صينيتان تتحادثان عبر سور يغلق منطقتي سكنهما في شنغهاي. (وكالات)
صينيتان تتحادثان عبر سور يغلق منطقتي سكنهما في شنغهاي. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
أنباء محبطة للباحثين عن لقاح ضد مرض كوفيد-19 على هيئة بخاخ في الأنف. فقد قال باحثون في جامعة أكسفورد إن لقاحاً يُرَشُّ في الأنف، يقومون بتطويره مع شركة أسترازينيكا الدوائية البريطانية والسويدية العملاقة، أظهرت نتائج أول تجربة سريرية عليه عدم وجود ما يبشّر بأنه سيكون فعالاً. وأشارت صحيفة «الغارديان» أمس إلى أن العلماء البريطانيين قرروا التخلي عن تطوير البخاخ بشكله الراهن، على أمل أن يتمكنوا من تطوير صيغ أخرى للقاح الجديد، خصوصاً إمكان تطوير عبوة قادرة على بخ اللقاح بعمق ليصل إلى الرئتين مباشرة. وقالت مسؤولة التجربة السريرية في معهد جينر التابع لجامعة أكسفورد الدكتورة ساندي دوغلاس: إن بخاخ الأنف لم ينجح في الدراسة بالشكل الذي كنا نأمله. لكنها رأت أن ابتكار لقاحات تدخل الجسم عن طريق الأنف تظل نهجاً واعداً. وأقرت بأن الدراسة خلصت إلى أنه ستكون هناك على الأرجح تحديات جمّة لصنع بخاخات أنفية يُركن إليها. وكان العلماء حرصوا على تجريب محاولة إنتاج لقاح يتم رشه في الأنف منذ بداية اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد، نظراً إلى سهولة استخدامه، مقارنة بالإبر. كما أن من شأن رشّه في المناخير أن يحاصر الفايروس في المحطة الأولى لرحلته صوب خلايا الجسم. ومما ينبغي ذكره أن اللقاحات الحالية المضادة لكوفيد-19 فعالة جداً في منع تدهور الحال الصحية للمصاب بالفايروس؛ بيد أنها أقل فعالية في منع تسلل الفايروس إلى أعضاء الجسم الداخلية. وقامت شركة أسترازينيكا بتمويل التجربة الفاشلة، التي انطوت على الاستعانة بنحو 30 شخصاً لم يتم تطعيمهم بلقاحات كوفيد-19، و12 متطوعاً حصلوا على اللقاح البخاخ باعتباره جرعة تنشيطية بالنسبة إليهم. وفيما لم تسفر التجربة عن إثارة أية ملاحظات في شأن مأمونية اللقاح البخاخ؛ توصل القائمون على التجربة إلى أن اللقاح البخاخ أحدث ردود أفعال مناعية ضعيفة، لم تكن كافية للتشجيع على الاستمرار في الصيغة الحالية للبخاخ. وأشار الباحثون إلى أنهم عنوا خلال التجربة بقياس مستوى الأجسام المضادة في الغشاء المخاطي بالأنف، وفي الجسم بوجه عام. ولم تظهر أدلة كافية على تكون أي أجسام مضادة في الغشاء المخاطي بعد بخّة واحدة من اللقاح الجديد. وبعد بختين من اللقاح الجديد تكونت أجسام مضادة في الغشاء المخاطي لدى عدد من المتطوعين. لكنها لم تكن كافية بالمستوى الذي يحدث عادة بعد التعافي من الإصابة بالفايروس. وأبلغ عدد ضئيل من المتطوعين عن تكون أجسام مضادة في أجسامهم بعد نحو شهر من إعطائهم بخة أو اثنتين من البخاخ. وبوجه عام، كان مستوى الأجسام المضادة الناجمة عن تعاطي اللقاح البخاخ أقل كثيراً مما يحدث لدى الشخص الذي يحصل على إبرتين من اللقاح نفسه. وأشارت «الغارديان» إلى أن نتائج التجربة خيبت أمل العلماء البريطانيين، خصوصاً أن الصين والهند أحرزتا تقدماً كبيراً في شأن ابتكار لقاح يعطى من خلال الرش في الأنف. فقد أقرت الجهات الرقابية في الصين بخاخاً ابتكرته شركة كانسينو بيولوجكس في مدينة تيانجن. ويتم إطلاقه من خلال بخاخ قوي يحول اللقاح السائل إلى رذاذ. فيما نجحت شركة بهارات بيوتك الهندية، التي يوجد مقرها في حيدرأباد، في تطوير لقاح يتم استخدامه من خلال بخ قطرات منه في الأنف بواقع جرعتين.

ومن أكبر المشكلات التي تعترض نجاح اللقاح البخاخ الذي ابتكره علماء جامعة أكسفورد البريطانية، أن معظم قطراته التي ترش في الأنف تنحدر إلى المعدة حيث يتم تدميرها، بدلاً من أن تبقى تلك القطرات في الأنف والحلق والرئتين، لتقوم بتدمير الفايروس عند محاولته التسلل من الأنف إلى خلايا جسم المصاب. ومن الحلول المقترحة لتجاوز هذه المشكلة أن يصنع اللقاح بتركيز عالٍ، أو تتم إعادة صياغة تركيزه، بحيث يمكن لأكبر قدر من مادته السائلة أن تلتصق بالغشاء المخاطي. وعلى رغم فشل التجربة؛ قال أستاذ اللقاحات والالتهابات بجامعة كامبريدج البروفيسور غوردون دوغان: إن نتائج التجربة مهمة جداً، «لأننا بحاجة إلى علم أفضل لفهم كيفية بناء مناعة من خلال الأنف والفم». وأضاف أن اللقاحات البخاخة توفر فرصة جيدة لتوفير مناعة موضعية، قد تكون كفيلة بمنع تفشي الفايروس، والحيلولة دون ظهور سلالات متحورة قادرة على تفادي فعالية اللقاحات. وأشارت بلومبيرغ أمس (الثلاثاء) إلى أن شركة أسترازينيكا تقف وراء ابتكار لقاح «فلومست» المضاد للإنفلونزا الذي ينتج في هيئة بخاخ يتم رشه في الأنف. وينظر إليه على نطاق واسع بأنه بديل جيد للإبر، وبمستطاعه توفير قدر ملائم من الحماية في العضو الذي يبدأ منه الفايروس رحلته صوب خلايا الجسم. وأشارت بلومبيرغ إلى أن تجربة القاح البخاخ بدأت في جامعة أكسفورد منذ منتصف سنة 2021 وانتهت في 2022.


الصين تشدد التدابير الصحية في مدنها الكبرى

شددت الصين تدابير الوقاية من كوفيد-19 في مدنها الكبرى، خصوصاً شنغهاي وشينزن، تزامناً مع الاتجاه التصاعدي للإصابات الجديدة هناك. وقررت مدن عدة إغلاق المدارس، ومرافق الترفيه، والمزارات السياحية. وقالت السلطات في بكين أمس (الثلاثاء) إنها سجلت 2089 حالة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، تمثل العدد الأكبر منذ 20 أغسطس الماضي. وأعلنت شنغهاي، التي يبلغ عدد سكانها 22 مليوناً، أنها سجلت 28 إصابة جديدة الإثنين. وفي محاولة لتفادي إغلاق شنغهاي، بسبب كلفته الاقتصادية الباهظة، أعلنت السلطات أن على سكان جميع أحياء المدينة البالغ عددها 16 حياً، أن يخضعوا للفحص الجماعي مرتين كل أسبوع حتى 10 نوفمبر القادم. وتقرر أن يتم تكثيف الفحوص للمسافرين القادمين من خارج المدينة. وأشارت رويترز أمس (الثلاثاء) إلى أن 26 مدينة صينية ظلت قيد الإغلاق حتى الإثنين، ما يؤثر في حياة 196.9 مليون نسمة. وكان عددهم لا يتجاوز 179.7 مليون نسمة الأسبوع الماضي. وأبلغت مدينة شينزن الصناعية -الواقعة جنوب الصين- عن إصابات عدة بسلالة BF.7 المتحورة الجديدة. وقالت سلطاتها إن المسافرين القادمين للمدينة يجب أن يخضعوا لفحص يومي على مدى ثلاثة أيام في هذه المدينة التي يقطنها 18 مليوناً.

أعلنت اليابان أمس (الثلاثاء) فتح أبوابها للسياح بعد حظر استمر أكثر من سنتين بسبب نازلة كورونا. وقالت السلطات إنها قررت السماح للسياح القادمين من أكثر من 20 دولة من دون تأشيرة دخول. ويأمل رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أن تؤدي عودة السياح إلى إنعاش الاقتصاد الياباني، لكن المراقبين يقولون إن السياحة اليابانية تعاني من نقص كبير في عمال القطاع، والقلق المستمر من تفشي كوفيد-19. وقال كيشيدا إن حكومته تأمل بأن تصل عائدات السياحة إلى 34.5 مليار دولار سنوياً.