-A +A
محمد النعمي (جدة) meiss20@
تبقى كرة القدم لعبة جماعية في قواعدها الأساسية، وجمالها يكمن في الروح الرياضية والفرح لحظة الانتصار واعتلاء المنصات ومعانقة الذهب، وهي مسرح لكتابة المجد وصناعة النجومية وبناء قاعدة كبيرة من الجماهيرية لكنها لا تصل لحدود السطوة على الأندية ولي الذراع وهو ما حدث أخيراً من خروج صريح عن المألوف وتجاوز للخطوط الحمراء في ظاهرة تكررت وإن اختلفت الصورة إلا أن المضمون واحد، مستغلين حب الجماهير لتحقيق أهداف خاصة ومصالح شخصية بغض النظر عن التأثير السلبي العائد في المقام الأول على الكيانات «الأندية».

هناك من يرى بأن النجومية المتفردة لها تقديرها، وبالتالي فإن من حق النجم الذي يصنع فارقاً في ناديه أن تكون له كلمته ولكن دون مغالاة، وعلى النقيض تماماً فئة أخرى ترى بأن النجم مهما علا شأنه هو عود في حزمة، ويجب أن ينصرف إلى الملعب، وأن يتصرف كلاعب فقط، دون التدخل في الأمور الإدارية أو حتى الفنية إلا إذا طلب رأيه استناداً على نجوميته وخبرته.


في هذا الشأن يرى المدرب الوطني والخبير الرياضي الدكتور عبدالعزيز الخالد أن المشكلة الأساسية أن من يدير الاحتراف هم الهواة، ومازلنا نتعامل بأسلوب الهواة على مستوى الإداريين واللاعبين، كذلك وللأسف الاحتراف لدينا يحتاج إلى تطوير في غالب تفاصيله والإعلام خاصة، البرامج الرياضية للأسف مشغولة بالمشاحنات وزيادة حدة التعصب وتقديم الإثارة المصطنعة بدلاً من تقديم الحلول والنصائح للرياضيين لتحسين أدائهم ومعالجة أخطائهم.

اللاعب جزء من منظومة كرة القدم وعندما يتعرض للضغوطات وأحياناً للإساءة يحتاج معها لتقديم وجهة نظره وموقفه للرد على المتعصبين من الإعلاميين والنقاد الرياضيين المنتمين للأسف للأندية.

ومفترض من اللاعب التركيز على الملعب والأداء الفني والقيام بواجباته مع الفريق وهذا هو الأصل، لكن في ظل هذا الشحن ربما نقدم العذر للاعب والمدرب وفي هذه الحالة علينا التعامل مع اللاعب كبشر وليس آلة ولكل فعل ردة فعل طبيعي جداً.

ختاماً في حال تطبيق الاحتراف الحقيقي بكامل تفاصيله سيكون لنا الحق في محاسبة اللاعب وعدم السماح له بالخروج عن النص سواء بتصاريح أو من خلال قنوات التواصل الاجتماعي.