ممرضة مدرسية تكشف حرارة تلميذ قبل دخوله الفصل في أركنساس. (وكالات)
ممرضة مدرسية تكشف حرارة تلميذ قبل دخوله الفصل في أركنساس. (وكالات)
-A +A
«عكاظ» (لندن، واشنطن، بكين) OKAZ_online@
فيما استعر أوار الجدل في بريطانيا بشأن تطعيم الأطفال؛ خصوصاً مع توقعات بتفاقم الإصابات الجديدة بوباء كوفيد-19 بعد معاودة فتح المدارس مطلع سبتمبر القادم؛ أعلنت الصين أنها أطلقت لقاحاً جديداً مضاداً لكوفيد-19، قالت إن تجاربه أظهرت أن فعاليته تصل إلى 82%. وقالت الصين إن لقاح ساينوفاك يوفر حماية مؤكدة من سلالة دلتا، ويزيل احتمالات الإصابة بالالتهاب الرئوي الناجم عنها بنسبة 70%. وأعلنت شركتا فايزر وجونسون آند جونسون، أن أية جرعة تعزيزية ثالثة من لقاحيهما يمكن أن تؤدي إلى زيادة كبيرة في مناعة الإنسان ضد كوفيد-19.

ونشبت حرب أمس الأول بين علماء بريطانيا، بعدما أوردت الصحف البريطانية أن الخدمة الصحية الوطنية الحكومية وضعت خططاً لتطعيم الأطفال في مدارسهم، من دون موافقة والدِيهم. وأفادت الأنباء بأن الخدمة الصحية طلبت من هيئاتها الاستعداد لتطعيم الأطفال من سن 12 إلى 15 عاماً في غضون أسبوعين. وقال علماء إنه يجدر ترك الصغار ليصابوا بالفايروس بشكل طبيعي، لتتكون لديهم مناعة طبيعية قوية أقوى من تلك التي يوفرها اللقاح، الذي تشير الدراسات إلى أن مناعته تضمحل بمرور الأشهر. وقال أستاذ الأحياء الدقيقة الطبية بجامعة إيست أنجيليا البرفسور ديفيد ليفمور، إن العالم بحاجة إلى التعايش مع كوفيد-19 لسنوات قادمة؛ إذا لم تكن عقوداً. وأضاف: لذلك إذا كان لدينا جيل من الأطفال المحصنين بمناعة طبيعية فمن شأن ذلك أن يمنع تفشي الفايروس في أوقات لاحقة. بيد أن عدداً من العلماء الآخرين هبوا لمساندة فكرة تطعيم الأطفال، محذرين من أن الفايروس سيعود ليجتاح بريطانيا إذا سمح للأطفال بالعودة للمدارس من دون تحصين. وقال أستاذ الطب بجامعة إيست أنجيليا البرفسور بول هنتر، إن مخاطر الإصابة بكوفيد-19 تفوق كثيراً احتمالات حدوث مضاعفات جانبية من تلقيح الأطفال. وشنت مجموعات أسرية حملات على وزراء حكومة بوريس جونسون، بشأن ما إذا كان من حق الآباء والأمهات أن يرفضوا إخضاع أطفالهم للقاحات كوفيد-19. وقال وزير التعليم غافين ويليامس: إن الحكومة ستطلب موافقة الآباء أولاً قبل تطعيم أطفالهم. لكن نائب كبير أطباء بريطانيا البروفسور جوناثان فان-تام قال إن الأرجح المضي قدماً في تطعيم الأطفال. وأشارت صحيفة «ديلي تلغراف» إلى أن المشكلة تتمثل في أن وجهات النظر الحكومية والعلمية شديدة التضارب في ما يتعلق بالتلقيح. وزادت أن القضية الأساسية في هذا الجدل هي مأمونية اللقاحات بالنسبة إلى الصغار. وفيما نسبت إلى أحد الأطباء المعروفين قوله إن التهاب العضلة القلبية الذي يعتقد أنه يصيب الشبان عند تطعيمهم بلقاح فايزر-بيونتك ليس مرضاً خطراً. لكن طبيباً آخر قال إن العلم لا يزال في بداية مراحل معرفته بتلك المخاطر. وأضاف أستاذ صحة المراهقين بجامعة لندن البروفسور رسل فاين: دعونا نحكّم المنطق، إذا أردنا موازنة مخاطر تردي الحالة الصحية بعد الإصابة، واحتمالات الوفاة ضد مخاطر التطعيم؛ فإن المنطق السليم يقول إن مخاطر إصابة الأطفال بكوفيد-19 هي أصلاً ضئيلة جداً. ولذلك يصعب قبول توصية بأن يتم إخضاع الأطفال والمراهقين لإبرة اللقاح، خصوصاً أننا لم نُحِطْ بعد إحاطة كاملة بمسألة الإصابة بالتهاب العضلة القلبية. وأعلنت الصين أمس الأول أن لقاحاً أنتجته شركة تشونكنغ للمنتجات البيولوجية الصينية أظهر فعالية بنسبة 82% ضد تردي الإصابة بكوفيد-19 إلى حال الخطر. وأضافت أن بيانات التجارب السريرية للقاح ZF2001 أظهرت فعاليته بنسبة 92.93% ضد سلالة ألفا (كنت البريطانية)، و78% ضد سلالة دلتا. وأضافت أن من تم تطعيمه بهذا اللقاح لم يكن بحاجة لنقله إلى العناية المكثفة، ولم يواجه خطر الوفاة. وأعطت الصين أمس الأول الضوء الأخضر لجرعة تعزيزية ثالثة من لقاحاتها المحلية الصنع للأشخاص الذين يواجهون مخاطر متزايدة، ككوادر الخدمة الصحية، والعاملين في مقار العزل الصحي، والمرضى الذين يعانون من ضعف المناعة، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً. وقال مسؤول حكومي، إن الدراسات أكدت أن من يحصل على جرعة ثالثة من لقاحي ساينوفاك وساينوفارم الصينيين سترتفع مناعته 30 ضعفاً إذا أُعطي الإبرة الثالثة بعد 6 أشهر من حصوله على الثانية. وعلى صعيد آخر؛ ذكرت دراسة بريطانية أمس الأول أن مخاطر الإصابة بجلطة دموية أكبر لدى من يصابون بكوفيد-19 منها لدى من يتم تحصينهم باللقاح ضده. وقالت جامعة أكسفورد- حيث أجريت الدراسة- إن خطر الإصابة بالجلطة من جراء الإصابة بالفايروس أكبر منه جرّاء التطعيم.


لقاح الملاريا.. بعد مصل كوفيد

أعلن علماء جامعة كلية لندن للطب المداري، أن لقاحاً ضد مرض الملاريا، قامت بتطويره شركة الدواء البريطانية غلاكسوسميثكلاين، أثبت نجاعته في خفض تدهور الإصابة بالمرض، وتقليص احتمالات الوفاة به بنسبة تصل إلى 70%. وأشاروا إلى أن التجارب السريرية على اللقاح الجديد شملت 6 آلاف طفل تراوح أعمارهم بين 5 أشهر و17 شهراً في بوركينافاسو ومالي. وتقتل الملاريا نحو 400 ألف شخص سنوياً في أرجاء العالم. وقال العلماء إنهم واثقون من أن منظمة الصحة العالمية ستوافق على اللقاح الجديد عند اجتماعها بهذا الشأن في أكتوبر القادم.