تحوّلت شبهة ابتزاز رقمي إلى واحدة من أبشع الجرائم في فيينا، بعدما انتهى استدراج شاب أوكراني إلى مقتله حرقاً داخل سيارة والده، إثر تعرضه لتعذيب وحشي بهدف سرقة ما يملكه من عملات مشفّرة.

وبحسب ما أكدته صحيفة مترو البريطانية، بدأت خيوط الحادثة عندما اختفى دانيلو كوزمين، ابن نائب عمدة مدينة خاركيف، وهو شاب يبلغ من العمر 21 عاماً، قبل أن تعثر فرق الإنقاذ على جثته داخل سيارة مرسيدس محترقة أسفل أحد الجسور في العاصمة النمساوية. وأظهر الفحص الأولي أن الحروق التهمت نحو 80% من جسده، ما صعّب التعرف عليه في اللحظات الأولى.

وكشف تقرير الطب الشرعي لاحقاً أن الضحية تعرّض لضرب مبرح وصدمات عنيفة في الرأس والأسنان قبل اندلاع النيران، وأن الوفاة لم تحدث إلا بعد اشتعال السيارة، مرجحاً أن يكون الاختناق أو الصدمة الحرارية السبب المباشر للوفاة. كما عُثر داخل المركبة على علبة بنزين ذابت بفعل الحرارة، في مؤشر واضح إلى أن الإحراق كان متعمداً، خصوصاً أن السيارة تعمل بالديزل ولا تشتعل بسهولة.

وتبيّن للشرطة أن الشاب استُدرج إلى موقف سيارات تابع لفندق فاخر في فيينا، حيث وقع الاعتداء عليه وإجباره على دخول السيارة التي نُقلت لاحقاً إلى موقع الحادثة. وتزامناً مع اختفائه، رصدت السلطات تحويلات مالية كبيرة من محفظته الرقمية، بينما وثّقت كاميرات المراقبة شراء مشتبه به لعلبة بنزين قبل ساعات من تنفيذ الجريمة.

وتوصلت التحقيقات إلى هوية المشتبه بهما، وهما شاب في الـ19 من عمره ورجل يبلغ 45 عاماً، وكلاهما من الجنسية الأوكرانية. وقد فرا من الأراضي النمساوية بعد تنفيذ الجريمة، ما دفع الشرطة الأوروبية لإصدار مذكرة توقيف دولية بحقهما.

ولم تمضِ سوى 24 ساعة حتى ألقت السلطات الأوكرانية القبض عليهما، فيما وافقت النمسا على محاكمتهما داخل أوكرانيا مع استمرار التعاون بين الجانبين في سير الإجراءات القضائية. وبحسب الشرطة، لا تزال التحقيقات جارية لكشف تفاصيل إضافية تتعلق بدافع الجريمة وحجم الأموال المنهوبة من الضحية.