البروفيسور سراج عمر ولي
البروفيسور سراج عمر ولي
-A +A
«عكاظ» (جدة)

كشف لـ«عكاظ» البروفيسور سراج عمر ولي، أن البدانة تعتبر من بين أهم عناصر خطر الإصابة باضطرابات التنفس أثناء النوم، حيث يصاب نحو 60% من الرجال أصحاب الوزن المفرط بانقطاع التنفس أثناء النوم بدرجات متفاوتة.

وبين أن الوزن الزائد عادة ما يؤدي إلى تراكم الشحوم حول الرقبة، مما يؤدي إلى ضيق مجرى الهواء العلوي وترهل أنسجة وعضلات البلعوم ومن ثم إعاقة التنفس أثناء النوم.

زيادة الشعور بالنعاس

وبين أن نسبة الإصابة بخمول الغدة الدرقية وقلة إفرازها لهرمون «الثايروكسين» تزيد عند النساء أكثر من الرجال، مما يؤدي عادة إلى زيادة الوزن وكسل عضلات البلعوم، وهذا من ضمن الأسباب التي يجب التنبه إليها وعلاجها قبل التحكم في أعراض اضطرابات التنفس أثناء النوم عند النساء.

وأوضح أنه بالنسبة لقياس محيط الرقبة، فإن مقاس (17 بوصة) للرجال و(16 بوصة) للنساء يعتبر حدا علميًا فاصلًا يزيد بعده خطر الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم، وتتمثل الأعراض بوضوح في الشخير المرتفع، ونوبات الاختناق والتململ أثناء النوم والشعور بالصداع والخمول المفرط عند الاستيقاظ في الصباح.

وأشار إلى أن انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم يمكن أن يظهر في صورة أعراض لا تدل على المرض بالضرورة، وتشمل زيادة الشعور بالنعاس أو الإرهاق خلال النهار، وتعكر المزاج، والاكتئاب، والقصور في ممارسة العلاقة الزوجية.

ارتفاع ضغط الدم

وبين أن اضطرابات التنفس أثناء النوم تؤثر سلبًا على وظائف الأعضاء بما في ذلك القلب والأوعية الدموية، فقد أثبتت عدة دراسات طبية معتمدة أن مرض انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم يشكل عنصر خطر أساسياً ومستقلاً يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم وصعوبة التحكم به، كما يرتبط هذا المرض على المدى الطويل بقصور الدورة الدموية لشرايين القلب التاجية، وكذلك هبوط عضلة القلب واختلال نبضاته، وهناك من الدلائل ما تشير إلى ارتباطه بجلطات الدماغ وتأثيره على هرمون الأنسولين، مما يزيد من احتمال خطر الإصابة بمرض السكري خصوصا عند أصحاب الوزن الزائد.

الجراحة آخر الحلول

وقال إن من الضروري التأكيد على أن انقطاع التنفس أثناء النوم مرض عضوي يمكن علاجه وتجنب مضاعفاته الصحية والاجتماعية بشكل فعال، ويختلف العلاج بطرقه الطبية والجراحية باختلاف شدة المرض، وكذلك بحسب عمر المريض ووزنه أو إصابته بأمراض مزمنة أخرى، وعموما يساعد إنقاص الوزن الزائد والامتناع عن التدخين وانتظام مواعيد النوم والاستيقاظ على تحسّن حالة المريض، إلا أنه في أغلب الحالات، يتم اللجوء إلى معالجة المريض على المدى الطويل بواسطة جهاز دفع الهواء «CPAP» الذي يدفع الهواء المضغوط بدرجات متفاوتة خلال مجرى التنفس بواسطة كمامة توضع على الأنف أو الأنف والفم معا، مما يعمل على إبقاء مجرى الهواء مفتوحاً وتأمين استقرار وظيفة التنفس أثناء النوم، ومن ثم الشعور بالراحة عند الاستيقاظ وخلال ساعات النهار.

وتابع: كما يمكن في بعض الحالات القليلة، اللجوء إلى جراحات الأنف أو الحلق المختلفة أو الاستعاضات الخاصة بالفم والأسنان والتي تستخدم أثناء النوم، ولا بد من التنويه، إلى أن استعجال جراح الأنف والأذن والحنجرة في إجراء عمليات سقف الحلق (قص اللهاة أو جزء من سقف الحلق الرخو)، قبل التقييم الشامل والدقيق من طبيب اضطرابات النوم وإجراء فحص النوم للمريض، يعد إجراء غير مهني، لا يصب في مصلحة المريض على المدى الطويل، ولا يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم بشكل فعال بالضرورة، بل قد يتسبب في مضاعفات عضوية مزمنة، تجعل من الصعب علاج المريض بشكل فعال بأجهزة دفع الهواء.