-A +A
محمد داوود (جدة) - mdawood77@

أكد لـ«عكاظ» استشاري العقم وأطفال الأنابيب وجراحات المناظير النسائية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجدة الدكتور نبيل بن محمد إعجاز براشا أن بطانة الرحم المهاجرة تؤثر في قدرة المرأة على الإنجاب، وفي الحالات الشديدة فإنها تسد أو تغلق أنابيب الحمل، وحتى الحالات البسيطة من بطانة الرحم المهاجرة فإنها أيضاً قد تقلل من فرص الإنجاب، إذ أثبتت الدراسات أن استئصال هذه الأنسجة يساعد بصورة واضحة على زيادة احتمالية الحمل عندما يكون المرض من الدرجة الأولى أو الثانية، ولكن عندما يكون المرض من الدرجة الثالثة أو الرابعة ففرص الحمل أفضل عند اللجوء إلى التقنيات المساعدة للإنجاب مثل أطفال الأنابيب والتلقيح المجهري، مبينًا أنه يتم تشخيص هذا المرض بأخذ السيرة المرضية بشكل تام، وفحص المريضة، ففي كثير من الحالات يستطيع الطبيب أن يجد علامات واضحة لوجود هذا المرض، كما يتم عمل صورة تلفزيونية أو عمل الرنين المغناطيسي لمنطقة الحوض التي قد تساعد في التشخيص أيضاً، إلا أن الطريقة الوحيدة التي تتأكد منها بشكل قطعي بوجود هذا المرض هي إجراء عملية منظار نسائي وأخذ عينات من المرض، والتأكد من وجود خلايا بطانة الرحم المهاجرة بفحص الأنسجة في المختبر.

وقال إن مرض البطانة المهاجرة يندرج ضمن الأمراض المزمنة، التي تصيب المرأة في مرحلة الخصوبة، والذي ينتج عنه خروج خلايا بطانة الرحم وبقاؤها خارجه، ما يجعل هذا المرض غالبا من الصعب تشخيصه، وقد لا يتم تشخيص المرض إلا بعد سنوات كثيرة إذا لم يكن عند الطبيب إلمام كاف عن المرض بسبب أنه لا توجد أعراض معينة له في كثير من الحالات. وقد تظهر أحيانا بعض الأعراض مثل الشعور بآلام شديدة أسفل الحوض أثناء الدورة الشهرية، وقد تظهر أيضا في الإصابة بغثيان أو صداع نصفي أو الشعور بآلام عميقة أثناء العلاقة الزوجية.

وتابع أن مرض البطانة المهاجرة يندرج تحت مسمى الأمراض الحميدة رغم كونه مزمنا لإصابته ما بين 10 ــ 15% من النساء. فوفقا لتقارير طبية فإن 75% من الحالات تظهر ما بين سن 15 ــ 45 سنة، ويمكن لمرض بطانة الرحم المهاجرة أن يصيب أي امرأة في عمر الإنجاب، وعادة ما تكون له علاقة وراثية (ينتشر بين أفراد العائلة الواحدة)، ويزداد في النساء اللاتي ينجبن أول طفل بعد عمر 30 سنة، وفي النساء اللاتي تعانين من عقم و تأخر في الحمل، ومع تطور جراحة المنظار في الوقت الحالي، فإنه يمكن الآن وفي العملية نفسها التي يتم فيها التشخيص إزالة جزء كبير من هذه الأنسجة، وفك الالتصاقات التي قد تكون على أنابيب الحمل، وعلاج جزء كبير من هذا المرض، بحيث يكون هناك زوال للأعراض لفترة طويلة بعد العملية وارتفاع واضح في نسبة الحمل أيضاً لعدة أشهر بعد العملية، وفي حالة عدم حدوث الحمل بعد ٣-٦ أشهر يتم اللجوء لتقنيات أطفال الأنابيب والتلقيح المجهري لزيادة فرص الحمل مع استخدام بروتوكولات علاجية خاصة لهذا المرض، حيث إن فرصة الحمل لا تكون عالية إذا تم استخدام البروتوكولات العلاجية الروتينية للحالات الأخرى.

وعن العلاج يوّضح الدكتور براشا:

يعتمد العلاج كثيراً على عمر المريضة، شدة الأعراض، رغبتها في الحمل والإنجاب، وكمية انتشار هذا المرض، ويكون عن طريق تخفيف الألم باستخدام بعض الأدوية وخاصة عندما تكون الأعراض قليلة، أما الخيار الثاني فهو إيقاف نمو هذه الأنسجة خارج الرحم، ويكون ذلك عن طريق العلاج ببعض أنواع الهرمونات، فمن المعروف أن الهرمون الأنثوي إستروجين ساعد أنسجة بطانة الرحم على النمو، سواء كانت هذه الأنسجة داخل أو خارج الرحم، لذلك فإن أي علاج قد يؤدي إلى نقصان هذا الهرمون فإنه بالتالي يقلل من أعراض هذا المرض، وهناك عدة أنواع من الأدوية المستخدمة لإيقاف نمو هذه الأنسجة منها إبر شهرية أو حبوب يومية تختلف في فاعليتها كما أنها تختلف في الأعراض الجانبية التي قد تسببها، وعادة ما يقوم الطبيب باختيار العلاج المناسب لكل مريضة، أما التدخل الجراحي فيتم من خلال استئصال الأنسجة عن طريق الجراحة بالمنظار في الوقت نفسه الذي تحتفظ به المرأة بقدرتها على الإنجاب بل على العكس قد تزداد نسبة الحمل بصورة واضحة بعد الجراحة لعدة أشهر، وغالباً ما ننصح بالجراحة في الحالات التالية، عندما تكون أنسجة بطانة الرحم المهاجرة أكبر من 4 سم على هيئة أكياس على المبيض أو عندما تكون هنالك التصاقات شديدة، عندما تُغلق هذه الأنسجة أنابيب الحمل وتسبب عقم، عندما يكون هناك ألم شديد لا يمكن السيطرة عليه عن طريق الأدوية، وفي معظم الأوقات يتم استخدام بعض الأدوية بعد الجراحة للتأكد من عدم عودة هذا المرض في وقت قريب.