الوزير والسفير السابق د. عبدالعزيز خوجة متحدثاً للزميل عبدالله عبيان في برنامج «من .. إلى» عبر «عكاظ بودكاست».
الوزير والسفير السابق د. عبدالعزيز خوجة متحدثاً للزميل عبدالله عبيان في برنامج «من .. إلى» عبر «عكاظ بودكاست».
-A +A
حاوره: عبدالله عبيان Abdullah_Obian@ أعده للنشر: طاهر الحصري taher_ibrahim0@
أكد وزير الثقافة والإعلام والسفير السابق الدكتور عبدالعزيز خوجة لـ«عكاظ» أن «حزب الله» أدخل إيران إلى لبنان بـ«الطول والعرض»، مشيراً إلى أن «حزب الله» لا ينكر تمويل إيران له بالأسلحة والميزانية اللازمة لذلك. وأوضح خلال استضافته في برنامج «من إلى» عبر «عكاظ بودكاست»، الذي تحدث خلاله عن مراحل حياته المختلفة بدءاً من عمله الأكاديمي، ثم انتقاله إلى وزارة الثقافة والإعلام، ثم عمله سفيراً في وزارة الخارجية لعدة دول (تركيا، الاتحاد السوفيتي، روسيا، المغرب ولبنان)، ثم توليه حقيبة الثقافة والإعلام، أنه لم يكن راضياً عن الجمع بين الثقافة والإعلام في وزارة واحدة، لافتاً إلى أن قراره إيقاف مكاتب قناة «وصال» جاء لأنها كانت تضر بالوحدة الوطنية، منوهاً إلى أنه أصدر قراره بإغلاق القناة ليلاً وأعفي من منصبه وزيرا للثقافة والإعلام في الصباح. وبيّن أنه نصح رئيس الشيشان السابق دوداييف بعدم الانفصال عن روسيا، إلا أن الأخير غضب منه ولم يستمع للنصيحة. تفاصيل أخرى يكشفها الحوار عن الشعر، والإفراج عن مؤلفات

غازي القصيبي، وعلاقته بالفنانين


العرب، فإلى التفاصيل:

• ماذ أعطت المسيرة الحافلة في الثقافة الإعلام والشعر والمجال الأكاديمي للوزير عبدالعزيزخوجة؟

•• أولا أحب أن أنوه بدور «عكاظ» بأنها تواكب وتنهض سريعا كوسيلة من وسائل الإعلام، فلدى رؤساء تحريرها ومديريها والعاملين بها مثابرة، ومسارات جديدة. ومنها هذا «البودكاست» وغيره من الوسائل الإعلامية الأخرى.

وبالنسبة للمسيرة فهي رحلة كبيرة جدا، إلا أنه لم يكن لها تخطيط، ولكن حدثت هكذا بترتيب إلهي للأصلح بالنسبة لي، فكل اتجاه مارسته كان بشغف وبحب. وأعتقد أن الحب والشغف يعطي النجاح، فحينما عدت أحمل شهادة الدكتوراه في الكيمياء، قررت أن استمر وكنت عميدا لكلية التربية، وزميلي الدكتور عبدالوهاب عميدا لكلية الشريعة، فقمنا بتغيير البرامج والترتيبات وأعددنا معامل للغات والكيمياء والرياضيات، وتم تحريك الكليتين إلى أن أصبحتا كليتين حديثتين قابلتين لتكونا نواة لجامعة أم القرى، واستكملنا المسيرة، ثم ذهبنا إلى الحرم الشريف ودعونا أن يحقق ربنا مساعينا، وبالفعل تم انضمام الكليتين إلى فرع جامعة الملك عبدالعزيز في مكة، ثم جاء الدكتور محمد عبده يماني، وأصبح وزيرا للإعلام، وطلبني وكيلا لوزارة الإعلام.

الانتقال من «الإعلام» لـ«الخارجية»

• كثير من القراء يتبادر إلى أذهانهم كيف انتقل الدكتور عبدالعزيز خوجة إلى وزارة الإعلام وهو متخصص في الكيمياء؟

•• شخصيا فوجئت بتعييني بموافقة مجلس الوزراء وكيلا لوزارة الإعلام، فهذه نقلة كبيرة جدا، رغم أني لم أسعَ إليها، وقلت إن المولى عز وجل أراد لي الخير في ذلك، وبالفعل تعاونت مع فريق متكامل برئاسة الوزير الدكتور محمد عبده يماني، رغم أني كنت بعيدا تماما عن عالم الصحافة والإعلام، إلا أن الدكتور يماني كان متميزا جدا، وغير أشياء كثيرة منها العلاقات مع الصحفيين، كانت فترة متميزة في الحقيقة، كما كانت رحلتي مليئة بالأحداث، وتعرفت على عالم جديد، ككيفية صياغة الخبر، وكيف تعرف أن هذا الخبر صحيح، لذا فإن للإعلام فضلا كبيرا بلقائي الشخصيات الفذة في داخل المملكة وخارجها، ومعرفتي بكبار رجال الدولة، وبالملوك، وأولياء العهد، والوزراء، والأدباء والصحفيين.

• كيف انتقلت من وزارة الإعلام إلى وزارة الخارجية؟

•• جاء صديقنا الكبير الأخ علي الشاعر، وكانت له وجهة نظر في شخصي، وأبلغته عن طريق صديقي الشيخ محمد النويصر برغبتي الرجوع إلى جامعة الملك عبدالعزيز، فصدر أمر ملكي بعودتي للجامعة مرة أخرى برتبة أستاذ، وكنت سعيدا جدا، وفجأة بعد أكثر من عام ونصف، وكنت بمدينة جدة، جاءني اتصال من الشيخ عبدالرحمن منصوري، قال لي: تعرف تتكلم تركي؟ فقلت: لا، فقال: ما يحتاج تفكر.. تعال إلى الوزارة غدا. وفعلا ذهبت، وساعدوني في الوزارة في الترتيب والنقل من الإعلام للخارجية،

ودخلت عالما جديدا مختلفا تماما من الإعلام إلى وزارة الخارجية، وكان وقتها وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وهو أستاذنا ومعلمنا، والعرب جميعهم يحترمونه، وكنت على تواصل دائم معه، إذ فرح كثيرا بتعييني سفيرا، واحتضنني وذهبنا إلى الملك فهد، الذي كان آنذاك وليا للعهد، وأثنى علي الأمير سعود أمام الجميع.

وتقوت العلاقة بيني وبين الأمير سعود وكانت مميزة جدا، فهو أستاذي ومعلمي في سنوات عملي بالخارجية. وذات مرة كان هناك لقاء في تركيا، وحضر الأمير سعود، وأبلغني برغبة الملك أن أكون سفيرا للمملكة في موسكو، وحينها كان قد بدأ تفكك الاتحاد السوفيتي بسرعة كبيرة جدا، فاضطررت للعودة إلى السعودية مرة أخرى، لتغيير أوراق اعتمادي.

طقوس القراءة وساعات النهار

• واضح أنك قارئ نهم، نود أن نعرف طقوسك في القراءة بمكتبتك، وكم تنفق من الوقت في القراءة؟

•• هذه المكتبة مسيرة حياتي، وهذه الكتب جزء منها، وتعلمت أن أقرأ في كل شيء، الروايات والقصص وغيرها، الآن أقرأ في السياسة، والتاريخ، والفلسفة، والشعر.

• كم ساعة في اليوم تقريبا؟

•• من الساعة 10 صباحا أحاول مثلا استرجاع قراءة كتاب قديم، أو أكتب شيئا ما، تقريبا الصباح كله أستوعبه في القراءة.

• الفلسفة دخلت الجامعة حاليا، كيف ترى هذا؟

•• هذا شيء ضروري للإنسان أن يتابع ما كتب لكل أعلام الفلسفة في كل مكان في الشرق والغرب.

«لبنان عد أملاً»

• الأسبوع الماضي كان هناك حدث فني كبير، قادته الفنانة هبة القواس في الأوبرا، النص كان من أشعارك، بعنوان «لبنان عد أملا»، وهذه رسالة وطنية وإنسانية، دعنا نتحدث عن فكرة هذا العمل وأدائه؟

•• القصيدة ليست قصيدة حديثة، فقد كتبتها عندما كنت سفيرا بلبنان، عن لبنان هذا البلد المتميز بالحضارة، إلا أنه ابتلي للأسف بالساسة، وهؤلاء للأسف سبب ما يحدث من خراب في لبنان، وكنت صريحا جدا وعاتبت فيها ساسة لبنان، وما يحدث له من حروب وتهجير، فلبنان فقد أبناءه كلهم، فالتغيير السكاني في منتهى الخطورة، ما سيغير النمط الثقافي والفكري الذي كان يميز لبنان. والأغنية غنتها الفنانة هبة في أنحاء كثيرة من العالم بلغة راقية جدا، وفعلا الوقت كان مناسبا جدا لهذه القصيدة.

• التعدد الثقافي والفكري يعطي للبلدان الكثير من التميز، إلا لبنان، لماذا؟

•• التعدد الثقافي أعطى لبنان كثيرا جدا في الثقافة والشعر وغيرها، إلا أن الخلل كان في السياسيين وانتماءاتهم وأطماعهم المختلفة، وكثير منهم أعرفهم شخصيا، وأنا صريح معهم أيضا، فمشكلة لبنان مع بعضهم بعضا، فمثلا «حزب الله» انتماؤه وسياسته بالكامل لإيران، وفعلا أدخل إيران إلى لبنان بالطول والعرض، وهو لا ينكر هذا، ولا ينكر تمويل إيران له بالأسلحة والميزانية وكل شيء، وخططه السابقة تقول إنه يتمنى أن يكون لبنان جمهورية إسلامية تابعة للجمهورية الإيرانية، وهذا الذي يحدث؛ يجر لبنان وانتماءه إلى حضارة غريبة عنا نحن العرب.

شعر الغزل هو الأساس

• يبدو أنك تحب شعر الغزل، فبالإضافة للزخم الإعلامي لأغنية هبة القواس، إلا أنك تعاونت مع محمد عبده، وعبادي الجوهر، وكريم الصقلي، وغيرهم من عمالقة الفن العربي.

•• صحيح، إذ إن شعر الغزل هو الأساس في الحقيقة.

• هل أنت تختار الفنان لنصك؟ أم الفنان هو من يختار النص؟ أم الصدفة تلعب دورها؟

•• أحيانا الصدفة تلعب دورا، إذ لا أكتب القصيدة لمغنٍّ أو مطرب ما بعينه، لكنها أشياء تحدث بالصدفة، فمثلا عبدالرب إدريس صديق مثقف جدا، وقال لي أريد أن ألحن قصيدة «لقاء الساعتين»، وبلغني أن الفنان محمد عبده يريد أن يغنيها.

• هل تحدثنا عن تعاونك مع عبادي الجوهر؟

•• عبادي فنان جميل، ومحظوظ أنه غنى لي أغنيتين.

ولادة «لقاء الساعتين»

• نريد أن نقتحم خصوصية قصيدة لقاء الساعتين، كيف ولدت تلك القصيدة؟

•• هذه القصيدة كتب عنها كثيرون كسمير عطا الله وغيره، وكان بيني وبين صديقي وأخي المرحوم غازي القصيبي مناوشات بسببها، وتعود تفاصيلها إلى أني قابلت رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، وعدت على أساس أن أكتب التقرير، وأمسكت بالقلم لأكتب، ولكني كتبت هذه القصيدة، كيف كتبتها لا أدري، حتى أن زوجتي قالت لي هل أنت متأكد أنك قابلت رئيس النواب ورئيس الوزراء طوال الساعتين أم قابلت أحدا آخر؟ وبالطبع زميلي المرحوم غازي القصيبي مزح معي كثيرا بسبب تلك القصيدة.

• نود أن تحدثنا عن علاقتك مع الوزير غازي القصيبي؟

•• علاقتي معه كانت مميزة وقوية طوال الوقت، فهو كان خارج إطار الوزارة يرسل قصائد وأرسل له أنا بعضها حينما كنت سفيرا في المغرب وموسكو، وكنت أسمعه كثيرا من القصائد، وكنا أحيانا في الرحلات الطويلة نجلس في غرفة مع الدكتور عبدالعزيز الخويطر، وكان يستفزني ببعض الأبيات فاضطر أن أرد عليه، وكان الخويطر سعيدا جدا. وكان غازي صريحا وجريئا ويحب بلده وملتزما بدينه رحمه الله.

• هل حاولت أن تكتب رواية في يوم ما؟

•• في البدايات حاولت وكتبت، لكن الشعر عندي مسيطر، وأنا في رأسي رواية معينة عن أوقات الشباب والمراهقة بين مكة والطائف، وتلك المرحلة كونت دون شك قواعد كبيرة للإنسان، لكني مخلص للشعر بدرجة كبيرة.

قرار جريء ورفع حظر

• كيف كانت تجربتك في حمل حقيبة وزارة الثقافة والإعلام؟

•• جئت بعد رحلة طويلة من العمل في السفارات والعمل الأكاديمي إلى وزارة الثقافة والإعلام، ولما عدت كنت أحب عمل الإعلام، وهذه الرحلة أضافت لي كثيرا.

• أثناء توليك الوزارة كنا نقرأ كتبا لم نقرأها من قبل، وفي قرار جريء منك رفعت قرار الحظر عن كتب للدكتور غازي القصيبي، وهذه جرأة تحسب لك.

•• الدكتور غازي كان رجل دولة، وكان وزيرا والملك يثق فيه، وفي كتاباته.

• هل وجدت إحراجا في ذلك؟

•• أبدا ما وجدت إحراجا، وكان الصواب فعل هذا الشيء، إذ لا يمكن الآن أن تحظر أي شيء فالعالم كله أصبح مفتوحا، فأنت في بيتك بضغطة زر تستطيع أن تقرأ أي كتاب، والكون كله أصبح في تليفونك الذي في جيبك، والأن كل شيء موجود في التلفزيون وغيره، ومن يحارب ذلك يضيع وقته، كمن يحارب طواحين الهواء، لذلك اتخذنا قرارات جريئة للإعلام القديم، وكنا نعلم أن الإعلام الجديد قادم، لذلك كنا مستعدين لذلك بتدشين جهات عدة، منها وكالة الأنباء السعودية وهيئة الإعلام المرئي والمسموع.

• هل كنت راضيا بحمل وجمع الثقافة والإعلام في حقيبة وزارية واحدة؟

•• بصراحة لا، إذ كان لي رأي واضح في ذلك وصرحت أن وزارة الثقافة لها دور، ووزارة الإعلام لها دور مستقل، فالثقافة مرت عليها أشياء كثيرة ظلمت فيها، والإعلام كان يأكل ما يخص الثقافة، لذا كان يجب أن تكون هناك وزارة راعية للثقافة، تكون شيئا مستقلا تماما عن الإعلام، وتقدمت باقتراح للملك عبدالله (رحمه الله) بفصل الثقافة عن الإعلام، والحمد للمولى عز وجل وافق الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد على ذلك، والآن انطلقت وزارة الثقافة انطلاقة كبيرة جدا، ووزارة الإعلام أيضا انطلقت بعد تأسيس الهيئات.

• هل كان تأسيس الهيئات (الإذاعة والتليفزيون، الإعلام المرئي والمسموع، وكالة الأنباء السعودية)، تمهيدا لفصل الثقافة عن الإعلام؟

•• نعم، فهذه الهيئات مستقلة لوحدها، وزارة الإعلام الآن راعية ولا تتدخل في التفاصيل، عكس السابق، سواء في التليفزيون والإذاعة والبرامج وغيرها، وأصبحت القنوات عشوائية، لذا كان لا بد لها من رادع، ولذلك أعددنا البنية التحتية لوزارة الإعلام، كما توجد حاليا مرجعية أيضا للكتاب في الصحف.

دخول المرأة الأندية الأدبية

• كيف واجهت الصوت المتشدد في المجتمع السعودي حينما كنت وزيرا للثقافة والإعلام، خصوصا أنه كانت لديك قرارات جريئة كدخول المرأة الأندية الأدبية، وغيرها، التي كانت محل انتقاد هذا التيار؟

•• الكفاءة تعطي المعيار سواء للرجل أو المرأة، لذا اقترحت دخول المرأة لانتخابات الأندية الأدبية وعضوية مجلس الإدارة، وليس هناك ما يمنع أبدا، كلنا من أبناء هذا البلد، ونحن أول من أدخلنا المرأة في انتخابات الأندية الأدبية وكانت تجربة ناجحة.

لا للطائفية أو العنصرية

• ماذا عن قرار وقف قناة «وصال»؟

•• قناة «وصال» كان لها ضرر كبير جدا، كانت تمس الوحدة الوطنية، فالمملكة لم تؤسس عبثا، والملك عبدالعزيز بنى هذا الصرح الكبير بعبقريته، ولا نسمح لأي جهة كانت بأن تعبث بهذا الكيان، والتعددية بهذا الوطن جميلة وتقوده وتعطي له مناعة، سواء في الشمال أو الجنوب أو الغرب أو الوسط، ولا نسمح بأي طائفية أو عنصرية، فهذا غير مسموح في بلادنا على الإطلاق.

• بشفافية، هل قرار إغلاق مكاتب قناة «وصال» في الرياض كان وراء إعفائك من منصبك وزيرا للثقافة والإعلام في 2014؟

•• لا أدري ولا أعلم، اتخذت القرار ليلا والإعفاء كان في الصباح، وربما كان القرار متخذا في السابق، وهذه القرارات تخص ولي الأمر، وولي الأمر هو من يقررها في أي وقت شاء، ويجب علينا أن نفهم هذا الأمر ونتقبله بأريحية ورضا كامل، لأننا لسنا مرتزقة، فنحن أبناء هذا البلد ونخدمه في أي مكان، وليس شرطا أن أتولى منصبا كي أخدم بلدي وأخلص له، فالبلد عندما يحتاج أي مواطن في أي عمل كان بسيطا أو كبيرا عليه أن يلبي.

• هناك من يقول في «السوشال ميديا» إن قرار إعفائك من منصبك تدخلت فيه شخصيات دينية مؤثرة.

•• كما قلت.. أُبلغت بالإعفاء من نائب رئيس الديوان الملكي في ذلك الوقت، وهذا شيء طبيعي أن يستغنى عن خدماتي في أي وقت من الأوقات.

الإعلام لا بد أن يتطور

• هل ما زلت عند رأيك بأن الصحف الورقية انتهت؟

•• أنا تكلمت عن المؤسسات الصحفية، وقلت إنها أدت دورها ويجب أن تغير من نمطها وحركتها الرتيبة، فالعالم الإعلامي تغير بالكامل ولم يصبح كما كان، وأصبحت وسائل الإعلام مطورة في كل المجالات، وبالعكس تكلمت بإيجابية تماما، ويجب أن تفكر المؤسسات تفكيرا جديا، وتقدمت بدراسة تشير إلى ضرورة أن تتحول المؤسسات الصحفية إلى شركات مساهمة مغلقة؛ كي لا تحتاج إلى مساعدات من أي أحد.

والآن العالم اختلف عن العالم الذي كنا نحن عليه من 10 أو 20 سنة فالتسارع في كل شيء، والأمير محمد بن سلمان أدرك سرعة التغير العالمي، وتحرك وتحرك البلد، الذي هو بحاجة إلى إعلام قوي وسريع ومتحرك، وخادم الحرمين الشريفين وولي العهد أدركا ذلك جيدا، ونحن الآن نسابق الزمن، وإذا غفونا سيسبقنا العالم، وهذه طبيعة ومسيرة الحضارة الإنسانية على مدى القرون والعصور، وتلك وجهة نظري، فأنا ابن الصحافة وأغار عليها، ولا أسخر منها، وأريدها أن تواكب هذه الحركة.

• حدثنا عن توليك منصب سفير خادم الحرمين مرتين في المغرب، ماذا اختلف بين الفترتين؟

•• المغرب بلد صديق وجميل، والعلاقات متميزة بين القيادتين السعودية والمغربية، وأول مرة ذهبت أيام الملك الحسن، الذي يكن احتراما ومحبة لإخوانه في السعودية، وله الفضل في تماسك المغرب في وضعه الحالي، ثم عاصرت جزءا من فترة الملك محمد السادس، ثم عدت بعد ذلك بنحو 15 عاما للمغرب ووجدت هناك تغيرات جذرية في تطور البلد والبنية التحتية والحركة السياسية والفكرية، فالمغرب بلد كبير ومهم جدا.

نصيحة لرئيس الشيشان

• أيام انهيار الاتحاد السوفيتي كانت لك قصة مع رئيس الشيشان، ماهي؟

•• بعد انهيار الاتحاد السوفيتي كانت هناك فورة كبيرة جدا، ورئيس الشيشان دوداييف كان يأمل أن تنفصل بلاده فأرسل لي أولا طالبا المساعدة، فقلت له نحن لا نتدخل في شؤون الدول، وهذه سياسة المملكة، ولا نفكر في التدخل على الإطلاق، وشخصيا أنا لو كنت رئيسا لاتحاد روسيا لن أسمح بانفصال الشيشان «لو يصير ما يصير»، فغضب مني غضبا شديدا، وجاء لي مسؤول آخر من جمهورية أخرى، ونصحته النصيحة نفسها، وأخذ بها.

وحينما كان بريماكوف وزيرا للخارجية الروسية ورئيس الاستخبارات قال لي ذات مرة: «لو سمع دوداييف نصيحتك كما سمع الآخرون، فنصيحتك كانت في محلها».

محاولة اغتيال

• هل أسهمت هذه الصراعات داخل الشيشان في صعود التيار المتشدد؟

•• في فترة من الفترات حدث ذلك، إلا أنهم الآن أدركوا أنهم جميعا يجب أن يتحدوا جميعهم في وحدة قوية.

• ما هي محاولات الاغتيال التي ذكرتها في مذكراتك، خصوصا عن النسوة الثلاث اللائي لبسن أحزمة ناسفة في بيروت؟

•• أبلغتني إحدى الجهات الأمنية بوجود 3 نساء يلبسن أحزمة ناسفة سيأتين للسفارة قاصدات إياي والسفارة، فاخذت الأمر بجدية واحتياط، لأنني أمثّل المملكة ومسؤول عن السفارة وكل العاملين بها. فذهبت للمنزل وما قلت لأبنائي أي شيء، حتى أني ذهبت مع أولادي إلى أحد المطاعم، وبعد ذلك دخلت 3 نسوة وأخبرني النادل أنهن يردن توقيعي، فذهب ابني محمد لتقصي الأمر، ووجد أنه مختلف، إذ إن الفتيات الثلاث ليس لهن علاقة بالإرهابيات، بل بالعكس كن فتيات طيبات يطمحن لالتقاط صورة تذكارية وتعاملنا معهن بود.