روبرت كينيدي يخاطب مناهضي اللقاحات في واشنطن أخيراً. (وكالات)
روبرت كينيدي يخاطب مناهضي اللقاحات في واشنطن أخيراً. (وكالات)




الرئيس كينيدي يستقبل مدير التحقيقات
 الفيديرالية، ويبدو روبرت كينيدي الأب. (وكالات)
الرئيس كينيدي يستقبل مدير التحقيقات الفيديرالية، ويبدو روبرت كينيدي الأب. (وكالات)




كيري كينيدي اضطرت
لتوبيخ شقيقها روبرت على تشبيهاته المسيئة. (وكالات)
كيري كينيدي اضطرت لتوبيخ شقيقها روبرت على تشبيهاته المسيئة. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@

قد تكون مصيبة آل كينيدي في كوفيد-19 أكبر مما عرض لهم في أي وقت مضى من حياتهم، التي مُنيت بعدد من المآسي، أبرزها اغتيال الرئيس جون كينيدي، وشقيقه روبرت كينيدي. فقد تجلت مأساة وباء كوفيد-19 عن ظهور روبرت كينيد الابن، بعد 60 عاماً من اغتيال والده، باعتباره أكبر قادة الحركات المناهضة للقاحات كوفيد-19 على مستوى العالم. وهو أمر أثار دهشة العائلة الممتدة، وغضبها، وخيبة أملها. كان كينيدي الابن ناجحاً جداً كمحام تخصص في القضايا البيئية. وبرز حين تصدى لقضية تنظيف مياه نهر هدسون في نيويورك. لكن لم يصدق أحد أن ثالث أبناء السناتور الراحل، الذي اغتيل برصاص الفلسطيني سرحان سرحان، في 5 يونيو 1968، سيكون أكبر أعداء الجهود التي يبذلها البيت الأبيض، بزعامة الرئيس الديمقراطي جو بايدن، لمكافحة وباء يقتل ما لا يقل عن 1900 أمريكي يومياً منذ أكثر من سنتين.

وكان كينيدي الابن خاطب حشداً من مناهضي اللقاحات في واشنطن الشهر الماضي، زاعماً في كلمته أنه في حال سماح الشخص بإخضاع نفسه للتطعيم، فإن الحكومة الأمريكية تغرس في جسده «شريحة» ستجعله «عبداً مُطيعاً» لتوجيهات الدولة! وانتهى به المطاف ليصبح أبرز وجوه الحركة المناهضة للقاحات، التي تنكر أصلاً وجود فايروس كورونا الجديد. وهو تطور في شخصية كينيدي الابن جعل أفراد الأسرة، وأصدقاءها، وقسماً كبيراً من الجمهور يشعرون بالاستغراب؛ فقد كان رمزاً للأمل في قيادة الأسرة بعد اغتيال والده، ولم يكن عمره تجاوز 14 عاماً. وبعد معركة مشهودة مع التخلي عن إدمان المخدرات، أضحى روبرت الابن محامياً يشار إليه بالبنان في مجال حماية البيئة. وذهب كثيرون إلى أنه بات آنذاك أمل الأسرة في استعادة البيت الأبيض، الذي خرجت منه باغتيال عمه الرئيس جون كينيدي في 1963. بيد أنه بدلاً من ذلك كله كرّس نفسه ليقود التيارات المناهضة للقاحات، مستغلاً اسم عائلته، والأمل الذي علق عليه سواء على الصعيدين السياسي أو البيئي. وقال صديقه منذ 1971 بلايك فليتوود إنه لا يدرك لماذا قرر روبرت الابن أن يغامر بحياته كلها ليكون محارباً للقاحات. وكان كينيدي بدأ حربه على اللقاحات قبل اندلاع نازلة كورونا، بالزعم أن اللقاحات تسفر عن إصابة الأطفال بمرض «التوحُّد». وهو زعم ترفضه المؤسسة العلمية والطبية رفضاً تاماً. ومع ظهور فايروس كوفيد-19 استطاع كينيدي الابن أن يجهر أكثر فأكثر بحملته ضد اللقاحات، خصوصاً مع ظهور اللقاحات التي تم ابتكارها لكبح الفايروس.

ولا تتوقف «خزعبلات» ابن الأسرة الكبيرة على اللقاحات؛ فقد زعم أخيراً أن نشر أبراج شبكة الجيل الخامس للاتصالات الهدف منه «جمع البيانات الخاصة بكل شخص للتحكم في تصرفاته»! وأصدر روبرت كينيدي الابن (68 عاماً) كتاباً حقق أعلى مبيعات في الولايات المتحدة، يتضمن زعمه أن مستشار بايدن للشؤون الصحية الدكتور أنطوني فوتشي، ومؤسس ميكروسوفت بيل غايتس متورطان في مؤامرة كبرى مع شركات الأدوية لتحقيق أرباح ضخمة من أي لقاح يتم ابتكاره لمجابهة الوباء العالمي. واضطرت إدارة موقع إنستغرام العام الماضي إلى حجب صفحة كينيدي الابن، التي يتابعها أكثر من 800 ألف شخص، بسبب ترويجه معلومات مضللة عن اللقاحات. غير أن صفحتيه على «فيسبوك» و«تويتر» لم يتم حجبهما. ولم يرعو روبرت الابن حتى بعدما قرر خمسة من أشقائه الثمانية توبيخه علناً على مواقفه المناهضة للقاحات. وكان تصريحه في واشنطن أخيراً الذي قارن فيه الجهود الحكومية لنشر اللقاحات بمحرقة إبادة اليهود في ألمانيا النازية (الهولوكوست) أمراً مسيئاً، انتقدته حتى زوجته الممثلة شيريل هاينز. مما جعل كينيدي الابن إلى الاعتذار عن تصريحه.

تراجيديا..

على مر عقود

ظلت التراجيديا تمثل جزءا لا يتجزأ من حياة روبرت كينيدي الابن. فقد اغتيل والده النائب العام السابق؛ وعمه الرئيس جون كينيدي. وعاش في ظل شهرة عمه السناتور الراحل إدوارد كينيدي. وما لبث أن أدمن تعاطي الهيروين. وتم القبض عليه بتهمة حيازة الهيروين في داكوتا الجنوبية 1983. غير أنه اختار أن ينضم إلى برنامج لمعالجة الإدمان. وفي 2012 أقدمت زوجته الثانية ماري ريشاردسون كينيدي على شنق نفسها في منزلهما، بعدما قرر روبرت الابن التقدم بطلب للحصول على الطلاق منها. وكان روبرت الابن تقدم أخيراً بطلب استرحام للإفراج عن سرحان سرحان، الذي أدين باغتيال والده في 1986، مدعياً أن سرحان ليس القاتل الحقيقي لوالده!