيا يقود (FII) في الرياض.. وتقنية الذكاء الاصطناعي.. قاطرة 2030.. السعودية المتجددة ماضية في البناء والاستثمار.