عبدالعزيز بن باز
عبدالعزيز بن باز
-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
أكد الشيخ عبدالعزيز بن باز - عليه رحمة الله - أن الحرص على ختم القرآن ليس موجبًا لأن يعجل ولا يتأنى في قراءته، ولا يتحرى الخشوع والطمأنينة، كون تحري الخشوع أولى من مراعاة الختمة.

وأضاف، يستحب للمؤمن أن يدارس القرآن من يفيده وينفعه؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام دارس جبرائيل للاستفادة؛ لأن جبرائيل هو الذي يأتي من عند الله جل وعلا وهو السفير بين الله والرسل، فجبرائيل لا بد أن يفيد النبي ﷺ أشياء من جهة الله، من جهة حروف القرآن، ومن جهة معانيه التي أرادها الله.


وعدّ - رحمه الله - مدارسة الإنسان من يعينه على فهم القرآن، ومن يعينه على إقامة ألفاظه، مطلوبا كما دارس النبي ﷺ جبرائيل، وليس المقصود أن جبرائيل أفضل من النبي عليه الصلاة والسلام، إلا أن جبرائيل هو الرسول الذي أتى من عند الله فيبلغ الرسول عليه الصلاة والسلام ما أمره الله به من جهة القرآن، ومن جهة ألفاظه، ومن جهة معانيه، فالرسول ﷺ يستفيد من جبرائيل من هذه الحيثية، لا أن جبرائيل أفضل منه عليه الصلاة والسلام، بل هو أفضل البشر وأفضل من الملائكة عليه الصلاة والسلام، إلا أن المدارسة فيها خير كثير للنبي ﷺ وللأمة؛ لأنها مدارسة لما يأتي به من عند الله وليستفيد مما يأتي به من عند الله.

وقال، يمكن أن يفهم من ذلك أن قراءة القرآن كاملة من الإمام على الجماعة في رمضان نوع من هذه المدارسة؛ لأن في هذا إفادة لهم عن جميع القرآن، ولهذا كان الإمام أحمد - رحمه الله - يحب ممن يؤمهم أن يختم بهم القرآن، وهذا من جنس عمل السلف في محبة سماع القرآن كله.