الموسيقى الهادئة.. تستحضر الذكريات الجميلة.
الموسيقى الهادئة.. تستحضر الذكريات الجميلة.
-A +A
«عكاظ» (النشر الإلكتروني)

ينصح عدد كبير من الأطباء بضرورة سماع الموسيقى للتخلص من الكثير من الأعراض المرضية المزعجة، لكن لا يعرف الكثيرون ماذا تفعل الموسيقى في أدمغتنا.

ويقدم موقع «تايمز نيوز ناو» تقريراً مطولاً، حول ما تفعله الموسيقى في الدماغ، وكيف تتحول إلى مصدر علاج.

تثبت الأبحاث أن الموسيقى هي وسيلة رائعة للتخلص من التوتر.

وكتبت الدكتورة آني هايدشيت، معالجة الموسيقى المعتمدة، والحاصلة على درجات علمية في العلاج بالموسيقى: «​​كان الكاتب المسرحي الإنجليزي ويليام كونجريف في القرن السابع عشر متقدماً على عصره عندما كتب: للموسيقى سحر للتهدئة، ولتليين الصخور أو ثني بلوط معقود وربما كان أول معالج بالموسيقى»، وفقا لـ«سبوتنيك».

في دراسة أجريت عام 2009، قرر فريق في مستشفى سودرتاليا في السويد إجراء تجربة للعلاج بالموسيقى، والتي أثبتت نجاحاً كبيراً.

الموسيقى والقلق

يمكن أن يؤدي القلق إلى ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم بطرق تؤدي إلى إبطاء التئام الجروح، وتأخير التعافي، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى.

ويمكن أن تتداخل التوترات الشديدة قبل العملية أيضاً مع بداية التخدير الجراحي.

ووجد الخبراء أن «دقائق من الموسيقى»، التي يمكن أن تسبق الجراحة، ستكون «ضرورية» لنجاح العملية على المدى الطويل.

لمواجهة هذه المخاطر، غالباً ما يعطي الأطباء مرضاهم مهدئاً خفيفاً مثل الفاليوم - وهو شيء يهدئ القلب والأعصاب.

ولكن الفريق الطبي، بدلاً من إعطاء مخدر الفاليوم، جعلوا المرضى يستمعون إلى الموسيقى الهادئة لحوالى من 20 إلى 40 دقيقة قبل الذهاب إلى العملية. ووجدت الدراسة أن المجموعة، التي استمعت إلى الموسيقى الهادئة شهدت انخفاضاً واضحاً في القلق قبل العملية. ووجدت دراسة أخرى أن الموسيقى تقلل بشكل موثوق من القلق بين الأشخاص، الذين يستعدون للخضوع لعمليات جراحية.

كما يمكن أن يساعد المعالجون الموسيقيون المدربون الآن الأشخاص على إدارة اضطرابات القلق والحالات الجسدية أو النفسية الأخرى بدءا من اضطرابات الألم إلى اضطراب ما بعد الصدمة.

الموسيقى و«كوفيد 19»

وفقاً لتقرير أغسطس الصادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي، عانى ما يقرب من ثلث الأمريكيين من أعراض القلق والاكتئاب خلال شهر يونيو.

في الوقت الذي يستمر فيه الصراع الاجتماعي والسياسي والتهديد بفايروس قاتل مثل كورونا المستجد المسبب لمرض «كوفيد-19» في إثارة القلق واليأس على نطاق واسع، فمن المحتمل أن تقدم الموسيقى، لمحة نور وسط الظلام.

ويمكن أن تساعد الموسيقى العاملين في الخطوط الأمامية لمواجهة «كوفيد-19» كأداة لتخفيف مستويات التوتر، نظراً لعملهم في مناوبات مرهقة قد تصل إلى 12 ساعة يومياً.

كيف تعمل الموسيقى على الدماغ؟

على مستوى أعمق، تحفز ألحان الموسيقى أنشطة اللوزة في الدماغ، التي تنظم المشاعر العاطفية، وحتى جذع الدماغ، وهو مركز للعديد من الوظائف الحيوية لأجسامنا مثل التنفس ومعدل ضربات القلب والهضم.

وقالت مجلة «برين وورلد» العلمية المتخصصة إن الموسيقى يمكن أن تساعد على تقليل القلق والاكتئاب. ويمكن أن يخفض الاستمتاع إلى الموسيقى من معدل ضربات القلب، وضغط الدم، والأعراض الجسدية الأخرى.

ونقل التقرير عن خبير متخصص في العلاج بالموسيقى قوله: «الشخص الذي يشعر بالحزن الشديد يحتاج إلى لحظة تنفيس لحزنه، لذلك فالاستماع إلى مقطوعة من الموسيقى الحزينة قد يسمح له بالبكاء، وبالتالي بالعودة إلى التوازن».

العلاج بالموسيقى

ويحدد التقرير مجموعة من الأعراض السلبية التي يمكن أن تعالج عن طريق الموسيقى، وفقاً لما نشرته مجلة «جامعة سنترال فلوريدا»، جاءت على النحو التالي:

- تغيير قدرتك على إدراك الوقت.

- الاستفادة من الخوف البدائي.

- تقليل نوبات الهلع.

- تجعلك متصلاً أفضل مع الآخرين.

- تجعلك تشعر أنك أقوى.

- تقوية جهاز المناعة لديك.

- تساعد في إصلاح تلف الدماغ.

- تجعلك أذكى.

- استحضار الذكريات.

- تساعد مرضى باركنسون (الشلل الرعاش).