-A +A
مدرب قراءة لغة الجسد: ماجد المغامسي majidalmughamsi@
فطن العرب مبكراً إلى أن هناك طرقا تواصلية غير لفظية تخدم أغراضهم تحل محل اللغة من أهمها «لغة الجسد». ويعد أبوعثمان عمرو بن الجاحظ (ت٢٥٥هـ) أول من فطن من العلماء القدامى إلى مسألة الاتصال غير اللفظي ولغة الجسد ودورهما في الكشف عن المعاني وإدراك المغازي والإحاطة بالفهم، وكان كتابه البيان والتبيين دليلاً علمياً حاز به قصب السبق في ذلك، حيث نبه إلى الدور الكبير للغة الجسد والحركات الجسمية في إيضاح الكلام أو في إخفائه، وقال «لو جهد جميع أهل البلاغة أن يخبروا من دونهم عن هذه المعانى بكلام وجيز يغني عن التفسير باللسان والإشارة باليد والرأس لما قدروا عليه»، ودلل على ذلك بإيراد الكثير من النصوص والأشعار العربية التي تبين أهمية لغة الجسد، منها قول الشاعر عمر بن أبي ربيعة:

أشارت بطرف العين خيفة أهلها


إشارة مذعور لم تتكلم

فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا

فأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم

وقول جرير:

ترى عينها عيني فتعرف وحيها

وتعرف عيني ما به الوحي يرجع

وقول زهير بن أبي سلمى:

وما يكُ في صديق أو عدو

تخبرك الوجوه عن القلوب