يحيى فقيهي
يحيى فقيهي




إبراهيم العنزي
إبراهيم العنزي
-A +A
عبدالله السميري (أملج) abdallh_alsmery@
من الصعب كثيراً على الإنسان تجاوز فقدان أشخاص يحبهم، وأعزاء كثيراً على قلبه، فعند الفقد بطبيعة الحال يتمالك حال الكثيرين على فراقهم، وكثيراً ما يتعرض الإنسان إلى حالة نفسية وخاصة عندما يكون شخصاً عزيزاً وتفقده إجبارياً بسبب من الأسباب، الأشخاص الذين يمرون بنفس التجربة لديهم مشاعر الحزن والشعور بالفقد وقد تكون أحياناً قوية حسب صلة وقرابة الشخص، فلا بد من تجاوز هذه الحالة واستيعاب ما يحدث، السؤال كيف نتجاوز هذه المرحلة.

ويشير في هذا الجانب الأخصائي النفسي إبراهيم العنزي إلى أن الصدمة النفسية حالة نفسية مؤلمة يدخل بها الفرد نتيجة التعرض لحادثة أو واقعة مؤلمة جسدياً ونفسياً تثير الحزن والألم وتؤدي لدخول الفرد في حالة حزن شديد، وقد تستمر لعدة أسابيع أو أشهر أو سنوات.


ولفت العنزي إلى أن الصدمة النفسية غالباً ما تحدث على عدة مراحل تبدأ المرحلة الأولى بالإنكار وفقدان السيطرة، وقد تصل لفقدان الوعي كحالة هستيرية تعجز الدفعات النفسية الذاتية التصدي لها، لتصل بعد ذلك إلى المرحلة الثانية سوء التكيف وهنا يبدأ الفرد بالتجاوب ويعود لحياته الطبيعية ولكن بشكل غير طبيعي، حيث قد تظهر عليه بعض الأعراض كالميل للعزلة وفقدان الشهية واضطراب النوم والأرق وانخفاض الإنتاجية لتصل إلى المرحلة الثالثة: مرحلة ما بعد الصدمة وهنا يحاول الفرد الظهور بالمظهر الطبيعي وقد يرى المحيطون به أنه تشافى منها ولكن هو يعاني داخلياً ويشعر بالأعراض المشابهه لأعراض الاكتئاب، الأمر الذي قد يدفع الفرد للعلاج النفسي وزيارة العيادة النفسية.

فيما لفت الأخصائي النفسي يحيى محمد فقيهي إلى أن الانفعالات إما أساسية أو فطرية، ومن الممكن أن نحدد الانفعالات إلى خمسة انفعالات رئيسية؛ الحزن، الخوف، الغضب، السعادة، الاشمئزاز، وهذه الخمسة بدورها تؤدي إلى انفعالات أكثر تعقيداً مثل الشوق، الحب، القلق، الكدر ويمكن القول إن الانفعال حالة نفسية ذات سلسلة من الحلقات المركبة من المشاعر نتيجةً لموقف أو مثير ما ونجد لها تبعات وتغيرات جسدية عصبية وهرمونية سلوكية وفكرية أيضاً ومن خلال قراءة عنوان هذا الموضوع نجد كلمة (فقد) حيث نستطيع أن نربط بينها وبين كلمة الحزن كما ذكرنا سابقاً بالانفعالات الخمسة الرئيسية لتصبح لدينا كلمة (حزن الفقد) هذه الكلمة تعبر عن معاناة نفسية وضغط عال يفسر لنا ذلك الشعور الناتج عن خسارة شيء كبير جداً أو فراق شخص عزيز إما بالاغتراب أو الوفاة.

وأضاف فقيهي: الحزن قد يعطل الحياة الاجتماعية ويؤثر في الصحة البدنية وقد يمر الناس عند الحزن بخمس مراحل (الإنكار، الغضب، المساومة، الاكتئاب ثم القبول).

وأشار فقيهي إلى أن تأثير الحزن في الناس بطرق مختلفة حسب الفروق الفردية وكيفية التنشئة والعادات والتقاليد وتكاليفها الاجتماعية والمهارات المعرفية المكتسبة لديهم يحتاج الحزن إلى وقت تدريجي حتى يصل الفرد إلى الشفاء، ومن المهم علينا معرفة بعض المهارات وكيفية التعامل وتجاوز هذه المرحلة، وهنا بعض من النصائح المهمة جداً منها اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والصلاة والدعاء والتصبر والصدقة وقراءة القرآن الكريم، التعبير عن مشاعرنا بالشكل المناسب والسلوك المقبول والحديث عما يدور بالنفس لمن نثق بهم، التخفيف من تناول القهوة والخروج إلى الطبيعة والتأمل، المشي وتنقل البصر بين المخلوقات الطبيعية والموجودات الصناعية وفي الجانب الآخر تجنب بعض النصائح الخاطئة مثل «تجاهل، كن قوياً يا رجل، عيب، لا تبك».