فشل دورة أطفال أنابيب لا تعني عدم حدوث الحمل لاحقاً
فشل دورة أطفال أنابيب لا تعني عدم حدوث الحمل لاحقاً
الدكتور نبيل براشا
الدكتور نبيل براشا
-A +A
محمد داوود (جدة) mdawood77@

أكد لـ«عكاظ» استشاري العقم وأطفال الأنابيب وجراحات المناظير النسائية الدكتور نبيل بن محمد إعجاز براشا، أن هناك عوامل ومسببات كثيرة تتعلق بالزوجة قد تؤدي إلى فشل عملية أطفال الأنابيب، مما يجعل الكثير من الأزواج يصابون بالإحباط.

وبين أنه يجب على المتقدمين لإجراء مثل هذه العمليات أن يدركوا تماما أن فشل دورة واحدة لعملية أطفال الأنابيب لا تعني استحالة الحمل مستقبلاً، إذ تكون هناك فرص -بإذن الله- في حدوث الحمل في أي وقت بهذه التقنيات المتطورة.

وقال إن أهم مسببات فشل عملية أطفال الأنابيب هي:

أولا: نقص تقبل بطانة الرحم للجنين وذلك قد يحدث نتيجة للأسباب التالية: مشكلات الرحم: كالسلائل الرحمية والالتصاقات وفرط تنسج بطانة الرحم والاورام الليفية الحميدة (تتكون من عضلة الرحم) الضاغطة على بطانة الرحم الداخلية، التي تعيق انغراس الجنين في بطانة الرحم وتقلل تقبل بطانة الرحم للجنين، وكذلك في حالات السمنة، وهناك أيضاً بطانة الرحم الرقيقة التي تعيق عملية الانغراس وتغذية الجنين، وأيضاً الخلل في تنظيم السيتوكينات وهي بروتينات مسؤولة عن نقل الإشارات والتواصل بين الخلايا، والتي لها دور مهم في المناعة والتطور الجنيني، إضافة إلى المشكلات المناعية وذلك بسبب اختلال المناعة ومهاجمتها لخلايا الرحم أو للجنين، وتتسبب في فشل الحمل، وأيضاً العدوى كالتهابات بطانة الرحم البكتيرية، التي قد لا تظهر لها أعراض لكنها تظهر بعمل فحص لانسجة بطانة الرحم، وتتسبب في فشل الحمل.

ثانيًا: مشكلات في التطور الجنيني وذلك قد يحدث نتيجة لخلل الكروموسومات، وهناك أيضا تصلب المنطقة الشفافة وهي الغلاف المحيط بالبويضة، الذي يسمح بمرور الحيوان المنوي بعد إذابته ويتصلب بعد التلقيح ليمنع دخول أي حيوان منوي آخر للبويضة لحماية الجنين، لكنه قد يكون متصلبًا قبل التلقيح إما بسبب سوء الوسط الغذائي الموضوع به البويضة، وإما لكون البويضة ذات جودة منخفضة، ما يصعب التلقيح ويُفشل العملية.

ثالثاً: بطانة الرحم المهاجرة التي تقل فيها استجابة المبيضين وبطانة الرحم للجنين وجودة الجنين والانغراس، خصوصا في الحالات الشديدة.

وأشار براشا إلى أن فشل دورة أطفال أنابيب لا تعني عدم حدوث الحمل لاحقاً، فقد وُجد في بعض الدراسات أن متوسط عدد المرات التي يستغرقها الثنائي لحدوث الحمل هي ثلاث محاولات، وتزداد نسب حدوث الحمل بتكرار المحاولة، وقد يلجأ الطبيب بعد معرفة مسببات الفشل إلى تغيير خطة العلاج الدوائية أو طريقة التخصيب.

وخلص إلى القول، إن فرصة نجاح عمليّة أطفال الأنابيب تزداد كلما كانت الأم أصغر بالعُمر، حيثُ إنّ زيادة عُمُرالأم على 40 عاماً يقلل من نسبة نجاح العمليّة، كما أن فرصة نجاح العمليّة تكون أعلى لدى النساء اللواتي قد حملن مسبقاً، عن النساء اللاتي لم يحملن أبداً في السابق، كما أن بعض العوامل الاجتماعية قد تؤدي إلى انخفاض نسبة نجاح العمليّة مثل الإكثار من تناول المشروبات التي تحتوي على مادّة الكافيين بنسبة عالية، أو استخدام بعض أنواع الأدوية، وبجانب كل ذلك فأن السمنة قد تؤدي إلى خفض نسبة نجاح العمليّة، كما أن التدخين يخفض نسبة نجاح العملية إلى 50% تقريباً، لذلك يجب الحرص على اتباع نمط حياة صحيّ لزيادة فرصة نجاح العمليّة، مع التأكيد على أن الوضع النفسي للزوجين مهم حتى تتكلل كل الجهود بالنجاح.