مع بداية موسم الشتاء، شهدت أمريكا موجة إنفلونزا غير مسبوقة بسبب سلالة فرعية جديدة من فايروس H3N2 تُعرف باسم K، أو ما يطلق عليها بعض الأطباء «الإنفلونزا الخارقة». هذه السلالة المكتشفة أخيرا في أكثر من 30 دولة، اكتسبت قدرات عالية على الانتشار والتهرب من المناعة المكتسبة، ما أثار قلق الخبراء والمستشفيات على حد سواء.
وأوضحت كبيرة أطباء الأمراض المعدية الدكتورة فاطمة خليل أن السلالة الفرعية K تحمل سبع طفرات جينية جديدة تجعل المناعة الناتجة عن اللقاح الحالي أقل فعالية، ما يزيد احتمال انتقال العدوى بسرعة بين الأطفال والبالغين وحتى كبار السن. ويشير الأطباء إلى أن الفايروس لا يعتبر أكثر فتكًا، لكنه يولد ضغطًا هائلًا على المستشفيات بسبب العدد الكبير من الحالات، ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة خصوصاً لدى الفئات الضعيفة.
وتشمل أعراض فايروس H3N2 – K التقليدية ارتفاع درجة الحرارة، والسعال الشديد، والتهاب الحلق، وآلام العضلات، والإرهاق، واضطرابات الجهاز الهضمي، وضيق التنفس، وأحيانًا ألم في الصدر وتشوش ذهني. وتشمل الفئات الأكثر عرضة للخطر: كبار السن، والأطفال الصغار، والحوامل، والمصابين بأمراض مزمنة، ومن لديهم ضعف مناعي.
ويحذر الأطباء أيضًا من مضاعفات إضافية: كالالتهاب الرئوي الحاد، وتفاقم الأمراض المزمنة، واضطرابات قلبية أو عصبية نادرة، وحتى العدوى البكتيرية الثانوية التي قد تكون أشد خطورة من الفايروس نفسه. حتى بعد التعافي، قد يعاني بعض المرضى من إرهاق مزمن أو سعال مستمر، مما يزيد حساسية الجهاز التنفسي للعدوى المستقبلية.
ويتميز فايروس H3N2 بقدرته على التحور المستمر، ما يسمح له بالتهرب من المناعة السابقة سواء المكتسبة من الإصابة أو التطعيم، لذلك يمكن الإصابة به أكثر من مرة خلال نفس الموسم أو في مواسم لاحقة، لكن العدوى الثانية غالبًا أخف إذا كانت المناعة الجزئية متوفرة، مع تحذير خاص للفئات الضعيفة.
وللتقليل من خطر العدوى، يوصي الخبراء بالتالي:
- الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمي، حتى لو كانت فعاليته جزئية.
- غسل اليدين باستمرار وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة.
- الابتعاد عن الاختلاط عند ظهور الأعراض، وتعزيز المناعة بنمط حياة صحي.
- مراجعة الطبيب فور ظهور أعراض شديدة أو غير معتادة، خصوصًا للحوامل وكبار السن.
ومرة أخرى، تؤكد السلالة الفرعية K أن الإنفلونزا الموسمية ليست مجرد زكام، وأن اليقظة الطبية والتطعيم المبكر يشكلان خط الدفاع الأول ضد موجة الإنفلونزا التي تهدد هذا الشتاء.