7C5F3648-4E75-48EE-9886-4DA3648545DF
7C5F3648-4E75-48EE-9886-4DA3648545DF
31172795-2779-41F5-9566-CB965A4702E0
31172795-2779-41F5-9566-CB965A4702E0




محمد علي الحسيني
محمد علي الحسيني
-A +A
«عكاظ» (جدة) OKAZ_online@
شدد الأمين العام للمجلس الاسلامي العربي محمد علي الحسيني، أن ما يطلق عليه الإسلام السياسي بدعة لا تمت للدين بصلة إلا من حيث الاسم، وأن خطورته سواء أكان سنيا او شيعيا، تتمثل في تمرده على أولي الأمر الحقيقيين والفعليين في أمتنا وطرح نفسه بديلا في حين أنه لا يمثل إلا الجزء الأضعف في المجتمعات. ووصف الحسيني (صاحب أكثر من 70 كتابا ومؤلفا)، الخطابات الطائفية لبعض رجال الدين بأنها تنم عن جهل وتعصب أعمى، وقد تكون هذه الخطابات متعمدة لإثارة القلاقل الداخلية بتحريض من الخارج فأضرار الخطاب الطائفي لا تنحصر في الاطار الديني بل تمس الأمن القومي الوطني والعربي مباشرة لأنه خطاب تفتيتي.. وأشار إلى أن وثيقة مكة المكرمة قدوة تحتذى وخارطة طريق لمنهج الاعتدال والوسطية؛ لأنها كرست مبدأ التعايش مع الجميع. ودعا الحسيني في حوار أجرته معه «عكاظ» كل الأطياف إلى إبراز الخطاب المعتدل ورص الصفوف ومواجهة الفكر المتطرف

وثيقة مكة


• صدور وثيقة مكة -في رأيكم- هل يعد أساساً ومرتكزاً للتعايش والتسامح والتصدي للغلو، خصوصا على خلفية الأطياف المختلفة التي شاركت في الملتقى؟

•• وثيقة مكة المكرمة التي رعاها ولي العهد الامير محمد بن سلمان ونفذها أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور الشيخ محمد بن عبدالكريم العيسى وأجمع عليها علماء ومفكرو الأمة، هي قدوة تحتذى وخارطة طريق لمنهج الاعتدال والوسطية؛ لأنها كرست مبدأ التعايش مع الجميع وبذلت جهودا كبيرة لجمع المسلمين واتباع الديانات والحضارات والثقافات على أرضها وعقد المؤتمرات وإطلاق الوثائق التاريخية وأهمها وثيقة مكة.

مفهوم الاعتدال

• حدثنا عن مفهوم الاعتدال في وقت حدثت تقاطعات واختلافات حول المفهوم، لا سيما أن بعض الدوائر تفسر المفهوم على خلاف مقصده؟

•• الاعتدال هو قدر المنطقة الغنية بالتعدد الديني والفكري والحضاري، هو وسيلتنا للتقارب وللعيش السلمي، والاعتدال ضرورة للمنطقة أيضا، لأنها تعاني من نزاعات وحروب ولا بد من إخماد هذه الفتن بالحوار.

• تعني بذلك إقصاء الخطاب المتطرف والحد من التدخلات؟

•• إذا كان الخطاب المتطرف والعنيف هو سلاح الدول والقوى الخارجية للتغلغل في صفوفنا وخرق وحدتنا فينبغي أن نبرز خطابنا المعتدل لرص الصفوف ومنع اختراقها، وفي الوقت نفسه التصدي بكل من أوتينا من قوة لدحر المتدخلين وإحباط خططهم، فالاعتدال من سمات الإسلام الأساسية «وجادلهم بالتي هي أحسن».

تعصب أعمى

• الطائفية التي غزت بلدانا كثيرة كيف تتم مواجهتها؟ ومن هم الذين يطلقون شرارتها خلف ستار؟

•• للأسف الطائفية في خطابات بعض رجال الدين قد تكون غير متعمدة، بل تنم عن جهل وعن تعصب أعمى، وهذا مخالف لروحية الإسلام؛ وهو دين الوحدة والتآلف والتقارب حتى مع اتباع الديانات الأخرى فكيف بالأحرى داخل الدين الواحد. قد تكون هذه الخطابات متعمدة لإثارة القلاقل الداخلية بتحريض من الخارج، وهنا يجب الحزم والحسم مع هؤلاء، لأن مشروعهم الفتنوي يؤذي وحدة الأمة في مواجهة أعدائها ويؤدي إلى التخلف الحضاري ويعطل مسيرة التطور في كل البلاد.

خطاب تفتيتي

• الطائفية بوجهها الحالي تتسرب مخاطرها من أيدي دعاتها إلى تهديد استقرار المنطقة بأسرها، حدثنا عن طبيعة هذا الفكر.

•• أضرار الخطاب الطائفي لا تنحصر في الإطار الديني، بل تمس الأمن القومي الوطني والعربي مباشرة، لأنه خطاب تفتيتي فتنوي يشكل حصان طروادة لدكّ الاستقرار من الداخل.

خصوصية الأوطان

• ما الذي يجمع بينها والإسلام السياسي؟

•• الإسلام السياسي بدعة سياسية ولا تمت للدين بصلة إلا من حيث الاسم، فخطورة جماعات الإسلام السياسي سنية وشيعية هي في أنها تتمرد على أولي الأمر الحقيقيين والفعليين في أمتنا وتطرح نفسها بديلا والعياذ بالله، في حين أنها ليست سوى مجموعات صغيرة لا تمثل إلا جزءا صغيرا من المجتمع الذي تتواجد فيه وهو غالبا الجزء الأضعف.

• لكن رموز الإسلام السياسي يرون غير ذلك.. يعتقدون أنهم أقوى الحلقات.

•• تضخيم جماعات الإسلام السياسي خطابها وتغليظه والادعاء أنها صاحبة مشروع عابر للدول مخالف للمنطق وللطبيعة. صحيح أن الإسلام دين للعالمين إلا أنه حافظ على خصوصية الأوطان والأقوام. هذا الخطاب يهدف إلى إضعاف كل البلاد العربية والإسلامية والاستفراد بها واحدة تلو الأخرى.

أجندات خارجية

• جماعات الإسلام السياسي ترتبط بأجندات خارجية، ما السبيل لمواجهة هذا التغلغل؟

•• صحيح.. جماعات الإسلام السياسي مرتبطة بأجندات خارجية وتتلقى الدعم والتمويل من أجل مشاريعها التفتيتية، لذلك فإن مواجهتها تكون بالفكر والكلمة أيضا بالقوة والحزم.

• أين وصلت مبادرات التعايش التي أطلقتها وثيقة مكة؟

•• تأسيس خطاب التعايش ونبذ الكراهية هو عملنا، وقد دأبنا عليه وأثمرت جهودنا في مجتمعات عربية وإسلامية عديدة، وسنواصل جهودنا لأن الاندماج الحضاري في العالم واللحاق بالركب العالمي يتطلب أولا أن نحصن مجتمعاتنا بالخطاب المعتدل وأن ننبذ ثقافة الكراهية المقيتة لتفتح أمامنا أبواب العالم فنكون أمناء على رسالة الإسلام الأصلية.