هل تتساءل لماذا ينجذب الكثيرون في الصباح إلى الكرواسون المحلى أو الحبوب السكرية، رغم رغبتهم في الالتزام بنمط غذائي صحي؟ الحقيقة أن اشتهاء السكر عند الإفطار ليس مجرد عادة عشوائية، بل رسالة يرسلها الجسم نتيجة تغيّرات هرمونية وسلوكية دقيقة، حسب خبراء التغذية والأبحاث الحديثة.
يعود السبب الأول إلى انخفاض مستويات السكر في الدم بعد ساعات الصيام الليلي. فالجسم، بعد قضائه ساعات دون طعام أثناء النوم، يحتاج إلى طاقة سريعة فور الاستيقاظ، وغالبًا ما يكون السكر أو الكربوهيدرات المكررة الخيار الأسرع. لذلك، يهرع الكثيرون نحو الحلويات والمعجنات رغم معرفتهم بأن هذه الخيارات ليست صحية على المدى الطويل.
أما السبب الثاني فهو ارتفاع هرمون الكورتيزول في الصباح، الذي يساعد الجسم على الاستيقاظ. وعندما يرتفع الكورتيزول نتيجة التوتر المزمن، يزداد إفراز هرمون الغريلين المسؤول عن الجوع، مما يغير نوعية الأطعمة المرغوبة ويدفع نحو السكريات للحصول على شعور سريع بالراحة والمتعة.
ويضيف الخبراء عاملًا ثالثًا: قلة النوم واضطراب التوازن الهرموني. فالحرمان من النوم يرفع الغريلين ويخفض هرمون اللبتين المسؤول عن الإحساس بالشبع، ويؤدي إلى مقاومة مؤقتة للأنسولين، ما يجعل الجسم يطلب السكر كوسيلة لتعويض نقص الطاقة.
أما السبب الرابع فهو الاعتياد أو ما يُعرف بـ"حلقة السكر". فالتكرار المستمر لتناول الإفطار الحلو يُحفّز مراكز المكافأة في الدماغ ويزيد إفراز الدوبامين، المسؤول عن الشعور بالمتعة، ما يجعل التخلي عن هذه العادة الصباحية أمرًا صعبًا ويزيد الرغبة يومًا بعد يوم.

كيف نتخلص من الرغبة المفرطة بالسكر صباحًا؟

  • الحصول على نوم كافٍ ومنتظم.
  • إدارة التوتر عبر الرياضة أو تمارين التنفس.
  • تناول إفطار غني بالبروتين والألياف للحفاظ على استقرار سكر الدم.
  • استبدال السكر المكرر بالفواكه أو المصادر الطبيعية للسكريات.

ويمكن القول إن فهم هذه الأسباب البيولوجية والسلوكية وراء اشتهاء السكريات في الصباح يمكّن من السيطرة عليها، ويمهّد الطريق لبداية يوم صحية ومتوازنة، دون الشعور بالحرمان أو الإجهاد.