عهدية أحمد السيد
عهدية أحمد السيد
عهدية أحمد السيد
عهدية أحمد السيد
عهدية أحمد السيد
عهدية أحمد السيد
-A +A
أريج الجهني areejaljahani @
* المرأة الخليجية ناجحة في عملها الصحفي وتحظى بالاحترام والتقدير من الجميع

* البحرين تفاخر بصحافتها القوية وهي أمينة على وطنها وعلى مكتسباتها


* الصحافة مهنة تحكمها مبادئ وقيم وقواعد وقوانين ولوائح وأعراف

* سقف الحرية في البحرين والسعودية يتناسب مع تقاليدنا وأولوياتنا وبالمسؤولية تجاه أوطاننا

عهدية السيد رئيسة جمعية الصحفيين البحرينية ضيفة «سعوديات» وصديقتها الدائمة، نحاور ضيفتنا حول تجربتها الصحفية وقصص نجاحها في مسيرتها المهنية، وماذا قالت عن المرأة السعودية التي شهدت لها بالثقة والرصانة والتمكين جيلاً بعد جيل.

* كيف ترى الأستاذة عهدية حاضر المرأة السعودية، وهي رفيقتها وشقيقتها في التاريخ والحاضر والمستقبل؟

** أعتقد أن المرأة السعودية وصلت لمكانة رفيعة جداً، وكنت دائماً أقول إن الأساس في التغيير كان قوياً لذلك المرأة السعودية الآن في مرحلة تقدم وازدهار، ونالت مناصب تستحقها في وجود خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الداعم للنساء السعوديات باعتبارهن ركيزة أساسية في عملية التنمية، إن التغييرات التي حدثت في المملكة العربية السعودية الشقيقة جذرية أدت إلى أن يكون للمرأة دور مهم في المجتمع السعودي وفي الحكومة وفي أجهزة الدولة، وزال أمام المرأة السعودية طريق طويل جداً، وبلا شك إن هذا التطور له تأثير على البحرين وما يحدث في البحرين يؤثر على السعودية، نحن في خط واحد نسير مع بعض، نجاح السعودية نجاح للمرأة البحرينية، وهو ما يعطينا المجال للتعاون مع بعض في أمور كبيرة، حتى يكون لدينا صوت ليس على المستوى المحلي فحسب لكن المستوى الدولي، وهناك الكثير من الملفات التي تخص دولنا وأخرى معنية بالحفاظ على مكتسباتنا في البحرين والسعودية، أعتقد أن صوت المرأة مهم جداً، هذه فرصة لكي نتعاون مع بعضنا للارتقاء وتنمية بلداننا.

* برأيك ماذا ينقص الخليجيات لتمثيل أكبر في حقول الصحافة؟ وهل ترين أن أعداد الصحفيات الخليجيات لا يزال متواضعاً مقابل عدد الرجال؟ وهل الدعم الحكومي وحده قادر على ردم هذه الفجوة «الجندرية»؟

** لا يوجد لدينا إحصائيات توضح عدد الصحافيات مقابل أعداد الرجال في العمل الصحفي، أنا لا أرى أن عدد الزميلات متواضع أمام الرجال، وبالنسبة للدعم الحكومي نحن محتاجون لدعم مالي لكن دون التدخل في العمل الصحفي، والحمد لله أن حكومتي البلدين منفتحتان على الصحافة وتسمعان لها وتتفاعلان معها بشكل كبير، ذلك لأن الصحافة تقوم بدور كبير ومهم في أنها توصل للحكومة صوت المواطن، وبما أن الأزمات التي نمر فيها قد أثرت على الصحافة فنجد أنه لا بد أن يكون هناك دعم للصحافة عامة.

أنا لا أهتم كثيراً بالأعداد لأن العبرة بالعمل وبالمخرجات، وأعتقد أن عدد الصحفيات عدد مقدر بالنظر فقط للأسماء المبتدئة من الشباب الصغار والأسماء الكبيرة لا فرق بين المرأة والرجل في العمل الصحفي في دول الخليج، هناك فارق مهم جداً هو اعتلاء المناصب العليا، أتمنى فعلاً في البحرين والسعودية وكل دول الخليج أن أرى سيدات أكثر في مناصب عليا في الصحافة، «رؤساء تحرير ونواب رئيس تحرير ومدير تحرير»، هذا الذي ينقصنا في الخليج، وأعتقد أن المرأة مؤهلة لهذه المناصب ويمكن أن نحقق هذا الأمر بتوجيهات منفتحة جداً، المرأة تحتاج دعم في هذا المناصب أرى أن المرأة الخليجية ناجحة جداً في عملها الصحفي ولها مكانتها المقدرة وتحظى بالاحترام والتقدير من الجميع.

* ما واقع تمكين الصحفيات البحرينيات؟ وكيف يمكن أن يحققن شراكة حقيقية مع الصحفيات السعوديات؟

** عندنا في البحرين تقريباً أكثر من نصف عدد عضوية الجمعية من السيدات، والجمعية تحتضن أهم الإعلاميات، وجميع الذين يعملون في وسائل الإعلام من صحف وإذاعة وتلفزيون ووكالة أنباء صحفيون، إن مسألة تمكين المرأة من هذه الناحية ليس لدينا مشكلة، فالمرأة موجودة في جميع الأماكن، وتمكين النساء ممكن بالتعاون مع بعض، لإيجاد قيادات إعلامية نسائية تكون على رأس إدارة الصُحف، اليوم المرأة البحرينية والسعودية تستطيع رئاسة تحرير صحيفة وإدارة تحرير مجلة، لا نتحدث فقط عن صحف ومجلات بل تترأس وتدير إدارات مؤسسات إعلامية.

إن التنسيق ما بين زميلاتنا في السعودية من خلال مؤتمرات وورش عمل ومنتديات يمكننا من تجهيز سيدات ليقمن بالعمل في مناصب قيادية في الصحف داخل بلادنا أو السفر للخارج لحضور دورات مكثفة، والتعاون يكون عن طريق تشجيع خريجات الصحافة والإعلام في البحرين والسعودية للانخراط في العمل الصحفي، الكثير من الخريجات يضطررن للعمل في شركات وأقسام علاقات عامة وإعلام، وبذلك تكون صحافتنا خسرت شباباً عندهم الإمكانية ليكونوا جيل المستقبل، كما بوسعنا من خلال التعاون المشترك تدريب وتشجيع وتمكين خريجات الصحافة والإعلام حتى يكنّ الصوت والرأي والتأثير في الشارع، وندربهن بحيث نخلق منهن صحافيات محترفات.

* «الصحافة لا خوف أو محاباة».. ما قصة هذا الشعار؟

** نحن دائماً نحتفي بهذا اليوم في البحرين قيادة وصحفيين، ومن أجمل ما نحصل عليه في الصحافة العالمية التهنئة التي تأتينا من جلالة الملك، وهنا رسالة يوجهها جلالة الملك حمد بن عيسى للصحفيين، الرسالة هدفنا في يومنا العالمي على رأس هذا الهرم قائد يؤمن بعملنا، يوم نحتفل فيه، ويؤكد على أهمية كل شعار يضعه المجتمع الدولي، والأمم المتحدة للاحتفال بيوم الصحافة الدولي «لا خوف أو محاباة»، أكبر دليل على أننا نعمل تحت قيادة تشجع على حرية الصحافة، لا يوجد خوف بين الصحفيين في ممارسة مهنتهم، وواجبهم الوطني وهم يؤمنون جداً بمسؤولية الكلمة، وهم يؤمنون بالرسائل التي يوجهها لهم جلالة الملك، وعلى المستوى الوطني نحتفل بيوم الصحافة البحرينية.

وعلى المستوى الدولي وفي ظرف خلال سنة ونصف استطعنا أن يكون لنا صوت في الاتحاد الدولي للصحافيين، وتم التصويت لي بأن أكون عضواً في مجلس (الجندر) اللجنة التوجيهية لأمثّل الشرق الأوسط، ويعني تمثيلي لكل امرأة صحفية في دول الخليج والشرق الأوسط، الملفات التي تخصهم إذا كانت هناك أي مضايقات أو إشكالات تهم المرأة الصحفية من واجبنا توصيل الرسالة، ومن خلال هذه المقابلة أستطيع أن أتعاون مع زميلاتي في السعودية عن القضايا التي يمكن يطرحونها على مجلس الجندر، مثلاً قضية «التكافؤ في فرص العمل» والمناصب القيادية هذه سنحصل على دعم كبير من الاتحاد الدولي للصحفيين، وهو في الحقيقة دعم معنوي، بالنظر إلى أن قيادتنا اليوم تدعمنا فعلياً وتعطينا مناصب ومراكز متقدمة، لكن لا بد أن نكون فعالين على المستوى الدولي ونشارك في فعالياتهم ويكون عندنا صوت قوي، هذا شيء ممتاز جداً.

على المستوى الدولي نحن في البحرين في ظرف عام ونصف أخذت مقعد مجلس الجندر، وعندنا معقد آخر في لجنة استشارية عليا في الاتحاد الدولي، وكل معقد مدته 3 سنوات، والمعقد الآخر للأستاذ راشد الحمر نائب رئيس جمعية الصحفيين.

جلالة الملك الله يحفظه في لقاءاتنا معه كان دائماً يشجعنا على أن نطور أنفسنا وأن نهتم بصقلها بالتدريب المتواصل حتى نرتقي بإمكانياتنا ومن ثم نكون مؤهلين للحصول على المكاسب الدولية في مجال الصحافة.

احتفالنا على مستوى العالم بهذا اليوم كل عام دليل على أننا نؤمن بأننا جزء لا يتجزأ من هذا العالم الواسع الامتداد، فالصحافة ليست مهنة بسيطة، بل العكس هي مهنة ذات أهمية بالغة في حياتنا اليوم، والصحفي لديه كلمة ولديه رأي، وكل الأمور السياسية التي تحدث في محيطنا، والتحديات التي نواجهها للصحفي دور كبير ومهم جداً فيها، ومهم أنه لا بد أن يكون مطلعاً على كل الأمور ليس في المنطقة فحسب بل على المستوى الدولي، وبما أننا مطالبون بأن نكون مطلعين لا بد أن تكون لدينا عضويات دولية في المؤسسات الصحفية، نحتفل معهم بشعاراتهم، كل شعار تم استخدامه في الاحتفال بيوم الصحافة الدولي كان للبحرين نصيب في تطبيق هذه الشعارات من خلال عملها وممارساتها، وصارت البحرين من الدول التي تفاخر بأن لها صحافة قوية ولها مسؤولية، وفي نفس الوقت أمينة على وطنها وعلى مكتسباتها.

* حبذا لو تعطي القراء لمحة عامة عن مجلس «الجندر» ومهامه، وهل مفهوم «الجندر» لدينا لا يزال في مراحله الأولية؟

** أعتقد أنه لولا دعم دول الدول العربية ما كنت لأفوز في هذا المجلس الذي يطرح جميع القضايا التي تهم الصحافيات في كل بلاد العالم، ومن ضمن هذه القضايا أنهم يطالبون بتكافؤ الرواتب ما بين الرجل والمرأة الصحفية، بفضل الله هذه القضية ليس موجودة لدينا في البحرين والسعودية، حقيقة هو شيء غريب أن في أوروبا يطالبون بمساواة رواتب المرأة الصحفية بزميلها الرجل الصحفي، ودولنا نحن في نظرهم أن حقوق المرأة ضائعة، لكن ظهر العكس، أن حقوق المرأة والمحافظة عليها في بلادنا منذ عقود، وليس لدينا فرق بين الرجل والمرأة في الرواتب.

إن النقص الذي لدينا في المناصب القيادية يمكن يكمل في المستقبل إن شاء الله تعالى بجهودنا وعملنا المشترك، والقيادة في كل من البحرين والسعودية تؤمن بكفاءة المرأة، وحتى الرجال في البلدين كذلك يؤمنون بقدرة المرأة الصحفية ويدعمونها بشتى الوسائل.

الفوز بمعقد مجلس «الجندر» كان تجربة مميزة، ومن الملفات التي تطرح أيضاً مضايقة الصحفيات على مواقع التواصل الاجتماعي، ويمكن إذا تضايقت أو تم ملاحقة أي صحفية من حقها أن تشتكي للاتحاد الدولي للصحفيين ويقوم الاتحاد باتخاذ مواقف. مجلس «الجندر» معني بكل أمر وشكوى تخص أي صحيفة في منطقة الشرق الأوسط. قبل فترة كان هناك تهديد لصحفيات إيرانيات قدمن استقالاتهن وأخذن موقفاً ضد نظام الملالي، كان هناك خوف على الصحفيات، وأعضاء المجلس أشاروا إلى هذا الموضوع تضامناً مع الإعلاميات الإيرانيات، وأنا عملت حملة لصالح زميلاتنا الصحفيات الإيرانيات، هذه أمور نحن نقف مع بعض فيها، لا نريد أن يقع ظلم أو تعذيب من النظام الإيراني لأي صحفية أو إعلامية يمكن للإنسان أن ينظر لها كمواقف سياسية لكنها في الحقيقة موقف مهني بحت.

عملنا هو النظر إلى وضع الصحفيات حول العالم، قلنا تكافؤ فرص العمل والرواتب وحمايتهن من أي أنظمة قد تتعرض لهن، اعتقد هذه ملفات في غاية الأهمية.

* عهدية السيد عضو في مجلس المرأة العربية، كيف تصفين أعمال المجلس، وهل أثرت جائحة «كورونا» بشكل أو بآخر على أعمال الصحفيين والصحفيات؟ وحينما نقول «مجلس المرأة العربية» فماذا نعني وإلى أي مدى يمكننا التعويل على دور المجلس في رفع الوعي ومناقشة قضايا المرأة العربية؟

** وجودي في هيئة المرأة العربية وفي مجلس الأمناء، الهيئة تعمل على مشاريع كبيرة والعمل مستمر فيها من خلال الحصول على الدعم وتمويل المشاريع ولكن بسب أزمة كورونا لم نتمكن من تنظيم الكثير من البرامج؛ منها الندوات والفعاليات التي كانت المفروض تنظمها الهيئة لطرح قضايا تهم المرأة العربية، مع أن العالم توجه للأون لاين، لازلت أؤمن أن وجودنا في قاعة واحدة مع بعض سيكون له تأثير أقوى لتوصيل صوت المرأة، عن طريق هيئة المرأة العربية التي أنضم لها الكثير من الأفراد والمؤسسات، الهيئة دورها مهم جداً ستقوم ببناء عدة مراكز للكشف عن سرطان الثدي في دول كبيرة، وهذه مشاريع كبيرة هناك دول لا تستطيع بناء مستشفيات، هناك ممولون داعمون للهيئة وستقوم الهيئة ببناء هذه المراكز ليس للكشف عن المرض ولكن للعلاج أيضاً.

الهيئة مواقفها السياسية أيضاً قوية جداً، ومواقف مع المرأة العربية وتمكينها وتشجيعها وإبراز عملها ونجاحاتها مهم جداً، الهيئة مقرها دبي والعضوات من دول العالم العربي شخصيات مشرفة، نتعلم من بعض ونتعلم من تجارب بعض، لكن للأسف جائحة كورونا أعاقت ذلك، ونتمنى الأمور تعود إلى طبيعتها وتقوم الهيئة بلعب دورها على الوجه الأكمل إن شاء الله، وللمجلس دور كبير في رفع مستوى الوعي للمرأة، المرأة واعية جداً، لكن هناك مناطق فقيرة جداً والمرأة فيها تعاني من إشكالات كثيرة يجب الوصول إليها من خلال برامج ومشاريع هيئة المرأة العربية.

* تواجه النساء العربيات مشكلات عدة، أهمها التنميط والقولبة المجتمعية ما دور الصحافة بنظرك في معالجة هذه المشكلات؟

** مجتمعاتنا العربية بشكل عام فيها الكثير من الإشكالات المتمثلة في النظرة السلبة أو الصورة النمطية في ذهنية البعض حول مساهمة المرأة في مجتمعها وفي حراكها العام، لكنني أعتقد أن هذه واحدة من القضايا التي تعمل الصحافة على معالجتها من خلال الملفات المتخصصة والتحقيقات الصحفية واللقاءات والحوارات والندوات الصحفية مع الخبراء وعلماء النفس والاجتماع، علماً أن الصحافة ليس هي المسؤولة وحدها عن معالجة قضايا المجتمع، هناك تبادل أدوار ما بين الصحافة والإذاعة والتلفزيون والمسرح والدراما عموماً، والكتابات الصحفية المتخصصة.

* في تصريح سابق لك، ذكرتِ بأنكم تتطلعون في البحرين لقانون صحافة يتناسب مع المتغيرات الجديدة، بين الإعلام التقليدي والجديد، هل تاهت بوصلة الصحافة، وهل الجيل الجديد لديه الوعي الكافي للتفريق بين مفهوم «السلطة الرابعة» والأدوات «مطبوعة أو إلكترونية»؟

** لا بد أن نفصل ما بين «وسائل التوصل الاجتماعي» و«العمل الصحفي»، لأن الصحافة مهنة تحكمها مبادئ وقيم، قواعد سلوك وقوانين ولوائح وأعراف ندرسها حتى نتعلم لأنها مهنة مثل كل المهن الأخرى، أما وسائل التواصل الاجتماعي تمارس التراسل في فضاء واسع ومفتوح لكل مواطن، وينتج عن ذلك بطبيعة الحال الكثير من المشكلات، قصة المواطن الصحفي لا يوجد مواطن صحفي ومواطن طبيب ومواطن مهندس، الصحافة مهنة ندرسها ونتعلمها، موضوع النقاش الذي يدور حول وسائل التواصل الاجتماعي ستقضي على الصحافة، هذا غير سليم وأنا مراهنة على ذلك، والصحافة المطبوعة ستستمر ولا تنتهي، ممكن يقل الاهتمام بها أو المطابع تطبع أعداداً أقل، لكن الصحافة توجهت منذ فترة طويلة إلى الصحافة الرقمية وتبقى اسمها «الصحافة»، تبقى محاسبة كمهنة لها أخلاقياتها، لا وجه بين وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة كمهنة وسلطة رابعة.

وهناك من يستغل حرية الرأي والتعبير لإثارة الفتنة الطائفية وإثارة قضايا تمس أمن دولنا، هؤلاء أصحاب الحسابات غير وطنيين، ممكن تكون منظمات إرهابية ممولة من الخارج؛ انقلابيون «حزب الله» أو «الإخوان المسلمين»، هؤلاء انقلابيون لا يقارنون بمن يجلس وراء حساب جهاز ويخفي نفسه لا يقارن أبداً مع صحفي يكتب خبراً أو مقالاً باسمه وهو مسؤول عن كل كلمة يقولها، لا مقارنة بين الاثنين، تبقى الصحافة مهنة وسلطة رابعة ولا تنتهي لأنها ركن وعمود مهم في أي مجتمع متحضر، ولا يوجد في مجتمع أن مقولة الصحافة انتهت.

قانون الصحافة الذي تحدثنا عنه يتناسب مع المتغيرات الجديدة في الإعلام التقليدي والإعلان الجديد، لكن بعد إعادة النظر لقانون الصحافة الموجود الذي صدر في 2002م، وجدنا أنه ممتاز، وهناك تعديلات في بعض المواد، ويمكن أن يكون لدينا قانون جديد يتناسب مع المرحلة، ومن ضمن التعديلات أن لا سجن للصحفي في قضايا النشر، وهذا لا يعني أن هناك صحفيين مسجونين، لا يوجد في سجون البحرين إلا المخربون والإرهابيون والانقلابيون، هناك أناس ادعوا أنهم صحفيون، لكنهم تورطوا في قتل الشرطة، وقضايا إرهابية وتخريبية، وأخلص إلى أن القانون الذي نحن بصدده يضمن عدم حبس الصحفي.

* ما رأيك في من يراهنون على موت الصحافة المطبوعة؟

** إذا كنا نفاخر بأننا سلطة رابعة لا بد أن نحافظ على مستوى ومحتوى ممتاز جداً، وما حدث في أزمة كورونا ثبت لنا جميعاً أن مصدر الأخبار الموثوق بها هي الصحف، أي رقم أو إحصائيات مطلوبة كان الناس دائماً يرجعون إلى الصحف إذا كانوا يريدون التأكد من الأرقام والمعلومات لأنها المصدر الصحيح والموثوق به، ولم يرجعوا لمواقع التواصل الاجتماعي، هذا يؤكد أن الصحافة لا زالت بخير ولها مصداقية للمعلومة، وصحافتنا لتبقى قوية لا بد أن ننظر للمحتوى نظرة أخرى، وإذا لم نهتم بالتطور والمواكبة سنتخلف عن المسيرة، الصحافة الاستقصائية مهمة جداً جداً، ومصادرنا من الصحفيين لا يقارن مع ما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي لأن لنا تواصل مباشر مع المسؤولين والدولة ما يجعلنا نقدم خدمة إخبارية متميزة من خلال الصحافة الاستقصائية والتحقيقات.

* هل نجح الإعلام الخليجي في تعزيز الهوية الوطنية والانتماء داخل منظومة مجلس التعاون؟ وكيف يمكن تخطي أوجه القصور الإعلامي؟

** أعتقد أن الإعلام الوطني في كل من البحرين والسعودية نجح نجاحاً كبيراً في غرس الروح الوطنية والانتماء، ذلك لأن المؤسسات الصحفية والإعلامية مؤسسات وطنية همها الأول والأخير الحفاظ على أمن واستقرار بلداننا، والحفاظ على هويتنا المتميزة جداً، وهناك أشياء تميزنا كعرب وخليجيين عن غيرنا؛ ثقافة وحضارة نختلف عن باقي العالم، هذا الاختلاف لا يعني أننا ضد الثقافات الأخرى، بل متمسكون بتقاليدنا وأصالتنا.

* هل المحتوى الإعلامي يشكل تحدياً لدى الصحفي الخليجي؟ وهل سقف الحرية يمكن أن يقف حاجزاً أمام صناعة محتوى عالمي تنافسي؟

** المحتوى لا يشكل تحدياً، والتحدي هو أن نقدم محتوى مميزاً؛ لأننا لدينا الإمكانيات والأدوات والمصادر، الذي ينقص بعض الصحفيين والإعلاميين للأسف البعض يظهر للعمل كوظيفة وليس مكاناً للإبداع وتقديم كل ما من شأنه أن يؤثر إيجابياً في الارتقاء بمجتمعاتنا، الذي يعمل في هذا المجال لا يخرج منه لأنه يغذي روحه، الفرق ما بين صحفي كوظيفة وصحفي يحب عمله هذا هو الفرق بين صحفي يحب الصحافة، وممكن تحقيق واحد في سنة واحدة يرفع اسم الصحفي ورصيد المهنة إلى أعلى الدرجات، وممكن تقرير يومي لا يلفت نظر أي قارئ لعمل هذا الصحفي هذا الفرق، التحدي هو عشق الوظيفة.

لا أعتقد أن سقف الحرية عدنا نازل، السقف الموجود بما يتناسب مع تقاليدنا ومجتمعاتنا وأولوياتنا، مع طبيعتنا وعروبتنا وسياستنا هو الذي جعلنا نحس بالمسؤولية تجاه أوطاننا، نحن لا نقارن بتقاليد وعادات دول أجنبية، لا زال عندنا احترام للأكبر واحترام الدولة، وفي دول ثانية باسم حرية الصحافة يسيئون لرموزهم المهمة من الشخصيات الرفيعة، وبسقفنا في الحرية الموجود استطعنا أن نحافظ على أمننا واستقرارنا.

* كيف يمكن أن نصف الشراكة الإعلامية بين الشقيقتين البحرين والسعودية؟

** الشراكة الإعلامية بين البلدين موجودة، وزارة الإعلام بين الشقيقتين البحرين والسعودية دائماً مستمرة ونراها من خلال التعاون، وتوحيد الخطاب الإعلامي غير جديد، وكمؤسسات مجتمع مدني صارت الشراكة بين جمعية الصحفيين بين البلدين وتم الاتفاق على الكثير من النقاط المهمة قبل أزمة كورونا؛ ومن بينها إقامة ورش تدريبية وتبادل عمل الصحفيين في البلدين ليعملوا بين صحف بعض ومنتديات وملتقيات ومؤتمرات لطرح قضايا سياسية، لأن عملنا مرتبط بالسياسة وبأمور دولنا، وإن شاء الله بعد أزمة كورونا سيبدأ تنظيم العديد من الفعاليات المهمة، وسنحتفل كذلك بعدد من المناسبات، ومن بينها سنحتفل بالمرأة البحرينية في المملكة العربية السعودية، وبالمرأة السعودية في البحرين في شهر 21 مارس 2021م مع زميلاتنا الصحفيات في البحرين، وبعدها سنحتفل بالمرأة الإماراتية، وسنستمر في الاحتفال بالمرأة الكويتية.. إلخ.

وأتمنى أن نعمل لجنة مشتركة من الزميلات الصحفيات في البلدين لتنظيم الاحتفالية بالمرأة السعودية في البحرين حتى تكون بداية لعمل كبير في تقوية علاقات المرأة الصحفية والإعلامية في المنظومة الخليجية.