سائقو الشاحنات المحتجون على إلزامية تطعيمهم ضد كوفيد يحاصرون واشنطن. (وكالات)
سائقو الشاحنات المحتجون على إلزامية تطعيمهم ضد كوفيد يحاصرون واشنطن. (وكالات)




البريطانية الدكتورة سوزانا تومبسون أصيبت بكوفيد في أبريل 2020 ولا تزال على كرسي متحرك. (وكالات)
البريطانية الدكتورة سوزانا تومبسون أصيبت بكوفيد في أبريل 2020 ولا تزال على كرسي متحرك. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
دخلت الأزمة الصحية العالمية، الناجمة عن تفشي فايروس كورونا الجديد، عامها الثالث. وبتجاوز عدد الوفيات التي تسببت فيها 6 ملايين وفاة؛ ليس ثمة دليلٌ على أنها ستؤول إلى نهاية قريبة. وعلى رغم أن دول العالم بدأت تتخلى عن إجراءاتها الوقائية؛ فإن استمرار ارتفاع العدد التراكمي للإصابات والوفيات يقف شاهداً على مدى وحشية الفايروس، وطبعه الغادر الذي لا يمكن التكهن به. ففي الجزر النائية الواقعة في قلب المحيط الهادي، صمدت تلك الجزر بسبب عزلتها الجغرافية طوال سنتي الوباء العالمي. بيد أن صمودها بدأ ينهار أخيراً، بعدما غزت متحورة أوميكرون أراضيها. وفي هونغ كونغ، التي تلتزم بشكل صارم بسياسة الصين التي تحاول القضاء على الفايروس، في ما يعرف بسياسة «صفر كوفيد»، انهارت دفاعات هونغ كونغ الصحية، إلى درجة أنها قررت إخضاع جميع سكانها البالغ عددهم 7.5 مليون نسمة للفحص ثلاث مرات خلال الشهر الجاري. ولا تزال الوفيات الناجمة عن الوباء مرتفعة في بولندا، وهنغاريا، ورومانيا، وعموم بلدان أوروبا الشرقية؛ خصوصاً أوكرانيا التي تشهد إصابات متزايدة، الى جانب معاناتها من الغزو الروسي لأراضيها. وفي الولايات المتحدة، وعلى رغم ثرائها الفاحش، ومخزونها الضخم من لقاحات كوفيد-19؛ ها هي تقترب من تقييد مليون وفاة بالفايروس.

وكان العالم قد مرت عليه سبعة أشهر ليسجل أول مليون وفاة، منذ اندلاع نازلة كورونا مطلع سنة 2020. وبعد 4 أشهر تم تقييد مليون وفاة إضافية. ومنذ ذلك الوقت ظل العالم يقيد مليون وفاة كل ثلاثة أشهر، وها هو عدد الوفيات يرتفع الى 6 ملايين وفاة. وهو رقم يعادل سكان العاصمتين البلجيكية بروكسل، والألمانية برلين في آن واحد؛ أو عدد سكان ولاية ماريلاند الأمريكية. ويرى عدد من العلماء أن العالم ربما تجاوز عدد وفياته 6 ملايين منذ وقت سابق بكثير. ويعزون ذلك إلى عدم دقة أنظمة قيد الوفيات في الدول. كما أن عدم امتلاكها الكمية الكافية من أجهزة الفحص جعل تسجيل الحالات المؤكدة أمراً مستحيلاً. ويضاف الى ذلك عدد الوفيات ذات الصلة بوباء كوفيد-19، وإن لم يكن كوفيد سبباً مباشراً لوقوعها. ومن هذه الوفيات عدد كبير من الأشخاص الذين عانوا من أمراض قابلة للعلاج، لكنهم لم يحصلوا على فرصة العلاج جراء امتلاء المشافي بمرضى كوفيد. وفيما رأى رئيس قسم البيانات في موقع «أور ويرلد إن داتا» أن مراجعة عدد الوفيات الإضافية في بلدان العالم ستكشف أن عدد وفيات الوباء قد يكون أكبر من المعلن بنحو أربعة أضعاف؛ ذكر فريق من محللي مجلة «ذا إيكونوميست» البريطانية أن عدد وفيات كوفيد-19 قد يراوح بين 14 مليوناً و23.5 مليون وفاة. وفي الهند، حيث تتمسك الحكومة بأن عدد وفيات كوفيد-19 يتجاوز نصف المليون بقليل؛ يقول الخبراء الصحيون إن العدد الحقيقي لوفيات الهند يقدر بملايين الوفيات، التي تسببت فيها سلالة دلتا بشكل رئيسي. أما في أفريقيا، حيث لا يتجاوز العدد الرسمي لوفيات الوباء 250 ألفاً؛ فإن الخبراء يقولون إن تخلف النظم البيروقراطية، وعدم وجود أجهزة فحص كافية، قد يكونان السبب الأكبر في تلك المحصلة الضئيلة. غير أن علماء القارة السمراء يقولون إن كوفيد-19 هو في حقيقته «قنبلة موقوتة»، لأن مشكلة أفريقيا تتمثل في أنها لا تملك كميات كافية من اللقاحات لتحصين أكثر من مليار نسمة من سكانها.


بعد يوم شهد تسجيل 1.48 مليون إصابة جديدة، و7175 وفاة إضافية؛ قفز العدد التراكمي لإصابات العالم بفايروس كورونا الجديد الى 446.82 مليون منتصف نهار الإثنين. وارتفع عدد وفيات العالم بالوباء الى 6.02 مليون وفاة. وحافظت كوريا الجنوبية أمس على تصدر الدول من حيثُ عدد الإصابات الجديدة بـ210713 إصابة. وتلتها روسيا بـ73162 إصابة جديدة الأحد. وجاءت ثالثة اليابان بـ55417 حالة جديدة. وتترقب الدول التي تتصدر عدد الإصابات والوفيات انتقالها إلى عدد أكبر من الحالات، خصوصاً الولايات المتحدة، والهند، وألمانيا، وأوكرانيا، وبنغلاديش.

الإصابة الأولى في جزيرة شاتام الباسيفيكية

أعلنت سلطات جزيرة شاتام، التي تقع في المحيط الهادي، على بعد نحو 800 كيلومتر من نيوزيلندا، أول إصابة بفايروس كوفيد-19 أمس الأول. وقالت السلطات الصحية في الجزيرة، التي لا يتجاوز عدد سكانها 600 شخص، إنها أكدت تشخيص إصابة مواطنيْن خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقالت عمدة وايتانغي- كبرى جزر شاتام- إن شوارع الجزيرة خاوية من المارة، الذين يشعرون بالقلق. لكنها قالت إن الجزيرة ظلت تستعد لهذا التطور منذ وقت طويل. وتتبع جزر شاتام لنيوزيلندا، التي تعاني هي الأخرى من تزايد في عدد الإصابات بسلالة أوميكرون.