كادران صحيان يجهزان جثة متوفَّى بكوفيد بمستشفى خارج كييف. (وكالات)
كادران صحيان يجهزان جثة متوفَّى بكوفيد بمستشفى خارج كييف. (وكالات)
-A +A
«عكاظ» (لندن)، وكالات (طوكيو، كييف) OKAZ_online@
تواجه السياسة الصحية التي تطلب ممن تأكد تشخيص إصابتهم بوباء كوفيد-19 عزل أنفسهم في منازلهم، إلى حين تعافيهم، انتقادات جمة في دول عدة؛ خصوصاً اليابان. ويقول منتقدوها في اليابان إن عدداً من أولئك المصابين توفوا في منازلهم. وأبرزهم صاحب مطعم صغير في جزيرة أوكيناوا يدعى يوشيهيكو تاكيوشي، الذي ظلت السلطات الصحية تتصل به ثلاثة أيام على هاتفه فلم يرد. وفي اليوم الرابع توجه فريق صحي إلى منزله ليكتشفوا أنه توفي على سريره. ويرى المنتقدون أن معظم الدول التي تطبق عزل المصابين تتوافر لها منظومات صحية قادرة على تقديم خدماتها العلاجية لهؤلاء المرضى. وبعد الانخفاض الكبير في عدد الإصابات الجديدة في اليابان خلال الشهرين الماضيين، قالت طوكيو في 12 نوفمبر الجاري إنها جهزت 37 ألف سرير في مشافي البلاد، بدلاً من 28 ألفاً خلال الفترة الماتضية، لتكون البلاد جاهزة لأية موجة فايروسية محتملة. وتعهد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بأن يقوم كوادر الخدمة الصحية بزيارات منتظمة للمصابين بكوفيد-19 في منازلهم. وتأتي تصريحات كيشيدا في أتون انتقادات جمة للحكومة اليابانية التي تملك أكبر عدد من الأسرّة الطبية في مقابل عدد السكان. وكان استياء الشعب الياباني من الرد الحكومي على نازلة كورونا السبب الرئيسي وراء استقالة رئيس الوزراء السابق يوشيهيدي سوغا، الذي لم يمكث في منصبه سوى عام وحيد. وفي المقابل، فإن مستشفيات نيويورك تمت توسعتها سريعاً في أتون الأزمة الصحية لتتسع لمزيد من الأسرة في العنابر العامة، ووحدات العناية المكثفة. وقالت وزارة الصحة اليابانية في مطلع سبتمبر الماضي، إن 134 ألف مصاب بالفايروس تم حجرهم في منازلهم لحين تعافيهم. وتقول الأرقام الحكومية إن كوفيد-19 أدى إلى 18 ألف وفاة منذ اندلاع الوباء العالمي. ويبلغ عدد سكان اليابان 126 مليون نسمة. لكن الخبراء المحليين يعتقدون أن آلاف اليابانيين أصيبوا بالفايروس وتوفوا في بيوتهم، بعدما تم إبلاغهم بحجر أنفسهم في منازلهم. وقالت وكالة حكومية يابانية إن 651 شخصاً توفوا بالوباء في منازلهم منذ مارس 2020، منهم 250 شخصاً توفوا في أغسطس 2021 وحده. وفي أوكرانيا؛ شكا أطباء- في تقرير لأسوشيتد برس- من أن نوبة عملهم أضحت تمتد 24 ساعة، في حين قال أطباء آخرون إنهم يباشرون العمل 18 ساعة يومياً. وتم إنشاء عدد من المستشفيات في مخيمات خارج العاصمة كييف لمواجهة العدد المتزايد من المصابين بكوفيد-19. وشهدت أوكرانيا الخميس الماضي 838 وفاة بكوفيد-19 في يوم واحد. ويقول الأطباء إن الوضع الصحي يزيد تدهوراً مع مرور كل يوم. وتواجه المنظومة الصحية الأوكرانية ضغوطاً غير مسبوقة، في حين أنها تعاني أصلاً من عدم توفير موازنات كافية لتأهيلها. ويقول الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي، إنه ورث نظاماً صحياً متهالكاً، زادته اهتراء محاولات سلفه إصلاحه بإغلاق عدد من مستشفيات البلدات الصغيرة. وإذا تفاقمت الحال الصحية لمريض في تلك البلدات فقد يضطر إلى انتظار وصول سيارة الإسعاف لمدة تصل إلى ثماني ساعات لنقله إلى مستشفى في إحدى المدن القريبة.

كوفيد هل يتسبب بـ «تسونامي» السكري ؟


حذر رئيس الرابطة الدولية للسكري أستاذ الطب بجامعة مانشستر البروفيسور أندرو بولتون أمس من أن «تسونامي» من الإصابات بالنوع الثاني من مرض السكري يوشك على اجتياح بريطانيا جراء وباء كوفيد-19 العالمي. وقال بولتون، إنه يخشى أن يحدث ذلك «التسونامي» خلال السنتين القادمتين. وتوقع خبراء آخرون أن يتضاعف عدد الإصابات المشخصة بالسكري العام القادم من 100 ألف إلى 200 ألف. ونقلت الصحيفة عن أطباء عموميين قولهم إنهم شهدوا ارتفاعاً بنسبة 56% في تشخيص الإصابات بالنوع الثاني من داء السكري. وعزا الخبراء تلك التوقعات المتشائمة إلى عوامل، أبرزها تأخر تشخيص عدد كبير من الإصابات بالسكري، بسبب انشغال المستشفيات والأطباء بمرضى كوفيد-19. ويضاف إلى ذلك توقف الأطباء العموميين (أطباء الأحياء) عن مقابلة مرضاهم وجهاً لوجه منذ اندلاع نازلة كورونا. كما أن من الأسباب الأخرى زيادة وزن كثير من الأشخاص بسبب تدبير الإغلاق الذي يبقيهم في منازلهم. وتشير بيانات الخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا إلى أن كل بريطاني زاد وزنه بمتوسط 1.3 كيلوغرام منذ بدء وباء كورونا. كما أن ثمة دراسات أكدت أن الإصابة بكوفيد-19 تتسبب هي نفسها في الإصابة بالنوع الثاني من السكري. وأشارت دراسات في بريطانيا إلى أن مريضاً من كل 20 شخصاً أصيبوا بكوفيد-19 تم تأكيد تشخيص إصابتهم بالسكري خلال 5 أشهر من إصابتهم بكوفيد-19.