قوات الأمن في شينزن تنفذ الإغلاق ومنع تنقلات السكان. (وكالات)
قوات الأمن في شينزن تنفذ الإغلاق ومنع تنقلات السكان. (وكالات)
-A +A
«عكاظ» (لندن، بكين) OKAZ_online@
تواجه الصين اختباراً عسيراً لإستراتيجية «صفر كوفيد»، التي تنتهجها لاستئصال فايروس كورونا الجديد، الذي انطلق من أراضيها نهاية 3019. وقد يكون الاختبار الذي يواجه الصين هذه المرة أقسى منه في أي وقت مضى؛ إذ إن سلالة أوميكرون المتحورة وراثياً عمدت إلى تسريع إصاباتها في أرجاء عدة من الصين، وفي هونغ كونغ. واضطرت الحكومة الصينية أمس الأول إلى فرض تدبير الإغلاق على معقل الصناعات والتجارة شينزن، التي يبلغ عدد سكانها 17.5 مليون نسمة. وفرضت السلطات على سكان هذه المدينة التجارية الخضوع على فحص كورونا ثلاث مرات. ولا يسمح لأي من سكانها بمغادرة منزله إلا ثلاث مرات لإجراء الفحوص المذكرة. وقال مراقبون اقتصاديون إن إغلاق هذه المنطقة قد يؤثر في ما لا يقل عن نصف الناتج المحلي الإجمالي للصين. وأشارت بلومبيرغ في تحليل إحصائي إلى أن تفشي أوميكرون في الصين يمثل خطراً كبيراً أو متوسطاً على نحو 54.4% من الناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة من 9 إلى 14 مارس الجاري. وقد ارتفع عدد الإصابات الجديدة في شينزن ثلاثة أضعاف من يوم السبت إلى الأحد. وسيظل الإغلاق ومنع التنقل ساريين حتى 20 الجاري. وليس مسموحاً لأي مقيم في المدينة بمغادرتها إلا لظرف طارئ، بشرط أن يحصل على نتيجة سالبة لفحص أجراه قبل 24 ساعة من مغادرته. وتشمل القيود مدناً ومحافظات أخرى، منها كبرى مدن الصين من حيثُ الكثافةُ السكانية شنغهاي، وكذلك مدينة تشانشون بمحافظة جيلين. وذكرت السلطات الصينية أنها سجلت الأحد 1938 إصابة جديدة، منها أكثر من 1400 حالة في محافظة جيلين. وأمر سكان مدينة كانجو (جنوبي بكين) بالبقاء في منازلهم، بعد اكتشاف تسع حالات جديدة هناك. وأعلنت السلطات الصينية عزل 26 مسؤولاً حكومياً، بينهم عمدة ونائب الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني بمدينة جيلين، ومدير الخدمات الصحية في تشانشون، وأمين الحزب الشيوعي بجامعة جيلين. وبررت الفضل بأنه يعزى إلى تقاعسهم في اتخاذ إجراءات عاجلة لكبح التفشي الراهن. وتتمثل سياسة «صفر كوفيد» الصينية في إخضاع سكان المناطق المتأثرة بالفايروس لفحوصات جماعية مكثفة، وفرض الإغلاق عليها. وهو نهج حقق نجاحاً في الصين حتى الآن، لكنه أخفق في أماكن أخرى تخلت عنه نهائياً، ومنها نيو زيلندا، وأستراليا.

وتواجه هونغ كونغ هجمة وبائية شرسة خلال الآونة الأخيرة، فرضت ضغوطاً كبيرة على منظومتها الصحية. غير أن حكومة هونغ كونغ تمسكت بأنها لن تتخلى عن سياسة استئصال الفايروس، بدلاً من انتهاج سياسة التقليل من عدد حالاته الجديدة. فقد أعلنت هونف كونغ الأحد تسجيل 32.400 إصابة جديدة. وأفادت الأنباء بأن المشافي لم تعد فيها أسرّة شاغرة لاستيعاب مزيد من المصابين. وذكرت صحف محلية أن المرضى باتوا ينامون على ممرات المستشفيات، ومواقف سياراتها. وأضحت هونغ كونغ، الأسبوع الماضي، المنطقة ذات أكبر معدل وفيات في البلدان المتقدمة. ووجهت انتقادات لحكومة الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ كاري لام بالتقصير في الاستعداد لأي اندلاع محتمل للتفشي الفايروسي. وحذر كبير خبراء الصين في شؤون مكافحة الأمراض المُعدية الدكتور جانغ وينهونغ من أن الموجة الفايروسية الراهنة في هونغ كونغ لا تزال في مراحلها الأولى. وقال إن عدد الإصابات سيشهد ارتفاعاً جنونياً خلال الأيام القادمة. ودعا السكان إلى عدم الشعور بالفزع، وإلى الثقة بالإجراءات المتمثلة في الإغلاق، والفحوص المكثفة، والقيود الوقائية الأخرى. وأضاف أن أي انفتاح صحي سيكون كارثياً على الصين، بسبب وجود عدد كبير من المسنين الذين لم يخضعوا للتطعيم بلقاحات كوفيد-19.


فشل دواء سانوفي لمعالجة السرطان

أعلن أمس (الإثنين) فشل تجارب المرحلة الثانية على دواء أمسينيسترانت لمعالجة سرطان الثدي، الذي علقت شركة سانوفي الدوائية الفرنسية آمالاً كبيرة على احتمالات أن يصبح أداة رئيسية في مكافحة هذا الداء الخبيث. وقالت سانوفي إن المرضى الذين حصلوا على الدواء المذكور لم يبقوا على قيد الحياة أطول من نظرائهم الذين خضعوا للعلاجات التقليدية للمرض نفسه. وحذرت بلومبيرغ أمس، من أن فشل الرحلة الثانية من التجارب السريرية على هذا العقار لن يكون نهاية المطاف بالنسبة إلى هذا العقار، لكنه يزيد مخاطر فشل المرحلة الثالثة من التجارب السريرية. وتمسكت سانوفي بمواصلة المراحل المقبلة من تجاربها؛ على رغم أن إعلان فشل المرحلة الثانية تسبب في هبوط سعر سهمها في بورصة باريس بنسبة 6.2%. وكانت الشركة الفرنسية توقعت أن تصل مبيعات دوائها الجديد لسرطان الثدي إلى مليار دولار بحلول سنة 2026. وأوضحت أنها تجري تجربة سريرية أخرى بعنوان «أميرة-5»، تنطوي على استخدام عقارها، جنباً إلى جنب عقار إيبرانس الذي ابتكرته شركة فايزر لعلاج هذا النوع من السرطان.

«قرص فايزر».. الفقراء ينتظرونه عاماً

تزمع الأمم المتحدة أن تعلن خلال الأسبوع القادم شركات الأدوية التي سيسمح لها بتصنيع قرص شركة فايزر الأمريكية المخصص لمعالجة كوفيد-19. وقالت مجموعة تنظيم حقوق ملكية اختراع الأدوية التابعة للمنظمة الدولية، في جنيف، إن قرص «باكسلوفيد» قد يكون متاحاً من قبل الشركات التي ستمنح ترخيص إنتاجه بحلول ديسمبر 2022. غير أن شركة آيرفينيتي قالت إن الكميات الكبيرة من هذا الدواء قد لا تكون متاحة للدول الفقرة قبل حلول مايو 2023. ويزداد الطلب بشكل كبير على باكسلوفيد، بعدما أثبتت التجارب السريرية أنه يقلّص احتمالات تنويم المصاب ووفاته بنسبة تصل إلى 90%. وسارعت الدول الغنية إلى حجز نحو ربع الكميات التي أنتجتها فايزر من هذا العقار. ويعوّل العلماء والأطباء على باكسلوفيد للقيام بدور أساسي في مكافحة تفشي فايروس كورونا الجديد، ومواجهة أية سلالات جديدة قد تتحور عنه، وتقليص عدد وفيات الفايروس التي تبلغ آلافاً عدة كل أسبوع في ارجاء العالم.