-A +A
«عكاظ» (جدة)

في وقت يحتفل المجتمع الدولي في 20 أكتوبر الجاري باليوم العالمي لهشاشة العظام أوضح لـ«عكاظ» أستاذ واستشاري الغدد الصماء والسكري بكلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور عبدالمعين الآغا، أن مرض وهن العظام لا يقتصر على كبار السن، بل تجاوز ذلك للأطفال لأسباب عدة، منها: العوامل الوراثية، عدم تناول الحليب بالكميات المطلوبة خلال فترة بناء العظم، عدم التعرض لأشعة الشمس الضرورية، قلة الحركة، نقص الوزن الحاد أو ضعف البنية، فكلما كان الشخص نحيفاً إلى حد غير عادي يكون العظم أكثر عرضة للإصابة بالوهن، ومن الأسباب أيضا العلاج الطويل بمركبات الكورتيزون، وأدوية الصرع بأنواعها المختلفة لفترات طويلة.

وبين الآغا أن أسس الوقاية من مرض هشاشة العظام عند الأطفال تتمثل في طرق بناء عظام قوية وسليمة وحمايتها من التلف وفقدان صلابتها خلال فترة بناء العظم القصوى، التي تبدأ منذ الولادة وحتى سن الـ30 تقريباً، ويمكن لأي طفل أو مراهق أن يتخذ التدابير اللازمة لبناء عظامه بقدر عال، والتغذية الصحية المتوازنة والتركيز على المواد البروتينية وشرب الحليب بمقدار كوبين يومياً (500 ملل من الحليب)، وتجنب شرب المشروبات الغازية، فلقد ثبت علمياً أن مادة الكافيين الموجودة في المشروبات الغازية تعيق امتصاص الفوسفات الضروري لبناء العظم.

ولفت إلى أنه ثبت علميّاً أن النسيج العظمي يكون في أقصى حالات البناء منذ الطفولة وحتّى مرحلة البلوغ والشباب، وبعد سن الأربعين تبدأ صلابة العظم في الانخفاض تدريجيّاً على مدى سنوات عديدة حتّى تصبح العظام أكثر رقّة وهشاشة وذلك مع زيادة عمر الإنسان، وقد ورد ذكر هذا المرض في القرآن الكريم عندما نادى زكريّا عليه السلام ربّه (قال ربِّ إنّي وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك ربّ شقيّا).

وتابع قائلاً «ارتبط مرض وهن العظام، وهو نفس مصطلح هشاشة العظام، باشتعال الرأس شيبا، بمعنى زيادة عمر الإنسان وكبر سنّه، ولكن في العصر الحديث لم يقتصر هذا المرض على كبار السن فقط بل تجاوزه إلى صغار السن (الأطفال) وذلك بسبب تغيّر العادات الغذائيّة الصحيّة، وقلّة ممارسة الرياضة، وكثرة الأمراض المزمنة، واستخدام بعض العقاقير الطبية التي تؤثّر على صلابة وقوّة العظم».

ويوجز البروفيسور الآغا 7 معلومات مهمة وبعض نصائح في النقاط التالية:

• يُعرّف مرض هشاشة العظام بأنّه اضطراب مزمن يحصل في الهيكل العظمي، الأمر الذي يتسبب بزيادة خطر الإصابة بالكسور.

• مرض هشاشة العظام الأوّلي الوراثي يشمل الاضطرابات الوراثيّة التي تؤثّر على النسيج العظمي الضام مثل: متلازمة (إهلرز دانلوس)، ومتلازمة (مارفان)، ومرض هوموسيستين البولي، وأمراض أخرى.

• مرض العظم الزجاجي هو مرض وراثي، ويعتبر الأكثر شيوعاً بين أسباب هشاشة العظام المختلفة لدى الأطفال، وأعراضه تختلف في حدّتها، فمنها الأنواع الحادّة التي تظهر في الفترة المحيطة بالولادة، والأنواع الخفيفة التي تظهر علاماتها في الشخص البالغ.

• بفضل الله يوجد علاج لهشاشة العظام، وهو عقار البيسفوسفونات الذي أدّى إلى تحسن الكثير من هذه الحالات، وتخفيف الأعراض والكسور، ولكن إلى الآن لا يوجد علاج للسبب الأساسي وهو نقص (الكولاجين1).

• من أبرز أسباب هشاشة العظام المكتسب: أمراض الدم الوراثيّة، أو قلّة التعرّض لأشعّة الشمس، أو قلّة تناول الحليب بالكميّات الكافية، أو قلّة الحركة والرياضة، أو أمراض الجهاز العصبي المؤدّية إلى عدم القدرة على الحركة، أو أمراض الكبد والكلى والالتهابات المناعيّة الذاتيّة المزمنة، أو اضطرابات الغُدد الصُم والجهاز الهضمي، أو سوء الامتصاص، أو العقاقير العلاجيّة، أو نقص فيتامين (د) المزمن، أو اضطرابات سوء التغذية، وأسباب أخرى مجهولة السبب.

• من أعراض هشاشة العظام لدى الأطفال واليافعين: الآلام الحادّة المتكررة في عظام الجسم، وخصوصاً عند مزاولة الحركة والرياضة، والتشوّهات العظميّة، وكثرة الكسور المرَضيّة الناتجة عن صدمات خفيفة.

• للوقاية من مرض هشاشة العظام يُنصح بتناول الكالسيوم للأطفال واليافعين أو شرب الحليب ومشتقاته، وتناول فيتامين (د) بجرعة وقائيّة إن تطلّب الأمر، وممارسة الرياضة بشكل دوري، والأكل الصحّي، وتجنّب زيادة الوزن، وتجنّب تناول المشروبات الغازيّة، والمشروبات المحتوية على مادة الكافيين (القهوة)، وكذلك تجنّب التدخين (لفئة اليافعين).