منى زكي
منى زكي
-A +A
«عكاظ» (جدة) Okaz_online@
يبدو أن الفيلم المثير للجدل «أصحاب ولا أعز» حظي بدعاية واسعة النطاق فاقت أهداف الحملة الدعائية التي ربما كان منتجوه يخططون لها، بعد تداول مشاهده الصادمة التي جوبهت بموجة غاضبة من النقاد والمشاهدين من جهة، جراء الجرأة التي طرح من خلالها مواضيع حساسة غير مألوف تناولها على المستوى العربي وعلى رأسها المثلية، وصدمة المشاهد الجريئة لبعض أبطاله الذين عرفوا بالتزامهم الفني من جهة أخرى، وفيما رُبط العمل كونه فيلماً مصرياً تنصل رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية في مصر، خالد عبدالجليل من هذا الفيلم، قائلاً: «لا علاقة له بمصر لا من قريب أو من بعيد، هذا فيلم لبناني بالكامل ولسنا طرفا فيه بأي شكل من الأشكال».

وأضاف: «هذا الفيلم إنتاج نيتفليكس، وإذا تم طلب عرضه سيعرض على الرقابة، ويخضع لشروطها ومعاييرها». وأضاف «أي حاجة تخرج عن القيم والتقاليد والمعايير الرقابية الصارمة الموجودة في مصر لن تعرض».


الفيلم مأخوذ عن الفيلم الإيطالي «Perfect Stranger» وتدور أحداثه حول 7 أصدقاء يجتمعون على العشاء، ويقررون أن يلعبوا لعبة، حيث يضع الجميع هواتفهم المحمولة على طاولة العشاء، بشرط أن تكون كل الرسائل أو المكالمات الجديدة على مرأى ومسمع من الجميع، وسرعان ما تتحول اللعبة التي كانت في البداية ممتعة وشيقة إلى وابل من الفضائح والأسرار التي لم يكن يعرف عنها أحد بمن فيهم أقرب الأصدقاء.

الفيلم أثار موجة من الانقسام في الآراء بين رواد مواقع التواصل، طغى عليها الانتقاد لصنّاعه وأبطاله، ووصلت الانتقادات حد الاتهام بالترويج لـ«المثلية»، والخروج عن القيم المحافظة للعالم العربي، لما تضمنه الحوار من «ألفاظ نابية، وإباحية». ورأى آخرون أنه عمل جيد، كونه يفضح المسكوت عنه بوجود «المثلية» وضرورة محاربتها والتحذير منها بكل وضوح، وأن ما عابه طريقة ترجمته، وكان من الأفضل لو تم تعريبه بالاستناد إلى قصص وحوارات أكثر اقترابًا من خصوصية العالم العربي دون تجاوز للخطوط الحمراء. وعلق الناقد المصري محمد عبدالرحمن، في تدوينةٍ نشرها على فيسبوك على العمل بالقول «في رأيي أن النقطة الأضعف - دراميا - في أصحاب ولا أعز أنه ليس مقتبسا وإنما مترجم بالحرف وبالكادر من الأصل الإيطالي دون أي تدخل فاعل من الصانع العربي، وهو أمر يشعر به سلبا من شاهد الأصل ويجعل من لم يشاهده ويحكم أخلاقيا على المحتوى الفني يشعر بالصدمة، هذا الفيلم - وقد أكون مبالغا - دراما مستوردة مصنوعة بمستوى ترجمة قوقل».