-A +A
حمدان الغامدي *
بذل للغالي والنفيس وتنازل عن الأولوليات لدى معظم الأسر لرعاية أبنائها وعلاجهم والاهتمام بهم والبحث عن مسار جديد ينير حياتهم، بعد أن تذوقوا معهم مرارة الأيام وجرح الزمان وألم السنين لابنهم الذي بات ينشد الإرادة والصمود والتحدي، بعد أن مد يديه طلباً للمساعدة، بعد أن ظل تائهاً في شوارع المدينة الحالمة وتلاطم به الظروف والأقدار دون مرسى أو ميناء أو عنوان، لتحتضنه أسرته وتساهم في إقناعه بالتوقف عن أتباع الهوى والعودة من جديد لدائرة الأسرة ونقطة الانطلاق من منزلها الذي عاش فيه وانطلق منه. مساهمة الأسرة بتلقي العلاج اللازم وفق آليات التدعيم النفسي المهني والعلاج المعرفي السلوكي والإرشاد الأسرى والديني والتأهيلي.

وما بين ألم السنين وجرح الأيام تبرز الإرادة كمنهج حياة وأسلوب ونمط معيشة فيه من جمال الطبيعة ولونها الأخضر، ما يجعله يستشعر أهمية المرحلة العمرية التي وصل إليها وما يترتب عليها من احتياجات نفسية واجتماعية واقتصادية.


إن «الأمل» و«الإرادة» وجهان لمسيرة من الحياة الاجتماعية الكريمة للمجتمع وأفراده تخللها محطات من مدخلات ومخرجات الأطباء الفنيين الممارسين المتخصصين وكانا يرسمان لوحة فنية بأنامل ذهبية تستوحي خيالها من واقعها الذي كانت تعيشه وما زالا يسيران بثبات نحو الدعم النفسي والتأهيل والتأصيل لجوامع الكلمات المميزة.. وسيظلان نبراسا للبذل والعطاء والسخاء.

كان الأمل وإرادة يرسمان لوحة فنية بأنامل ذهبية تستوحي خيالها من واقعها الذي كانت تعيشه.. وما زالا يسيران بثبات نحو الدعم النفسي والتأهيل والتأصيل لجوامع الكلمات المميزة.. وسيظلان نبراساً للبذل والعطاء والسخاء.. في تغيير المفاهيم الخاطئة وتعديل السلوكيات المنحرفة وإعادة صياغة الشخصية الإنسانية وفق مقومات طبية ونفسية واجتماعية للعودة بروح متجددة وحياة أكثر نضوجا..

الأسرة هي الحضن الدافئ لأبنائنا.. وخروجهم إلى نمط التفكير المبنى على المؤامرة أمر مؤسف وخطير وسيزول بمرور الوقت وقضائه مع الأحبة والأصحاب..

كلما كنا أنقياء.. كلما أزلنا الشوائب من حولنا وعن طريقنا تلقائيا، وكلما ساهمنا في «الألم» بدلا من «الأمل» فسنجد أنفسنا في بيئة غير جاذبة وسيئة، للأسف تلك هي جزء من حياتنا المبنية على تفكيرنا. فأحسن التعامل مع الآخرين.. يحسن الله إليك وعليك. وفي قلوبكم نلتقي..

* مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام والتوعية الصحية بمجمع إراده للصحة النفسية