كبسولة ميرك تغير مفهوم الحرب على كوفيد-19. (وكالات)
كبسولة ميرك تغير مفهوم الحرب على كوفيد-19. (وكالات)
مقر «ميرك وشركاه» بالولايات المتحدة. (وكالات)
مقر «ميرك وشركاه» بالولايات المتحدة. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
بدأت تقترب أكثر فأكثر «حبّة» شركة ميرك وشركاه الدوائية الأمريكية التي تستهدف معالجة كوفيد-19. فقد أعلنت الشركة أمس الأول، أنها قدمت طلباً الى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لفسح ما سيكون أول قرص مضاد للفايروسات يستخدم في معالجة المرض الذي يسببه فايروس كورونا الجديد. وسيكون فسح عقار مولنوبيرافير محطة مهمة في الحرب العالمية على الوباء، لأن تناوله سهل، كما أن سعره سيكون زهيداً، ما سيتيح وصوله إلى أكبر عدد من الفقراء في أرجاء العالم المترامية. وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتطلع إلى فسح هذا العقار خلال أسابيع. وإذا تم ذلك فستوزع الأقراص الجديدة على الولايات الأمريكية، بالطريقة نفسها التي اتبعت في تقسيم اللقاحات على الولايات. وستترك للولايات حرية اتخاذ القرار الخاص بكيفية توزيع الدواء الجديد على السكان، سواء أمن خلال الصيدليات، أم من خلال عيادات أطباء الأحياء. وسيكون عشرات ملايين الأمريكيين أهلاً للحصول على هذه الأقراص إذا أصيبوا بالفايروس. وكانت الإدارة الأمريكية دفعت مقدماً لشركة ميرك وشركاه ثمن وصفات علاجية من هذا القرص تكفي لـ1.7 مليون أمريكي، بسعر يبلغ 700 دولار للوصفة المخصصة لمعالجة الفرد الواحد. وهو ما يعادل ثلث قيمة دواء الأجسام المضادة الذي يعطى للمرضى من خلال الحَقْن بالوريد. وقالت شركة ميرك، التي ستقوم بتصنيع الدواء الجديد مع شريكتها ريدجباك بيوثيرابيوتكس التي تتخذ ميامي مقراً، إنها ستنتج كمية من الأقراص الجديدة تكفي لـ10 ملايين نسمة بحلول نهاية السنة الحالية. وأعلنت كل من أستراليا، وماليزيا، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية أنها نجحت في إبرام تعاقدات مع شركة ميرك وشركاه للحصول على كميات من العلاج المرتقب. وأثار ذلك قلقاً متزايداً حول العالم من أن تعمد الدول المقتدرة إلى الاستئثار بأكبر كميات يتم توفيرها من الدواء الجديد، على حساب الفقراء في بقية أصقاع المعمورة. وسيوصف دواء شركة ميرك للمصاب ليتناوله في بيته، بواقع أربعة أقراص (كبسولات) تؤخذ مرتين يومياً لمدة خمسة أيام. ويعني ذلك أن الوصفة العلاجية للشخص يبلغ عدد أقراصها 40 قرصاً لمدة أسبوع. وأثبتت بيانات التجارب السريرية أن حبة ميرك وشركاه نجحت في تقليص احتمالات التنويم والوفاة من الإصابة بكوفيد-19 بنسبة 50%. وتقول الشركة الأمريكية إنها تسعى لفسح دوائها بحيث يقتصر وصفه للبالغين الذين يواجهون مخاطر صحية مرتفعة، كالمصابين بمرض مزمن، أو ضعف في جهاز المناعة. وأضافت الشركة أنها ستتقدم بطلبات مماثلة لفسح دوائها من قبل هيئات الغذاء والدواء في الدول الأخرى خلال الأشهر القادمة. وقال رئيس ميرك رويرت ديفيز (الإثنين) إن الشركة قدمت طلبها الى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بعد عشرة أيام فحسب من حصولها على بيانات التجارب السريرية، لأن الوضع غير العادي للأزمة الصحية العالمية يحتم التحرك بعجلة غير معتادة. ونقلت بلومبيرغ أمس عن نائب رئيس ميرك لشؤون أبحاث الأمراض المُعدية واللقاحات نيكولاس كاترتسونيس إنه مغتبط جداً من المأمونية العالية التي أظهرتها التجارب السريرية؛ إذ لم تحدث أي تأثيرات صحية جانبية تثير القلق. وأضاف أنه يأمل بأن تعلن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية فسح العقار الجديد قبيل نهاية نوفمبر القادم.

وفي شأن ذي صلة؛ قالت شركة أسترازينيكا الدوائية الإنجليزية أمس إن كوكتيلاً من الأجسام المضادة قام بتركيبه علماؤها لمنع تردي الإصابة بمرض كوفيد-19 أثبت فعاليته من خلال التجارب السريرية. وأضافت أنه خفض مخاطر تدهور الحالة الصحية للمصاب بالفايروس إلى النصف، لدى نحو 822 شخصاً ظلوا يعانون الأعراض الظاهرة للمرض منذ نحو أسبوع أو أقل من بدء التجارب عليهم. ولم تطرأ حاجة بعد إعطائهم كوكتيل أسترازينيكا إلى تنويمهم في المستشفى. وكانت تجربة سريرية سابقة، أجريت في يونيو الماضي، على الدواء نفسه أثبتت فعاليته في منع الإصابة المصحوبة بأعراض لدى الأشخاص ذوي المخاطر الصحية العالية، كالمصابين بأمراض مزمنة، كمرضى السرطان، ومن لا تستطيع مناعتهم المقاومة، كالحاصلين على أعضاء تمت زراعتها في أجسامهم. وأعلنت بريطانيا أنها بدأت مراجعة بيانات كوكتيل أسترازينيكا لفسحة؛ فيما تقول الشركة إنها تقدمت بطلب إلى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لفسحه في الولايات المتحدة. وأجريت التجارب السريرية على هذا الكوكتيل في كل من بريطانيا، والبرازيل، والولايات المتحدة، وألمانيا.


على صعيد ثانٍ؛ يجتمع الخميس والجمعة في واشنطن مستشارو هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لدرس البيانات المتعلقة بفسح جرعة تنشيطية ثالثة من لقاح موديرنا الأمريكي، وثانية من لقاح شركة جونسون آند جونسون الذي يعطى أصلاً في جرعة وحيدة. وذكرت «نيويورك تايمز» أمس أن خبراء الهيئة سيكرسون اجتماعهم الخميس لمراجعة بيانات جرعة موديرنا التنشيطية؛ فيما سيكون اجتماع الجمعة مخصصاً لبيانات تنشيطية لقاح جونسون آند جونسون.