هندي وأسرته الريفية يرفضون اللقاح.
هندي وأسرته الريفية يرفضون اللقاح.




طابور التطعيم في العاصمة الناميبية ويندهوك. (وكالات)
طابور التطعيم في العاصمة الناميبية ويندهوك. (وكالات)
يوغندا حولت مطار كمبالا الى مركز للتطعيم بلقاحات كوفيد-19.
يوغندا حولت مطار كمبالا الى مركز للتطعيم بلقاحات كوفيد-19.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
صحيح أن كوفيد يتسارع. ولكن ليس في كل مكان في العالم. ففيما يتزايد عدد حالاته الجديدة في بعض ولايات الجنوب الأمريكي التي يرفض معظم سكانها الخضوع للقاح؛ فهو في بريطانيا- التي حققت نسبة أعلى من الولايات المتحدة في شمول سكانها بالتطعيم- يتزايد؛ بل ظهرت في بريطانيا سلالة متحورة جديدة نشأت أصلاً في بيرو بأمريكا اللاتينية. وبيرو جمهورية صغيرة في أمريكا الجنوبية، لا يتجاوز عدد سكانها 33 مليوناً. لكنها عبرت قبل يومين مساراً مؤلماً لتنضم إلى مجموعة الدول التي رزئت بأكثر من مليوني إصابة. كما أن كوفيد-19 استطاع أن يقتل عدداً كبيراً من سكانها: 191584 وفاة حتى أمس (الأحد). وتشير الأرقام الرسمية في بريطانيا إلى أن عدد الإصابات الجديدة بالسلالة الهندية (دلتا) ارتفع بنحو 80% خلال أسبوع، ليصل السبت إلى 18270 إصابة جديدة. ونجمت عن ذلك 14 وفاة إضافية. وقالت الهيئة الصحية الوطنية البريطانية إن عدداً كبيراً من المصابين المنومين يحتاجون إلى أكسجين، وإلى علاجهم في وحدات العناية المكثفة، مقارنة بالوضع قبل أسبوعين فحسب. وعلى رغم أن عدد المنومين لا يساوي شيئاً قياساً بذروة الموجة الحالية من الهجمة الفايروسية، حين تم إدخال أكثر من 4500 شخص المستشفيات؛ إلا أن الأطباء والخبراء الصحيين أعربوا عن قلق شديد من أن المنومين هذه المرة يأتون للمشافي وهم أشد مرضاً ومعاناة من الوباء.

وكانت مستشفيات بريطانيا قيدت أمس الأول 18 وفاة. وهو عدد يزيد على نظيره قبل أسبوع بنحو 63%. وزاد عدد الإصابات بسلالة دلتا الهندية، التي يقول العلماء إنها زادت بنسبة 80% على التفشي السريع من سلالة كنت البريطانية، بنسبة 46%، ليبلغ عدد الإصابات الجديدة خلال أسبوع 35204 حالات. وزاد السلطات هلعاً إعلان الجهات المختصة إصابة 6 بريطانيين بالسلالة البيروفية الجديدة، التي تعرف بـ «لامبدا» بحسب تسمية منظمة الصحة العالمية. وأعلنت الخدمة الصحية العمومية الإنجليزية أمس أنها قررت تصنيف «لامبدا» باعتبارها «سلالة قيد التحقيق».


وكانت منظمة الصحة العالمية صنفت هذه السلالة في 14 يونيو الماضي باعتبارها «سلالة مثيرة للاهتمام». وقالت إنها تمتلك تحوُّريْن يعتقد بأنهما يجعلانها أسرع تفشياً، وأقدر على إبطال بعض اللقاحات المضادة لكوفيد-19. وتقول السلطات الصحية البريطانية إنها حشدت برنامجها الخاص بالاتصال وتتبع المخالطين للمصابين لمحاصرة تفشي هذه السلالة المتحورة وراثياً. غير أن بريطانيا استمدت تشجيعاً من أرقام أخرى كشفت أنه لم يمت أي شخص أصيب بالسلالة الهندية من الذين تم تحصينهم باللقاحات، وأن عدد الأشخاص الذين أصيبوا بسلالة دلتا الهندية ممن هم بحدود 50 عاماً من العمر وأدخلوا المستشفيات لا يزيد على 3% بحلول 21 يونيو. واعتبرت الرئيسة التنفيذية لوكالة الأمن الصحي البريطاني الدكتورة جيني هاريس أن ذلك يعني أن المملكة المتحدة نجحت من خلال التلقيح في كسر الصلة بين الإصابات والتنويم. وأضافت أنه لا يوجد لقاح في العالم يمكنه أن يوفر حماية بنسبة 100%، ولذلك ينبغي التحوط، والتقيد بالإرشادات الصحية حتى بعد الحصول على جرعتي اللقاح.

وفيما أشار مسح استطلاعي أجرته «أسوشيتدبرس» أمس الأول إلى أن جميع الوفيات بكوفيد-19 في الولايات المتحدة حدثت لأشخاص لم يتم تطعيمهم، ما أدى إلى انخفاض عدد وفيات أمريكا إلى أقل من 300 يومياً؛ وأن عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالفايروس بعد تحصينهم منه بالكامل (بجرعتي اللقاح) لم يتجاوز 1200 شخص من نحو 853 ألفاً تم تنويمهم في المستشفيات؛ تواجه القارة الأفريقية واقعاً وبائياً مأساوياً. فقد أعلن وزير صحة جنوب أفريقيا بالوكالة كوبايي نغوباين أمس الأول أن البلاد باتت على شفا إغلاق جديد. وزاد أن سلالة دلتا الهندية باتت مهيمنة على الإصابات الجديدة، محذراً من احتمال وقوع موجة وبائية ثالثة، قد تكون أسوأ من الموجة الثانية. وقال أستاذ مكافحة الأمراض المُعدية بجامعة كوازلو ناتال ريتشارد ليزلي إن دلتا أقدر بنسبة تراوح بين 30% و60% على التفشي السريع من سلالة بيتا التي اكتشفت أصلاً في جنوب أفريقيا. ولا تزيد نسبة من تم تلقيحهم من سكان جنوب أفريقيا حتى الآن على نحو 4% من نحو 60 مليون نسمة. وتقترب جنوب أفريقيا من الالتحاق بمجموعة الدول المنكوبة بمليوني إصابة؛ إذ يبلغ عدد إصاباتها حالياً 1.91 مليون إصابة. وتقول منظمة الصحة العالمية إن الإصابات تتزايد في أفريقيا منذ مطلع مايو الماضي، وسيفوق عددها بحلول مطلع يوليو القادم نظيره خلال الموجتين السابقتين. وتقول أيضاً إن سلالة دلتا الهندية موجودة حالياً في ما لا يقل عن 14 دولة أفريقية، خصوصاً الكونغو، وموزامبيق، وناميبيا، ويوغندا. ويصل عدد إصابات القارة السمراء إلى نحو 5.2 مليون حالة، أدت إلى أكثر من 139 ألف وفاة. ولا تتجاوز نسبة من تم تلقيحهم 1% من 1.3 مليار نسمة.